ألحوار لمّ لشمل "البيت" !!



رطبة ستبقى شمس صباحنا ومبللة، لتواصل ساقية الايام تدفقها الى جرار بياراتنا، نُزل برتقالنا الصامد، الذي لن يكل او يمل من ترديد بوحه جهارا، تقولون! اُعطيت العالم كله، لكني اهوى وطني!!
تسألونني، شقيقاتي، اشقائي، من اين تأتي هذه "الانهار الحقيقية"؟!! وأنا، وبدون تردد اقول لكم: انها من "ينابيع" قرائح مفكرينا ومبدعينا ومناضلينا على مر الحقب والعصور.
فهذا مفكرنا التوحيدي، الذي اراد، ككثيرين غيره، ان يبني لنا "عاصمة الامل"، ولكن، اشترط ان نسكنها مجتمعا راسخ الاساس متماسك الجدر، عرَف بحسه المرهف، ان بنياننا كالمشكال، فيه الكثير من الوان الانتماءات الفرعية والمواقف والمصالح، الا انه آمن بان في الاختلاف رحمة ونعمة وليس نقمة، لذلك سجل لنا، الصديق آخر هو انت!! لماذا قارئاتي وقرائي؟! لنصل بأنفسنا مباشرة الى "شطوط امان" الحقيقة التي تؤكد وجود تداخل لانهائي بين الاصوات التي ينتجها الافراد عبر تواصلهم وتفكيرهم المتبادل. وبان رفض اصوات الآخرين ومحاكمتها في محكمة الصوت الواحد، هو هدر لدم التطور النهضوي، ولبزوغ معرفة جديدة لا تولد الا في التقاء معرفتين في حوار.
وحيث انه لا يساورني ادنى شك، بأننا جميعا، كأفراد وكمجتمع، نتطلع ونحلم ببناء "عاصمة الامل" هذه، تعالوا اخواتي اخوتي، تعالوا لنقوم، يدا وقناعة واحدة في تنفيذ ما اوصانا به، مفكرونا الكبار، ومن الضروري بمكان ان نبدأ بوضع الاساس الاول، وذلك بايجاد المناخ الحواري الجدي والمتصل والعميق في ساحتنا السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية، لكون الحوار، المحور الجوهري في النهوض،  وفي تجديد الخطاب الحضاري المتحرر من اسر الخطابات الجاهزة.
هذا وقد اكدت التجارب العملية، في الماضي والحاضر، وهكذا ستواصل التأكيد مستقبلا، انه عبر الحوار ينكشف الانسان امام الآخرين وامام ذاته، وبان كينونته تتحقق من خلال التعاشر بين الناس حواريا لا نهائيا، ألم يقل باختين: صوتان اثنان هما الحد الادنى للحياة وللوجود!!
ولن يتأتى ذلك، الا بالابتعاد "سنوات ضوئية" عن نوع الحوار الذي يقف فيه احد المحاورين ويضرب لنا الطبول لينافقنا!!
فصباح الخير لكل مَن يبتعد عن "خطيئة" الرجم، لأن حجارة الناس لا ترحم!! وينتهج اسلوب الحوار طريقا لاستجلاء الحقيقة ولمّ شمل البيت العربي الواحد..
رشدي الماضي
الخميس 24/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع