لن يكون مفتاح الفرج في "البيت الابيض"!!



توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) امس الثلاثاء، في زيارة الى واشنطن للقاء الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش وغيره من المسؤولين في الادارة الامريكية بهدف التباحث معهم حول دفع العملية التفاوضية الاسرائيلية – الفلسطينية "المغرزة" عجلاتها في اوحال مستنقع الرفض الاسرائيلي. وكنا نتمنى من قلوبنا ان ينجح الرئيس الفلسطيني في مهمته باختراق بوابة الانحياز الامريكي السافر المساند والداعم للموقف الرفضي الاسرائيلي المتنكر لثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية ولمتطلبات التسوية السياسية العادلة نسبيا التي في مركزها انهاء الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي القائم منذ السبعة والستين وتجسيد الحق الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة.

 

كنا نتمنى، ولكنْ بين التمني والواقع بمعطياته الصارخة بون شاسع جدا، فنحن غير متفائلين ولا نتوقع او ننتظر ان يتمخض عن لقاء ومحادثات عباس – بوش ما يبشر خيرا ويصب في مصلحة خدمة القضية الوطنية الفلسطينية بالتحرر والاستقلال الوطني. والوقائع الدامغة تؤكد وتدعم توقعاتنا، فقبل حوالي ستة اشهر عقد في امريكا وفي قاعدة انابوليس وبمبادرة من الرئيس بوش مؤتمر انابوليس الدولي "للسلام"، حيث في مركز اجندته انهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني حتى نهاية العام الفين وثمانية وبمشاركة زفة عربية ودولية جرت تفاهمات اتفق عليها بين اطراف الصراع وبمباركة امريكية واعلن بموجب ذلك عن بدء انطلاقة المحادثات الاسرا- فلسطينية حول القضايا الجوهرية – حدود الدولة الفلسطينية العتيدة والقدس واللاجئين والمستوطنين والمياه. كما اتفق ان تكون مرجعية التفاوض الاساسية خارطة الطريق – وان يكون كل المسار في اطار الحرب ضد الارهاب "الذي ترعاه" الامبريالية الامريكية.

 

وبعد ستة اشهر من انابوليس وعشية لقاء ومحادثات عباس – بوش تحققت امور كثيرة تتناقض في جوهرها ومدلولها السياسي مع تفاهمات انابوليس. فبمساندة ودعم الادارة الامريكية اخذ الاحتلال الاسرائيلي في مسابقة الزمن بتوسيع وتكثيف الاستيطان الكولونيالي، خاصة في القدس الشرقية المحتلة وضواحيها، ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري وتصعيد حرب المحرقة ومجازرها الدموية – ضد قطاع غزة باعتباره "كيانا ارهابيا معاديا" ومواصلة فرض الحصار الاقتصادي والتجويعي على مليون فلسطيني في القطاع ومواصلة تصفية واغتيال واعتقال ناشطين ومقاومين فلسطينيين ومن مختلف الفصائل. بعد ستة اشهر من مؤتمر انابوليس لم يجر أي تقدم حول أي قضية من القضايا الجوهرية للحقوق الوطنية الفلسطينية على طاولة محادثات وفود التفاوض الاسرا- فلسطينية، والانكى من ذلك ان قادة الاحتلال وحكومة اولمرت – براك – تسيبي ليفني يضعون شروطا استعمارية على الفلسطينيين يضعونها في اطار خطوط حمراء لن يتجاوزوها واهمها ضم القدس الشرقية المحتلة الى القدس الغربية كعاصمة ابدية لاسرائيل، التنكر المطلق لحق العودة للاجئين الفلسطينيين وضم كتل الاستيطان الكبيرة التي تؤلف مع الطرق الالتفافية حوالي نصف مساحة الضفة الغربية المحتلة الى اسرائيل!! هذا اضافة الى تصريحات مسؤولين اسرائيليين وامريكيين من اولمرت الى تشيني وغيرهما انه في الوقت المتبقي حتى اجراء الانتخابات الامريكية في شهر تشرين الثاني الفين وثمانية وحتى نهاية هذا العام من المستبعد التوصل الى اتفاق واتفاقية حول القضايا الجوهرية بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي اللقاء الحالي في واشنطن الذي يسبق زيارة بوش للمنطقة في الشهر القادم سيحاول بوش مع ابي مازن تسويق "اتفاق مبادئ" يُعلن عنه ولا يُلزم احدا بالتنفيذ!!

الأربعاء 23/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع