هل أصبحت الارادة العربية سلعة امريكية؟؟



شاركت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في اجتماع مجلس التعاون الخليجي وبحضور مصري واردني ايضا، وذلك في مطلع هذا الاسبوع في مدينة "المنامة" عاصمة البحرين. وفي هذا الاجتماع نقلت رايس الى المجتمعين رسالة تتضمن املاءات امريكية جديدة تفرضها ادارة بوش والمحافظين الجدد في "البيت الابيض" على الانظمة العربية التي تدور في فلك خدمة الاستراتيجية الامريكية في العراق والمنطقة. وتتضمن الاملاءات الجديدة ان تعيد انظمة البلدان العربية المذكورة العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الدمى الامريكية في بغداد ورفعها مباشرة الى اعلى مستوى بارسال السفراء الى بغداد!! كما تضمنت الاملاءات شطب الديون الخارجية المستحقة على العراق من ايام نظام صدام حسين السابق والبالغة حوالي اربعين مليار دولار!!

 

ما يثير الغضب والاشمئزاز ان الاملاءات الامريكية قوبلت بالايجاب وباحناء هامة الموافقة من قبل هذه الانظمة! موقف يعكس وضعا مأساويا اصبحت من خلاله الارادة الوطنية العربية لدى عدد من الانظمة العربية سلعة يتداولها المشروع الاستراتيجي الامريكي بشكل ينسجم مع خدمة مصالحه العدوانية في المنطقة. فارسال سفراء في الظرف الراهن الى بغداد وفي وقت لا يزال فيه العراق ارضا وشعبا يعاني الامرّين تحت وطأة الاحتلال الامريكي وجرائمه الهمجية ضد الانسانية والشعب العراقي! ارسال سفراء عرب الى بغداد في الظرف القائم يعني من حيث المدلول السياسي اعترافا رسميا يشرعن النظام الفئوي الطائفي القائم في العراق الذي يخدم مصالح المحتل الامريكي ويخون المصالح الحقيقية للشعب العراقي ولا يمثل مختلف الوان الطيف العراقي ومختلف هويات الانتماء القومي والطائفي والاثني والعقائدي والسياسي. كما ان ارسال السفراء العرب ورفع درجة العلاقات الدبلوماسية مع نظام دمى الاحتلال الامريكي برئاسة نور المالكي الى مستوى السفارة يعني سياسيا موافقة هذه الانظمة العربية على الاتفاقات المشبوهة التي توقعها حكومة المالكي العميلة مع المحتل الامريكي وادارة بوش والتي مدلولها ابقاء العراق ومقدراته رهينة بأيدي الامبريالية الامريكية واحتكاراتها عابرة القارات، اتفاقات تطيل امد بقاء المحتل الامريكي جاثما على صدر ارض وشعب العراق، اتفاقات تحوّل ارض العراق الى مزرعة للقواعد العسكرية العدوانية الامريكية، اتفاقات تحول ثروات العراق الوطنية وفي مقدمتها النفط الى سلعة بأيدي اللصوص الامبرياليين من شركات احتكارية امريكية وبريطانية وتغلغل الرأسمال الاسرائيلي ايضا الى العراق، اتفاقات تبقي الباب مفتوحا لتمزيق عرى الوحدة الاقليمية والوطنية العراقية وتقسيم العراق الى دويلات اثنية وقومية هشة.

 

ان هدف رايس وادارة بوش من الرسالة التي املتها هذه "الكوندي" على لقاء المنامة هو الضغط لاحراز مكسب استراتيجي سياسي للمحتل الامريكي في العراق يساعد على رفع اسهم الحزب الجمهوري المنهارة في سوق المنافسة مع الحزب الدمقراطي، في الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد حوالي سبعة اشهر، خاصة وان احراز مكسب استراتيجي سياسي امريكي على ساحة المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية اصبح صعب المنال بسبب الرفض الاسرائيلي المدعوم امريكيا لتسوية عادلة تنصف الشعب العربي الفلسطيني بتجسيد ثوابت حقه الوطني بالدولة والقدس والعودة. وموافقة مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن على املاءات ادارة بوش لا تخدم المصالح الحقيقية لشعب العراق.

الخميس 24/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع