القائد والمناضل الشيوعي عبدالله البندك.. وجه لا يموت



عبدالله البندك احد جذور السنديانة الفلسطينية، ومن اعلام النضال الوطني الفلسطيني. انه شخصية وطنية وشيوعية مناضلة، وكرس حياته للكفاح من اجل حق شعبه في الحياة والحرية والاستقلال والتحرر الوطني والاجتماعي.
ولد عبدالله البندك في بيت لحم سنة 1910 وقضى نحبه سنة 1974 في عمان ودفن فيها، وتمتع بوعي وطني وطبقي اممي بعيد عن التعصب القومي، مرتكزا على فكر تقدمي وعلمي ورؤية ذات افق واسع.

 

نشط عبدالله البندك في صفوف الحركة الوطنية والشيوعية والثقافية الفلسطينية، وانتمى للحزب الشيوعي الفلسطيني في منتصف الثلاثينيات عبر علاقته التي نشأت مع حلقة المثقفين العرب والفلسطينيين، التي ترأسها المفكر والكاتب اللبناني المتنور رئيف خوري. وكان البندك من مؤسسي رابطة الطلبة العرب التي اصدرت مجلة "الغد" الشبابية وكان لنشوئهما دور هام في حياة البلاد الاجتماعية والسياسية والثقافية، حيث تبلورت مجموعة من الشخصيات السياسية التي انخرطت ونشطت في ميدان العمل الوطني والشيوعي والسياسي الجماعي.
وكان عبدالله البندك بمثابة الروح الحية المتوقدة لاستمرارية ونمة الحركة الطلابية وصدور مجلة "الغد".
وفي العام 1940 اعتقل عبدالله البندك وقضى في السجن ثلاثة اشهر، واطلق سراحه اثر الاحتجاجات الشعبية.

 

كذلك نشط عبدالله البندك في مكافحة ومقاومة الفاشية، وفي مجال الصداقة مع الاتحاد السوفييتي والتعاون العربي اليهودي ضد الاستعمار والاحتلال البريطاني، وكان من القياديين البارزين في الحركة النقابية العربية وعصبة التحرر الوطني.

 

عاش عبدالله البندك حياة مليئة وعامرة بالكفاح والنضال والتضحيات والنشاط السياسي والثقافي والاجتماعي، ووهب حياته دفاعا عن قضايا شعبه الوطنية والطبقية والعمالية، وفي سبيل مستقبله الجميل، وكان شديد الاخلاص للمبادئ الماركسية والثورية الخالصة، التي تؤمن بحرية الانسان وتحريره من الظلم والقهر والاضطهاد والاستغلال الى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وقد عمل بصمت واناة ومثابرة لم تعرف الكلل، مشاركا نشيطا وفعالا في معارك شعبه ونضالاته، مؤديا دوره كمثقف ماركسي طليعي ملتزم بموقف وطني صادق منفتح وقريب جدا من قلوب الناس الكادحين والمسحوقين.
واخيرا، عبدالله البندك وجه لا يموت، وكم نحن بحاجة الى افكاره، وامثاله من المناضلين الاوفياء المتمسكين بمبادئهم ومواقفهم، في هذا الزمن الرديء الذي تلاشت واضمحلت فيه القيم الجماعية والمبادئ والمثل الانسانية.

(مصمص)

شاكر فريد حسن *
الثلاثاء 22/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع