حماس تقدم موقفها من التهدئة لمصر وعباس يصل واشنطن



* إسرائيل "تسمح" بإمدادات وقود محدودة لكهرباء غزة وتواصل حصارها *

حيفا- مكتب "الاتحاد"- نقلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمصر أمس موقفها من التهدئة مع إسرائيل التي تؤكد أنها يجب أن تكون متبادلة وشاملة للضفة الغربية وقطاع غزة ومرهونة بالتوافق الوطني الفلسطيني.
وقال رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية إن وفد الحركة سينقل للمسؤولين المصريين موقفها، وأضاف "التهدئة إذا قبلها الاحتلال الإسرائيلي يجب أن تكون متبادلة وشاملة وضمن توافق وطني" مشيرا إلى أن وفد حماس المكون من القياديين محمود الزهار وسعيد صيام عاد أمس من دمشق إلى القاهرة ليسلمها تصور الحركة من التهدئة.
وأوضح هنية في كلمة ألقاها خلال افتتاح مستشفى تخصصي للأطفال في مدينة غزة إنّ "التهدئة يجب أن تؤكد على وحدة الأرض الجغرافية ووحدة الشعب الفلسطيني وآليات تنفيذها مشروط بوقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر فيما تطبيقها المباشر مرهون بالتوافق الوطني مع فصائل المقاومة التي تقاوم على الأرض".
ودعا رئيس الحكومة المقالة إلى استئناف الحوار الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي بعيدا عن ضغوط الإدارة الأمريكية التي قال إنها تضع فيتو على الحوار الفلسطيني وتعمل فقط من أجل زيادة حدة الانقسام الفلسطيني.
وحول ضوابط قبول حماس بنتائج الاستفتاء على أي اتفاق سلام تبرمه السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، قال هنية إنها ثلاثة، وهي ألا يتضمن أي اتفاق "تنازلات عن ثوابت الشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة"، إضافة إلى تحقيق مصالحة وطنية، وأن يكون الاستفتاء شاملا لكل أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات أو يعرض على مجلس وطني جديد ومنتخب.
وكان الناطق باسم حماس سامي أبو زهري قال في تصريح أمس إن "الحركة أعدت في ضوء الإجابات التي تلقتها في القاهرة حول التهدئة رؤيتها الشاملة والمفصلة حول هذا الموضوع وسيجري تسليمها إلى المسؤولين المصريين عبر د. الزهار اليوم".
وقال: "بعد تسليم رؤية الحركة الشاملة ستبقي التهدئة رهن بالموقف الإسرائيلي".
من جانبه أكد وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال رياض المالكي اقتراب التوصل إلى اتفاق للهدنة في قطاع غزة.
وأضاف في مؤتمر في مدريد: "أعتقد أننا أصبحنا قريبين من الإعلان عن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة سيسمح برفع الحصار عن المنطقة الحدودية كما ينهي عمليات التوغل الإسرائيلية في القطاع وإطلاق الصواريخ من قبل حماس على جنوب إسرائيل".
من ناحية ثانية وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأول الثلاثاء إلى واشنطن لإجراء لقاء مع مسؤولين أمريكيين وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش.
والتقى عباس مع وزيرة الخارجية الأمريكية ونواب من الكونغرس أمس قبل أن يلتقي بوش اليوم الخميس.
وتوقف عباس في أيسلندا في طريقه للولايات المتحدة، وقال من هناك إنه سيلتقي مجددا الرئيس بوش في منتجع شرم الشيخ المصري في 17 أيار، ورحب "بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في هذه القمة"، ولكنه قال إن ذلك لم يتأكد بعد.
يأتي ذلك في إطار السعي للتوصل لاتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قبل مطلع العام القادم حين تنتهي ولاية الرئيس الأمريكي الحالي.
وقبل ذلك وفي العاصمة التونسية قال عباس إنه عازم على التوصل إلى "اتفاق إطار" يرسي أسس معاهدة سلام مع اسرائيل مع نهاية ولاية بوش.
وفي هذا الإطار اعتبر عباس أن الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر فشل أثناء محادثاته مع حماس في إقناعها بقبول اتفاق سلام مستقبلي مع إسرائيل يقوم على أساس دولتين. وأشار إلى أن تلك المبادرة افتقرت إلى "النتائج الإيجابية".
وقال عباس للصحافيين في أيسلندا إن كارتر الذي واجه انتقادات أمريكية وإسرائيلية للقاءاته مع حماس في غزة ودمشق "قدم النصيحة الصائبة" لهم.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي الأسبق حث الحركة "على قبول حل الدولتين وقبول الاتفاقات السابقة التي أبرمها الفلسطينيون مع إسرائيل، لكنه فشل للأسف في إقناعها بذلك ولم تتمخض زيارته عن نتائج إيجابية".

 

إسرائيل "تسمح" بإمدادات وقود محدودة لكهرباء غزة وتواصل حصارها  

حيفا- مكتب "الاتحاد"- استأنفت إسرائيل أمس الأربعاء السماح بتزويد قطاع غزة المحاصر بالوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء بها.
ولكن هذا الوقود المكون من مادة الديزل (السولار) لن يكون كافيا لتشغيل محطة كهرباء غزة إلا لمدة أربعة أيام فقط، حسبما أكد المدير العام لهيئة البترول الفلسطيني مجاهد سلامة في تصريحات صحافية من رام الله.
وأوضح سلامة أنه ضُخ مليون لتر من السولار نهار أمس، وهي كمية كافية لتشغيل المحطة أربعة أيام.
وأكد كذلك مدير محطة كهرباء غزة ضرار أبو سيسي أن شاحنتين محملتين بإمدادات الوقود- التي يمولها الاتحاد الأوروبي- وصلتا إلى محطة توليد الكهرباء، وأضاف إنّه من المتوقع وصول إمدادات تبلغ مليون لتر.
وأكدت إسرائيل من جانبها أنها ضخت الوقود عن طريق خط أنابيب عبر الحدود مع غزة بعد أن كان هذا الخط توقف عن العمل إثر إغلاق معبر ناحال عوز شرقي قطاع غزة منذ عملية فلسطينية نفّذتها فضائل فلسطينية مقاومة في التاسع من شهر نيسان الجاري استهدف منشآته وأسفر عن مقتل حارسين إسرائيليين.
جاء ذلك بعد أن كان نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية في قطاع غزة كنعان عبيد حذر في مؤتمر صحافي عقده يوم أمس الأول الثلاثاء من أن المحطة سوف تغلق مساء أمس الأربعاء إلا إذا وصلتها إمدادات.
وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية تخصيص مليوني لتر أسبوعيا من الوقود الصناعي لتشغيل محطة الكهرباء المحلية في غزة، التي تَسد ثلث حاجة القطاع من الكهرباء، بالإضافة إلى المستشفيات والمؤسسات الحيوية الأخرى، في حين يرتبط معظم الباقي بشبكة الكهرباء الإسرائيلية.
ولكن إسرائيل مع ذلك واصلت حصار قطاع غزة اقتصاديا وسياسيا عبر إغلاق المعابر بينها وبين غزة إضافة إلى استمرار إغلاق مصر معبر رفح الذي يربط غزة بها.
وفي التطورات الميدانية، قالت مصادر طبية فلسطينية إن طفلا فلسطينيا أصيب بجروح خطيرة جراء تعرضه للدهس بسيارة مستوطن إسرائيلي عند مدخل مخيم العروب قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
من ناحية ثانية شنت قوات الاحتلال حملة واسعة لملاحقة ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي في بلدة قباطيا قرب جنين شمال الضفة.
وقال بيان للحركة إن قوات إسرائيلية حاصرت عددا من منازل المطلوبين التابعين لسرايا القدس الجناح العسكري للحركة، إلا أنها فشلت في اعتقال أي من المطلوبين الذين كانوا خارج منازلهم.
وأعلن يوم أمس الأربعاء عدد من فصائل المقاومة قصف سديروت وموقع ناحل عوز العسكري جنوب غزة بعدد من الصواريخ المحلية الصنع دون أن يبلغ عن وقوع خسائر حتى الآن.

الخميس 24/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع