تعني السينرجيا أنّ الواحد الكامل أكبر من أجزائه، أيّ أنّ نتيجة العمل المشترك والتعاون بين عاملين أو أكثر لتحقيق هدف معيّن تكون أقوى وأفضل من مجموع نتائج عمل كلّ عامل يعمل وحده على تحقيق الهدف نفسه؛ بمعنى آخر إذا كان العمل المبذول هو طاقة (يعرف الفيزيائيّون هذا جيّدًا) فالطاقة المشتركة المبذولة لمجموعة ما متعاونة معًا لتحقيق هدف ما، هي أكبر من مجموع الطاقات المبذولة لكلّ شخص يعمل على تحقيق الهدف نفسه وحده.
ربما هذا التفكير المنمّق والجميل قاصر عن حلّ الصراع التناحري الذي يكبّل الإبداع ومن ثمّ التقدّم والتطوّر. و"لنخشّ بالموضوع دوز دوغري" كما يقول المصريون، هناك أيّها الرفاق أزمة اجتماعيّة سياسيّة (بالإضافة إلى الاقتصادية) تفقد البعض منا التوازن السياسي مع بيئته ومحيطه، ممّا يؤدّي إلى عدم تكيّفه مع الواقع المعيش أحيانًا.
نعرف أن هناك من لا يعون الحدث المهدّد ولا يستوعبونه (لا أقصد بالحدث كارثة طبيعيّة أو حربًا عسكريّة)،وأنا بدوري، لا يهمّني كثيرا ولا أريد أن أعرف الأسباب التي أدّت إلى عدم التوازن وبالتالي إلى الأزمة، ولا يهمّني إن كان الضغط الذي يؤدي لخلل التوازن داخليّا أم خارجيّا، لكن ما يزعجني هو أنّ طرائق الحلّ المطلوبة لإعادة التوازن مهمّشة وتبعد عن يدي، والمهارات المطلوبة للحلّ معروفة لي ولغيري، لكنّها منوّمة في قصر موصود، وهناك من يعرقل ويعيق الوصول إليها.
نجد منّا من يتخوّف ويفقد القدرة على ضبط الأمور والنفس ليسهل الهوان والقلق عليه، فلأنّه لم يستوعب نتائج الحدث نجده يعيش على خوفه من مستقبله القيادي!! أعرف أنّ الصراع ناتج عن اختلاف بوجهات النظر أو بزوايا النظر والاتجاهات أو بالمصالح أو بالأهداف أو بالقيم أو.... وأعرف أنّ الصراع هو جزء من حياتنا ومن العلاقات الإنسانيّة بين الأفراد والجماعات والشعوب والرفاق و.... لكنني لا أعرف لماذا لا نترك أسباب الصراع/ الخلاف ونركّز الجهود على الحلّ وعلى أساليبه يا رفاق؟!
لندع وصف الحال ولنحرّر الجديد من سطوة الماضي كما دعتنا "كومونة باريس" !
لنؤمن بالمستقبل الجديد المشرق بحيويّة، فحيويّة الإيمان تسهم بتقليص تجارب الماضي المرّة وبنبذها.
لتكن علاقتنا مع المتوقّع على ضوء تجربتنا هادئة غير متوتّرة.
لنراجع الماضي بهدوء ونسائله ونحلّله ومن ثمّ لنكمله، فماضينا يحتاج إلى إكمال،
ولتبلور القيادة سيرورة ولتضع آلية الحلّ بشكل علمي وتحليلي وجدلي بدون خيال فضفاض.
أعتقد أنه ليس لكم إلا السينرجيا يا رفاق! فعليكم بها! ونحن لها!
راضي كريني
الثلاثاء 22/4/2008