حروب ومناورات للحروب بلا نهاية



منذ ان وطأت اقدام المنظمات الصهيونية روابي فلسطين والحروب ومناورات الحروب لا تنتهي عند الحكومات الاسرائيلية ولن تنتهي!! فعقلية الجيتو وثقافته تقترن بفوبيا (خوف مرضي) تجاه كل ما هوي غوي (غير يهودي) يعيش خارج الجيتو. ودائما يتم تضخيم الخطر من الغوييم على الكيان المقام على تراب فلسطين. وفوبيا اسرائيل وحروبها ومناوراتها تقوم على هذه الثقافة. فحينما قامت اسرائيل بحربها القذرة ضد النظام الناصري والجيش المصري عام 56 اسمت حربها "عملية قاديش". وذلك خدمة لأسيادهم ردا على تأميم قناة السويس من الاستعمار البريطاني. وخدمة للمستعمر الفرنسي لمساعدة عبد الناصر للثورة الجزائرية. وبعد هذه الحرب والدم المقدس الذي تفجر منها بأحد عشر عاما قامت اسرائيل بحرب ثانية، حيث وصل جنرالاتها الى قناة السويس بعد احتلال سيناء وغزة والضفة الغربية لنهر الاردن وهضبة الجولان السورية وذلك ايضا خدمة لأسيادهم وراء البحار لاسقاط نظام عبد الناصر لأنه اخذ على عاتقه توحيد الأمة العربية. ولم تكتف اسرائيل بذلك بل قامت بحرب اخرى اسمتها حرب سلامة الجليل واحتلت الجنوب اللبناني واقامت فيها دويلة سعد حداد العميلة. وهذه الحرب ايضا لم تشبع منهم اسرائيل للحروب والاحتلال فقامت بحرب ثانية وصلت فيها الى قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
لا شك ان كل هذه الحروب كلفت انهارا من الدماء وآلاف الضحايا والثكالى واليتامى ودمارا ليس له مثيل، وكل هذه الحروب الاسرائيلية كان من الممكن تفاديها وتخطيها لولا الاطماع الصهيونية لتفتيت الأمة العربية. ونتيجة لهذه الحروب والمجازر وُلدت حركات مناهضة للحرب والاحتلال وموبقاتهما مثل حركة امل وحركة حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة والحبل على الجرار. وأخذت هذه الحركات تنشط كل واحدة حسب قوته. حتى استطاعت حركة حزب الله في لبنان طرد الجيش الاسرائيلي من الجنوب. والقضاء على دويلة العملاءوخرجت منهزمة وهكذا  اسرائيل لم تستسلم للأمر الواقع بسهولة، مما حدا بها لشن حرب اخرى سنة 2006 استعملت فيها كل ما تملك من السلاح والذخيرة بما فيها القنابل العنقودية التي ما تزال على التراب اللبناني الى الآن، ولكن شعرت الدولة اليهودية ولأول مرة بالذل والمهانة والخسارة والهزيمة امام نفر من الذين قاوموا وصمدوا وأجبروا اكثر من مليون انسان على مغادرة منازلهم وخلال 34 يوما من الحقد ومسح القرى والمجازر صمد المقاومون وردوا الصاع صاعين. وبعد هدوء العاصفة ولعق الجراح وقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بصلف وغرور ليعلن مسؤوليته عن الهزيمة ولكنه يتمسك بكرسي الرئاسة!! يا للمفارقات العجيبة!! قائد البحرية ينهزم، قائد سلاح الجو يتوارى عن الانظار. وزير الدفاع يرمي منظاره المسدود ويغادر منصبه مجللا بالخزي والعار. لكن رئيس الوزراء اولمرت وبدون ذرة خجل يصر على الانتصار والتمسك بمقعده. ولتذهب لجان التحقيق ولجان الفشل ولجان المسؤولية الى الجحيم. ويلملم الرئيس جنرالاته ووزراءه ويصر على اعادة الحرب!! ويفبرك الرئيس مناورات الداخل لتشمل كل سكان الدولة ولكي تكسب هذه المناورات طعما خاصا يخترع الرئيس احتمال نشوب حرب بأسلحة غير تقليدية!! وتشتعل الجبهات في الدول المجاورة، وتشتعل المناورات، ويحبس السكان انفاسهم ويحسب البعض ان القيامة قريبة، ويتهم الرئيس سوريا بكل ذلك ويتهم الرئيس حزب الله ويتهم الرئيس محمود احمدي النجاد ما شاء الله!! المناورات في تل ابيب وطهران السبب!! هذه عقلية جنرالات التوسع والحروب وسفك الدماء!! كيف يجري كل ذلك؟؟ هل جُن الرئيس؟؟ اذا لماذا هذه المناورات الآن؟؟ متسادا حماس في غزة لم تستسلم، ودمشق تتأهب للرد على كل طارئ، وحزب الله يقول نحن جاهزون، وطهران تتحدى مجرم الحرب في البيت الاسود وزعانفه في تل ابيب، اذا ما هو المخرج يا سيادة الرئيس؟؟ الأب الروحي ومصدر اكسجين الحياة غارق في مياه دجلة والفرات. وايهود براك غارق في رمال غزة المتحركة. وكوكو رايس تشتغل على الخط 24 ساعة متواصلة. حتى عملاء الشرم باتوا في حيرة من امرهم.
ايها الرئيس نصيحة لوجه الله تعالى، ليس لك الا ثلاثة.. الحل الصحيح، والسلام الصحيح والاعتراف الصحيح، الحل الصحيح ترك الحروب والمناورات للحروب وسفك الدماء وتكلفتهما الغالية، والسلام الصحيح الانسحاب من كل مناطق الاحتلال وطرقاتها الملتوية ومستعمراتها، والاعتراف الصحيح هو الاعتراف بحقوق شعب انت شردته وجيشك وبنيت امبراطوريتك على انقاض مدنه وقراه وترابه ويجب اعادته الى وطنه حسب القرارات الدولية ذات الشأن والتعايش معه في دولته وعاصمتها القدس الشرقية والاعتراف بخطوط 67 وليس اقل من ذلك. اما مهندسو حروبك ومناوراتك فطريقهم الى من سبقوهم مثل الذي نام مرتاح الضمير بعد ان اهتز جناح طائرته بعد ان انزلت على عمارة سكنية قذيفة تزن 1000 كغم من المتفجرات. واذا تبجحت بسلاح ايران النووي فأنت تملك نفس السلاح ومنذ عشرات السنين وما يحق لك يحق لغيرك. وما حربك الاعلامية ضد ايران الا مسرحيات لم يصدقها حتى المجانين، وما يظهر على السطح غير ما يجري تحته، واذا لم تصدق فإليك الدلائل وعندنا الكثير!! اولا هل تذكر يا سيادة الرئيس وزير خارجيتكم في حكومة نتنياهو – دافيد ليفي سنة 97 حين صرح بان ايران لم تكن في يوم من الايام عدوة لاسرائيل، جريدة هآرتس 1/6/97، ثانيا هل تذكر يا سيادة الرئيس الصحفي الاسرائيلي اوري سمحوني حين قال: ان ايران دولة اقليمية ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، وهي تؤثر على مجريات الاحداث على ما سيجري في المستقبل، واسرائيل لم تكن ابدا ولن تكون عدوة لايران – صحيفة معريف 23/9/97 – ثالثا هل تذكر يا سيادة الرئيس حكومة نتنياهو، حين اصدرت امرا بمنع النشر عن أي تعاون عسكري او تجاري او زراعي بين اسرائيل وايران وهذا الامر صدر لتغطية الفضيحة لرجل الاعمال الاسرائيلي ناحوم منبار المتورط بتصدير المواد الكيماوية من غاز الخردل السام وزنتها 50 طنا لاستعمالها ضد العراق في الحرب بينهما. رابعا: هل تذكر يا سيادة الرئيس المحامي الاسرائيلي امنون زخروني، الذي طلب تحقيقا مع جهات عسكرية ومخابراتية زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة في حرب الخليج الاولى – جريدة الشرق الاوسط عدد 7359 -. خامسا هل تذكر يا سيادة الرئيس شركة موشي ريغف خبير التسليح للجيش الاسرائيلي وما قامت به شركته 1992 – 1994 ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية لايران. وقد كشفت عن هذا التعاون المخابرات الامريكية بالصور والوثائق التي جمعت موشي ريغف والدكتور ماجد عباس رئيس سلاح الصواريخ والاسلحة البيولوجية بوزارة الدفاع الايرانية صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن الشرق الاوسط عدد 7170. سادسا هل تذكر يا سيادة الرئيس اولمرت جريدة الحياة اللندنية وعدد 13070 استنادا لكتاب الموساد لعميل بريطاني سابق واسمه ريتشارد توملينسون تحت عنوان: وثائق تدين الموساد الاسرائيلي بتزويد ايران بمواد كيماوية على لسان الصحفي الاسرائيلي يوسي ميلمان – لوس انجلوس تايمز عدد 7931. سابعا، هل تذكر يا سيادة الرئيس اولمرت صفقة الاسلحة من رومانيا وقيمتها 500 مليون دولار التي ارسلتها اسرائيل الى ايران اثناء حرب العراق مع ايران.
هل تذكر يا سيادة اولمرت كل ذلك واذا لم تذكر فنحن نزودك بالمزيد، وان كنت تعرف كل ذلك فلماذا التمارين على الحروب غير التقليدية. ولماذا كل الضجيج وقرع طبول الحرب ضد ايران؟؟ ألم يكن كل ذلك مسرحيات لإلهاء شعبك والعالم بها، ولماذا يا سيادة الرئيس لا تقول الحقيقة للعالم كله، بأنك يا سيادة الرئيس لا يمكنك الحياة بهدوء ودون حروبات وتمارين وانه لا يمكنك العيش بعد ان بلعت كل فلسطين الا ان في القرن الواحد والعشرين هولاكو العراق، ان كنت لا تعرف كل ذلك فما عليك الا اللحاق بمن سبقوك الى الهاوية!!.

(شفاعمرو)

عبد الاله سمنية *
الثلاثاء 22/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع