تعمّق أزمة الاحتلال في العراق



 الانباء الواردة من العراق المحتل تشير الى تعمق ازمة المحتلين الأمريكيين، مدى تورطهم في اوحال المستنقع العراقي. فيوميا تتصاعد حدة الصراع الدموي وعدم الاستقرار وتشتعل النيران اكثر تحت اقدام الغزاة المحتلين، تتصاعد جرائم المحتلين الدموية ضد المدنيين العراقيين الذين تقصف بيوتهم بحجة ملاحقة ارهابيين، وتزهق ارواحهم تحت انقاض بيوتهم المقصوفة بطائرات المحتلين ومدافعهم. كما يواجه المحتلون تصاعد نيران المقاومة التي حولت ارض العراق الى مقبرة للغزاة المحتلين. فيوميا يكبد المقاومون جيش الغزاة المحتلين الخسائر الفادحة بالارواح وبالعتاد. ويلجأ المحتلون الى تأجيج الصراع الدموي الطائفي الدموي خاصة بين السنة والشيعة، بين العرب والاكراد، بهدف صرف انظار الشعب العراقي عن وجود العدو المركزي الاحتلال الانجلو امريكي الجاثم على صدر الشعب العراقي وارض بلاده المحتلة. بالأمس وحده سقط 75 عراقيًّا ضحية عمليات تفجيرية يمكن بحزم التأكيد على أنّها نتاج استمرار الاحتلال الأمريكي في العراق.
ان فشل المحتل الامريكي في ضمان الامن والاستقرار لوجوده الاحتلالي في العراق قد صعد من قوة القوى المعارضة للاحتلال في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والمطالبة بجلاء قوات الاحتلال من العراق قد عكست اثرها على مكانة جورج بوش، ويمكن التأكيد على أنّ شعوب العالم، وعلى رأسها الشعب الأمريكي، لن تخدع من استمرار مهزلة المقولة الأمريكية المفضوحة، بأنّ منسوب الأمن في العراق في ارتفاع. ولا يسعنا إلا انتظار الانتخابات الأمريكية ونتائجها، لنرى إن كان الشعب الامريكي بالفعل قد وصل إلى درجة من الوعي تجعله يقرر مرة وللأبد بأنّه يرفض استمرار سياسة الحرب التي يديرها البيت الأبيض في السنوات الأخيرة.
إنّ تصريحات السناتور الدمقراطي باراك أوباما، الذي يصارع من أجل ترشيح حزبه له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، القائلة بأنّ الحل في العراق يتطلب شجاعة لا مثيل لها، للبدء في الانسحاب، ولمحاورة إيران من اجل تثبيت أسس الحل في العراق، لهي تصريحات شجاعة بالفعل، وقد تقود باوباما إلى مصاف الزعماء التاريخيين إن هو التصق بها، وحققها في حال انتخابه.
لا يمكن ضمان الامن والاستقرار في العراق ووقف نزيف دم الصراع الا بجلاء المحتلين الغزاة الأمريكيين وأتباعهم من الدول الأخرى، وعلى رأسها بريطانيا، عن جميع الاراضي العراقية وضمان حرية واستقلال وسيادة العراق، وهو أمر سيجري إن عاجلا أم آجلا، بفعل استمرار ضربات المقاومة.

الأربعاء 16/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع