كلمة <<الاتحاد>>
صرخة حق وتحذير من مغبة ما هو آت!

انّ جريمة اطلاق جنود الاحتلال النار على متظاهرين اسرائيليين واجانب وفلسطينيين وجرح اسرائيلي وأمريكية "ذنبهم" انهم جاؤوا الى مسحة للاحتجاج على بناء جدار العزل العنصري، تثير عاصفة من الاحتجاج والغضب والتحذير من مغبة ما هو آتٍ لدى اصحاب الضمير الانساني وقوى السلام اليهودية والعربية في اسرائيل. لقد حذرنا دائمًا ومن على صفحات "الاتحاد" ومن مختلف المنابر التي اعتلى الشيوعيون والجبهويون منصاتها من مخاطر الفاشية الزاحفة التي تخطت عتبة الدار في اسرائيل التي تنمو وتنتعش وتزداد مخاطرها في كنف الاحتلال الاستيطاني. حذرنا دائمًا من ان من يرتكب الجرائم ويجيز ارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد شعب محتل ضد المدنيين الابرياء فإن يده الآثمة وانيابه الصفراء ستمتد وتصل لخنق وافتراس ابناء شعبه هو من معارضي سياسته القهرية الدموية المجرمة.
ونحن اليوم اكثر سرورًا وتفاؤلاً بأن المجرم المحتل يحاصر في وكره وتنطلق اصوات الضمير الانساني تدين رذائل المجرم وتحذر من مخاطر ان تمتد ايدي اخطبوط الجريمة لتطال رقاب من يعارض سياسة الاحتلال الدموية التي تنتهجها حكومة الكوارث اليمينية الشارونية في المناطق الفلسطينية المحتلة.

بودنا ان ننقل صرخة حق وتحذير انطلقت من فم احد الكتاب الاسرائيليين المشهورين، دافيد غروسمان، تعقيبًا على اطلاق جنود الاحتلال على المتظاهرين ضد بناء الجدار الابرتهايدي. كتب في صحيفة "يديعوت احرونوت" امس الاحد 28/12 ما يلي "منذ عدة سنوات كانت أيدي قوات الجيش الاسرائيلي سهلة على الزناد، سهلة اكثر من اللازم عندما يجري الحديث عن الفلسطينيين. وهذه كانت مسألة  وقت حتى يتدحرج هذا الامر الى الداخل ويقود الى طابع نشاط شبيه بالنسبة للمتظاهرين الاسرائيليين... ما حدث في نهاية الاسبوع هو مؤشر لشيء واسع واكثر عمقًا أتخوف بان له انعكاسات اكثر حدة مما رأينا اليوم. فليس من وليد الصدفة ان اطلقت النار على هؤلاء الناس، لقد جاء اطلاق الرصاص هذا كمواصلة  (كاستمرار) لعملية التحريض المنهجي ضد النشاطات التي ينفذها كل من يعارض الخط الرسمي للحكومة. ما حدث يجب اخذه بالحسبان كاشارة تحذير للمكان الذي وصلنا اليه، للمناخ السياسي والاجتماعي الذي يساعد على حدوث مثل هذا الشيء. يجوز ان نبدأ بالاستيقاظ وادراك الى أين يدهورنا الاحتلال، الكراهية الداخلية،  العنف الذي ينفجر من داخلنا ضد انفسنا. عندما يدربون جيشًا لاطلاق النار على متظاهرين فهذا تخطّ للحدود بكل المفاهيم، من عوّدوهم ان حياة الانسان رخيصة، فانهم يبدأون بالفلسطينيين وينتهون  بأبناء شعبهم". والجملة الاخيرة، السطر الاخير من صرخة غروسمان التحذيرية تعكس المخاطر الجدية من الفاشية الزاحفة التي لا توفر أنيابها المفترسة حتى ابناء شعبها من معارضي سياستها ونهجها الدموي الاجرامي المغامر. فمن جرحه جنود الاحتلال، غيل نعماتي، كان قبل شهر فقط جنديًا في خدمة الاحتلال، أنبه ضميره الانساني، خاصة وانه كان الشاهد الملكي على جرائم المحتل ومعاناة الفلسطينيين من ضحاياه،  وجاء اليوم ليعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وعن رفضه لبناء جدار العزل العنصري الابرتهايدي ولجرائم المحتل.

ان هذه الاحداث والمواقف المناهضة للاحتلال ولموبقاته ومخاطره الفاشية، تعزز الأمل وتشد العزائم بمواصلة المعركة العادلة حتى زوال الاحتلال وبناء جسور السلام العادل والأمن والاستقرار الاسرائيلي - الفلسطيني.

("الاتحـــــــــــاد")


الأثنين 29/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع