"يا طيب القلب وينَك؟!"



يعود القدر اليوم بصَولاتِهِ الهوجاء ليخطف منا زهرةً يافعةً ويُظهِر لنا قسوته من جديد.
يقطفها من بستاننا الجميل  الذي بدأ بالنقصان شيئا فشيا.أما دموعنا التي  عرفت طريقها بعد أن حفر الدهر مجراها انهمرت عليك دون استئذان.

 

لقد بلل أهلك، رفاقك  ومحبوك، الطريق الأخير بدموعهم مودعينك بحسرةٍ يعتصرها الألم واللوعة على هذا الفراق المفاجئ الذي غيّم على سماء الناصرة، التي أحببتها وأحبتك، كغمامة سوداء قاتمة.

 

لقد قبَّلنا وجنتيك القبلة الأخيرة وكلنا أمل أن ترد القبلة كما عودتنا، لكن دون جواب، فجبهتك الباردة وملامح وجهك الصافية التي نقصتها البسمة العريضة المعهودة تقول لنا: أنا ما زلت معكم لكني لا أقوى على النهوض من جديد.

 

لقد اعتدتَ على احتساء قهوة يوم السبت معكم في بيت أبو منذر وأم منذر الذي يجمع كل الأحبة، ففي هذا الصباح أنهض باكرا مسرعا كالحبيب الذي سيلقى أحبائه. لكن هذا السبت وقفت أمام البيت غير جاسر على الدخول بدون أبو النعيم وهربت مسرعا حابسا أنفاسي وأحاسيسي متجها نحو مقرك الأخير..

 

في شرقنا نميل إلى عيد الفصح أكثر من عيد الميلاد لكونه يبدأ بطابع حزين وينتهي بفرح وانتصار، لكننا هذه السنة سوف نبدؤهُ وننهيهِ بالحزن على هذه الفاجعة والخسارة الفادحة التي ألمّت بنا.
كيف يكون الفرح والانتصار بدونك يا أبا النعيم ؟

 

كيف يمكن للوالدة أم رمزي والزوجة المحبة ليلى والأبناء الرائعين نعيم وهبة وهلا أن يعيِّدوا ويفرحوا بدون فرحك وضحكتك وحنانك وحبك ؟

 

سنفتقدك يا أبا النعيم !!
سنفتقدك بإطلالتك، ببهائك، بابتسامتك، بإنسانيتك، بعطائك، بانتقاداتك البناءة، بروحك الحلوة و بإرشاداتك.
لكن أملنا بنعيم  وبهبة وبهلا أن يستمروا بالنهل من هذا الينبوع الذي نهلت منه  ويزيدوا من زهور هذا البستان ويُنبتوا بدل الزهرة التي فقدناها زنابق وتكثر وتزداد ويَعمر البستان.

 

فنم يا أبا النعيم واسترح. وأبناؤك يكملون المشوار.

ولهم ولنا من بعدك طول البقاء

جوزيف حلو *
الأربعاء 23/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع