الدمقراطية مسؤولية فردية وجماعية وليست فلَتانا



* ارفضوا التطاول على الحزب وارفضوه على الشبيبة وارفضوه على الجبهة.. واعلموا ان هذه الشوائب  تتبدد بتقوية وشائج القربى الرفاقية وروابط الحب ودوافع الثقة وتسامي القيم التي تربينا وما زلنا عليها الامر الذي يقطع الطريق دائما امام الجهلة والاعداء المتربصين بنا وعلى كثرتهم نحن الاقوياء بوحدتنا وبتحليلنا الصادق للظواهر والامور.*

السياسة والخط المبدئي الذي اتبعه الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة قد اثبت مصداقيته عبر عقود من السنين ولا تنتطح عنزان بان الرؤية السياسية الواقعية والمسؤولة والتي تخدم مصالح شعبينا – شعبنا الفلسطيني والشعب اليهودي يخضع لها العالم لصدقها، تمعنوا وانظروا من حولكم وسترون كم طرحي صادق وأعني ما اقول، فوحدتنا قوة جبارة لا يستهان بها، وسياستنا باءت كذلك، ليس بودي الدفاع عنها او الدخول في تفاصيلها على اعتبار انها من المفروض ان تكون معلومة ومدروسة من قبل كل عضو حزب وزميل جبهة، عودوا الى مقررات مؤتمرات حزبنا الشيوعي بما فيها الاخير وما قبله وما قبل قبله وسترون وضوح الامور والمواقف التي لا لبس فيها، وهي لا تخفى على من ينظر الى الامور وفيها نظر الناقد البصير.

 

ان ما يثير الحفيظة – ورأيي يلزمني شخصيا ليس بودي فرضه على احد – ان هناك امرا دخيلا على ثقافتنا وتربيتنا الحزبية لا بد وان يحدث ضررا ان لم نعالجه بالسرعة الممكنة وبالشكل الصحيح وبالادوات الحزبية المتعارف والمتفق عليها والمقرة الا وهو عملية الخلط في القضية الدمقراطية خارجها عن داخلها والذي بالمردود من المفهوم يفيد قضية الالتزام الحزبي من عدمه. فاذا راجعنا وتمعنا جيدا في بعض التعليقات الواردة في موقع الجبهة الالكتروني – على الشبكة العنكبوتية – وعلى كثرتها نرى وضوح اختلاط الامر وضبابيته، على البعض وكذلك القاء التصريحات للجرائد وبعثرة الكلام على عواهنه هذا الطريق/الاسلوب الذي لا يؤمن فيه من العثور وزلّة القدم والحيد عن جادتي الحق والصدق والمصداقية. ان التفريق بين النقاش الداخلي عن الخارجي منه.

 

باعتقادي امر سهل التحقيق والمنال على فريق الحزب او الجبهة وهو بحالته الداخلية له مفاهيمه وادبياته واخلاقه التنظيمية وان كان خارجيا له موازينه واسلوبه – هذا الامر اصبح ثقافة حية نعيش في اجوائها ونمرح في اهوائها ونهتدي بنورها. ولا يظنن احد اننا مريضون بمرض انفصام الشخصية بل نحن بهذا مسؤولون بكل ما تعنيه الكلمة ونفرّق بين القضيتين على اساس القرارات المأخوذة.

 

لم ولن يحدث ان يعترض أي كان على نقاش او محاورة لها طبيعتها الداخلية بين رفاق الحزب وبحرية كاملة دون مواربة او محاولة لكم الافواه او محاباة بل ان عملية النقاش الداخلي الذي يحتاج الى تحري الدقة والموضوعية والانصاف وفي أي امر وقضية سياسية ام تنظيمية وسمّ ما شئت من قضايا والوان التحاور والنقاش هي سمة من سمات ومسالك حزبنا الشيوعي على مدار السنين وتعددية الآراء – داخليا – هو الامر الطبيعي والصحيح الذي يجند ويشيد من كان على حق وينتقد المخطئ بأدب الانتقاد البناء مظهرا الخطأ بالتي هي احسن مثيرا بذلك صدى الاعجاب والاعتزاز، لأن بعد اتخاذ القرار بالدرس والتمحيص وشخذ الاذهان نصل الى عملية تكامل او بتعبير ادق لنقل شبه تكامل في طرح بنات افكارنا لتصل في نهاية الامر الى مقررات جماعية او شبه جماعية على اساس مبدأ اكثرية وأقلية في حالة اللجوء الى التصويت ومن خلال احترام رأي الاقلية وعدم تسفيهه او الاقلال من شأنه ولكن في هذه اللحظة من الاقرار وانتهاء النقاش تأتي عملية الالتزام الحزبي له لنحسن التدبير ونحسن التطلع الى عواقب الامور. وهو ولأسفي الشديد في بعض الاحيان يتم التعامل به بشيء من قلة الاحترام والاهمية وهذا امر خطير جدا علينا معالجته بصرامة ووضوح. فعند اتمام عملية الاقرار يكون ذلك مؤشرا واضحا لانتهاء عملية النقاش الداخلي الذي تم بأقصى حدود الرقي الدمقراطي ومنه تنطلق الى التنفيذ والتعامل بالقرارات والتفاعل معها خارجيا وكذلك بالمفهوم الدمقراطي ايضا ولكن على اساسها هي وهي فقط – أي القرارات التي اتخذت – في هذه الحالة ليس من حقي او حق أي رفيق آخر طرح رأيه الشخصي الذي تبناه ودافع عنه وحاول ان يقنع به الآخرين داخليا بجرأة وصراحة متناهية، بل يصبح التعامل فقط وفقط بموجب وروح القرارات التي اتخذت وتمت.

 

ان المبدأ فوق الصلة الشخصية وفوق الصداقة، ففلان صديق والحق صديق ولكن الحق اعز من فلان وذلك خير وأبقى. ان المبدأ الرئيسي الذي نحثكم ونتعامل به واليه في مسلكنا الداخلي قائم على اساس المركزية الدمقراطية وباعتقادي ان كفة الميزان تميل الى الدمقراطية على حساب المركزية الامر الذي لا بد من معالجته ايضا وبشكل جدي، لأن التوازن بين عنصري المعادلة – المركزية/ الدمقراطية هو ميزان او لسان ميزان دقيق جدا يمنع الانفلات وكذلك يفتح المفهوم الدمقراطي الداخلي بأوسع ابوابه دون حدوث او احداث فوضى تنظيمية او غيرها، ولا نهمل بأي شكل الانتقاد البناء والانتقاد الذاتي الراقي. والاساس الاساس ان لنا دستورا يحكم علاقاتنا الداخلية ومفاهيمنا وهو لا يفرق بين هذا وذاك ومن الطبيعي ان يكون الجميع امامه سواسية كأسنان المشط.

 

ان تحويل النقاش الداخلي الى خارجي يترتب عليه مخاطر ومساوئ كثيرة وكبيرة على التنظيم الحزبي وعلى كل من يدخل في معمعان هذه التجربة السيئة والدخيلة علينا، انه يضر تنظيمية الحزبي ونفسه.

 

خطر هذه الظاهرة يشتد وطأة اذا انتقل الامر الى الفئة الشابة عندنا والتي هي عمادنا ونبعنا المستقبلي الفياض وهم قضيتنا يُدفع عنها ويدفع لها ونتعهدها كالزرع بالسقاية والتشذيب للفروع. ان التعامل بشكل غير مسؤول بهذه القضية يملي وكأن عدونا غبي لا يستغل الامور، فلا تنسوا اعداءنا والمتربصين منهم بنا ابتداء من مؤتمر الرياض الذي بحث خطر الشيوعيين على ابناء الاقلية الفلسطينية في اسرائيل وما بعده وسياسات ومخابرات "دولة العز"/ اسرائيل؟ واعلموا ان سقارهم بعداوتنا ليست اقل من رقابنا، ونسيان هذا الامر كفيل بارتكاب خطأ جسيم. لن اطالب بطبيعة الامر باغلاق امكانية التعليقات على الشبكة العنكبوتية لأن باعتقادي لها وجهان من حيث الاستعمال منه السيء/ المضر ومنه الحسن/ المفيد اذا احسنا استعمالها على الاسس التي ذكرتها آنفا. ان الانسان العادي اذا حوسب على عمله كان حسابه مجملا لا مفصلا اما اذا حوسب على ما يكتب وخصوصا ان كان صحافيا كان حسابه على كل كلمة من كلماته وتعبيرا من تعبيراته لأن في هذه الحالة على من يكتب ان يكون مرشدا ومؤرخا وقيّما وناصحا ومعلما وبمقدار هذه الصفات الجليلة يحاسبه الجمهور حسابا كبيرا وينساق هذا الامر على كل من يعلق ايضا في الشبكة العنكبوتية.

 

ان كان كل منا وفي ذات صدره بقي حريصا على رفيقه محبا ان يسمع عنه الاخبار السارة عليه ان يفهم ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية داخليا ولكن يفسده لا محالة خارجيا وليعلم ان التعاون لا يقوم بالتنابذ والتخاصم بل بالتفاهم والتحابب.

 

ارفضوا التطاول على الحزب وارفضوه على الشبيبة وارفضوه على الجبهة.. واعلموا ان هذه الشوائب  تتبدد بتقوية وشائج القربى الرفاقية وروابط الحب ودوافع الثقة وتسامي القيم التي تربينا وما زلنا عليها الامر الذي يقطع الطريق دائما امام الجهلة والاعداء المتربصين بنا وعلى كثرتهم نحن الاقوياء بوحدتنا وبتحليلنا الصادق للظواهر والامور.

 

ان الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية والجبهة اكبر بكثير في طروحاتهم السياسية ورؤاهم في الماضي والحاضر والمستقبل وتحملهم المسؤولية من سفاسف الامور، فلنكبر بوحدتنا وسياستنا السليمة الصادقة والحقيقة الساطعة تبقى هي ميدان العمل الحزبي والجبهوي وهي محك كل القضايا والدمقراطية مسؤولية جماعية وفردية/ شخصية وليست فلتانا او "حارة كل مين ايده إله"

(كفر ياسيف)

د. جمال شريف *
الخميس 17/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع