وفدان من الحزب الشيوعي والجبهة يتضامنان مع أهالي عسفيا
بركة: "المطلوب هو حلف حياة، والأرض هي مصدر الحياة الأساسي"



* كمال حلبي: ما تفعله السلطة هنا، هو استمرار لنكبة العام 1948، ونكبتنا اليوم هي سرق الأرض بشكل دائم ومبرمج..*

حيفا – مكتب "الاتحاد" - قام وفد من الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية في منطقة شفاعمرو، أول أمس السبت، بزيارة تضامنية إلى خيمة الاحتجاج الكفاحية المنصوبة على أراضي المنصورة في قرية عسفيا، والمهددة بالمصادرة.

 

1السلطة سلخت ثلثيّ أراضي القرى المعروفية منذ 1948

* الكثافة السكانية في القرى المعروفية ثلاثة أضعاف المعدل العام في البلاد *

حيفا – مكتب "الاتحاد" - كشفت دراسة المركز العربي للتخطيط البديل حول ضائقة الأراضي في البلدات العربية الدرزية (المعروفية) أن سلطات الدولة المختلفة قامت بمصادرة وسلخ حوالي ثلثي الأراضي التاريخية التابعة للقرى العربية الدرزية وحولت هذه الأراضي الى سلطة الدولة المباشرة أو الى مناطق نفوذ المستوطنات اليهودية التي أقيمت بجوارها.
وأظهرت الدراسة أن المساحة الكلية للأراضي التاريخية التابعة للبلدات المعروفية عام 1946 قد بلغت أكثر من 325 ألف دونم وأن هذه المساحة تقلصت الى ما يقارب 116 الف دونم فقط (أي تم خسارة حوالي 210 الاف دونم) بسبب المصادرة وسلخ الأراضي.
كما تبين الدراسة أن قرية بيت جن المعروفية فقدت خلال هذه الفترة ما نسبته 83% من أراضيها التاريخية بينما فقدت بلدات مثل حرفيش، الرامة، عسفيا ودالية-الكرمل 75% من أراضيها.
أما بالنسبة للكثافة السكانية داخل البلدات المعروفية فقد أظهرت الدراسة أنها تبلغ حوالي الف نسمة/كم مربع. أي ما يعادل ثلاثة أضعاف معدل الكثافة السكانية في البلاد عامة. وتصل الكثافة في بيت جن الى 2000 نسمة/ كم مربع.
كما أظهرت الدراسة ان 16 سلطة محلية يهودية (بما فيها سلطة الدولة المباشرة) تقاسمت الأراضي التاريخية التي سلخت من البلدات المعروفية، وتمت إقامة 26 مستوطنة يهودية جديدة عليها.
هذا وأكد طاقم المركز ا لعربي للتخطيط البديل من خلال الدراسة على أن التخطيط والمؤسسات القائمة علية لعبت "دوراً أساسياً في ابتداع سياسات وممارسات تهدف لتسهيل السيطرة على الأراضي العربية عامة".

وضم الوفد، النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وعادل أبو الهيجاء رئيس بلدية طمرة، وأحمد حمدي عضو بلدية شفاعمرو، وموسى الصغير، سكرتير منطقة شفاعمرو للحزب الشيوعي، وعددا من الناشطين والقيادات المحلية في المنطقة.

 

واستقبل الوفد أعضاء اللجنة الشعبية للحفاظ على الأرض والمسكن التي تضم أهالي عسفيا ودالية الكرمل، ورحب عضو اللجنة فهمي حلبي بالوفد، شارحا قضية الأرض، ومؤكدا ان السلطة نهبت أرض عسفيا والدالية بشكل منهجي وعنصري.
وقال حلبي إن قريتي عسفيا والدالية كانتا تملكان 73 ألف دونم حتى العام 1948، أما اليوم فإن للقرية 4 آلاف دونم.

 

وقال سكرتير اللجنة كمال كيوف في كلمته، ليس جديدا على الجبهة الديمقراطية الوقوف مع أهالي القريتين، بل لها مواقف ثابتة ومشرفة في الدفاع عن قضايا الأرض، وحذر من محاولات الاستفراد بأبناء الطائفة العربية الدرزية، مشيرا إلى أن السلطة باتت تقلق من التلاحم بين أبناء الطائفة المعروفية وأبناء شعبها.

 

وقال رئيس اللجنة، كمال حلبي، إن ما تفعله السلطة هنا، هو استمرار لنكبة العام 1948، ونكبتنا اليوم هي سرق الأرض بشكل دائم ومبرمج، فقد أقامت السلطة 12 مشروعا على أراضي منطقة المنصورة، من جبل الكرمل وحتى نهر المقطع (كيشون حسب التسمية الإسرائيلية)، وحيا الجماهير العربية التي تضامنت مع أهالي القريتين.
وقال رئيس بلدية طمرة عادل أبو الهيجا، إن التلاحم بين أبناء الشعب الواحد هو ضرورة ملحة للحفاظ على أرضنا، وحذر المحامي الجبهوي نكد نكد من أن المسار القضائي لوحده لا يساعد كثيرا في قضايا مصادرة الأراضي، بل هناك حاجة إلى تجنيد الرأي العام لوحدة نضالية والتصدي للمؤامرة.

 

وكانت الكلمة الأخيرة للنائب محمد بركة، الذي قال إن الضمان الوحيد لانتصار هذه القضية العادلة، واضاف، "نحن نريد لكم ليس حلف دم وموت، كما يريد البعض في الطرف الآخر، بل حياة كريمة على أرض الوطن، والأرض هي مصدر الحياة الأساسي.
وتابع بركة قائلا، إن الأرض والبقاء عليها هي القضية المحورية الأساسية بالنسبة لنا، خاصة وأن سياسة الاقتلاع من الأرض لم تتوقف لا بل تزداد شراسة بأشكال مختلفة ومتعددة، إن 25% من أبناء شعبنا مهجرون في وطنهم، وهم يلاحقون بلداتنا الباقية لمصادرة ما تبقى لها من أرض.
وأكد بركة على وقوف الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية إلى جانب نضال الأهالي في معركتهم لحماية أرضهم.

 

وفد من جبهة حيفا يزور خيمة الاعتصام


المنصورة – لمراسلنا – زار وفد من جبهة حيفا الدمقراطية نهاية الاسبوع خيمة الاعتصام المنصوبة في منطقة "المنصورة" تضامنا مع المعتصمين، وقد تحدث الرفيق عصام مخول حيث استنكر السياسة العنصرية التي تمارسها السلطة وفند الادعاء بان من يقوم بالخدمة المدنية او العسكرية يحصل على الحقوق، وذلك من خلال ما اثبتته التجارب لابناء شعبنا في الطائفة الدرزية العربية.

 

كما اكد الدكتور انور جمال على وجوب العمل من اجل التواصل والارتباط مع الارض، وقدم الشيخ كمال حلبي لمحة تاريخية حول معاناة السكان المستمرة من جراء السياسة الظالمة وعن طلب السلطات ان تبادل الارض بأرض تابعة لقرية "ام الزينات" المهجرة. حيث رفض السكان ذلك. واثنى على دور الدكتور حنا سويد في استرجاع منطقة ام الشقف لنفوذ دالية الكرمل.

 

وتحدث ايضا كمال كيوف الذي اسهب حول المشاريع التي تنوي السلطات تنفيذها على اراضي القرية. اما عضو البلدية الكاتب هادي زاهر فقد اطلع الوفد على المفاوضات التي جرت بين ادارة مشروع "النهر المقطع" وبين اصحاب الاراضي وحول نية الادارة لاقامة مدينة على سفح جبل الكرمل، كما اشار الى ان المخابرات طلبت من بعض الزعامات التقليدية عرقلة كل تقارب عربي مع ابناء الطائفة الدرزية. واكد ان المطلوب في هذا الظرف هو زيادة اللحمة بين ابناء الشعب الواحد.

الأثنين 21/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع