لا يمكن تغطية الشمس الساطعة بعباءة افتراءات كاذبة



*شئتم أم ابيتم يوم الارض قاده الحزب الشيوعي، بتركيبته اليهودية – العربية انتصار جبهة الناصرة الدمقراطية، بقيادة القائد الشيوعي طيب الذكر توفيق زياد كان له اثر كبير في رفع جاهزية جماهيرنا الكفاحية وصنع يوم الارض*

عشية يوم الارض الأخير، نُشر العديد من المقالات والمناشير، التي كان هدفها الاساسي، تزييف التاريخ. وعدم الاعتراف بالحقائق التاريخية الدامغة. ان يوم الارض جاء ردا على سياسة سلب الارض العربية، وبالاخص في الجليل الاشم، وان الحزب الشيوعي قاد المعركة ضد سلب الارض العربية، واستطاع بحنكته السياسية ان يقوم بذلك من خلال اوسع وحدة صف وطنية كفاحية مدعومة من القوى الدمقراطية اليهودية.
لا احد يستطيع ان ينكر ان للحزب الشيوعي، كان الفضل الاكبر بإقامة لجنة الدفاع عن الارض القطرية، وان مناطق الحزب الشيوعي، وفروعه كانت المبادرة لاقامة لجان الدفاع عن الارض – في الجليل والمثلث والنقب.
حتى الاعداء، لا ينكرون الحقيقة التاريخية، ان انتصار الجبهة الدمقراطية الساحق في ناصرة الجليل، القلب النابض لجماهيرنا العربية عام 1975، بقيادة القائد الشيوعي طيب الذكر توفيق زياد، والذي اصبح اول رئيس بلدية شيوعي ليس في اسرائيل فحسب، بل في منطقة الشرق الاوسط عامة، هذا الانتصار كان له تأثير كبير ليس على جماهيرنا العربية الفلسطينية، مواطني اسرائيل والذين بقوا منغرسين في الوطن رغم رياح الاقتلاع والتهجير فحسب، بل كان له تأثير عميق على ابناء شعبنا العربي الفلسطيني الرازحين تحت نير الاحتلال في الضفة وقطاع غزة. وعلى ابناء شعبنا في الشتات.
لقد صدق محمد علي الجعبري، رئيس بلدية الخليل، عميل بريطانيا والاردن، صديق جنرال الحرب والعدوان موشيه ديان حينما حذر حكام اسرائيل والرجعية العربية من تأثير انتصار جبهة الناصرة، على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية.
انا افهم ان يقوم عملاء السلطة وخدم الاحزاب الصهيونية بهجوم على الحزب الشيوعي وتزييف التاريخ ونكران دور الحزب القيادي في تعبئة الجماهير وقيادتها في يوم الارض المجيد.
اما ان يقوم صحافي تربّى في ابناء البلد وكان يعرف نفسه بانه علماني وربما ماركسي يؤمن بالصراع الطبقي كمحرك للتطور التاريخي، والآن اصبح عضوا في الحركة الاسلامية، الجناح الشمالي الصحفي عبد الحكيم مفيد. يقوم بكتابة مقال تحريضي حاقد مملوء بالاكاذيب، في صحيفة المدينة الاسبوعية التي تصدر في مدينة ام الفحم بتاريخ 9/4/2008 فهذا الامر دليل على عمق الانزلاق والعداء الاعمى للحزب الشيوعي.
يبدأ مقاله بالقول: "ليس الحزب الشيوعي هو الذي صنع يوم الارض، هذه مسألة يتفق عليها الجميع، لأن مثل يوم الارض لا يصنع في مطابخ حزبية". اولا لم يدع الحزب الشيوعي انه وحده صنع يوم الارض، بل يؤكد حقيقة تاريخية، ان الحزب الشيوعي كان الرأس المفكر، والعمود الفقري ونجح باقامة اوسع وحدة صف كفاحية، توجت باقامة لجنة الدفاع عن الاراضي القطرية واللجان المنطقية والمحلية. وعلى هذه الحقيقة يتفق كل الناس الموضوعيين، حتى اولئك الذين لا يؤيدون الحزب الشيوعي.
وليس صحيحا بتاتا ما يقوله عبد الحكيم مفيد في الاقتباس اعلاه. وكأن الجميع يتفق على ان الحزب الشيوعي، ليس صانع يوم الارض، قلة من المحرضين يدعون ذلك. ولم يكتف عبد الحكيم بهذا التحريض، بل واصل "الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي حمّل ما اسماه البرجوازية الفلسطينية، والرجعية العربية مسؤولية النكبة اكثر بكثير مما حمّل الحركة الصهيونية حين عايرَ العرب والفلسطينيين بعدم قبول قرار التقسيم".
ما هذا الاستهتار بعقلية القراء، ايها الصحفي "الالمعي". الحزب الشيوعي حمّل الاستعمار البريطاني والصهيونية والرجعية العربية المسؤولية عما حدث للشعب العربي الفلسطيني. وليس بالتساوي الاستعمار والصهيونية يتحملان المسؤولية الاساسية وهذا يقلل من دور الرجعية العربية والقيادة المتخلفة. ثم ما هذا اللمز، الم تثبت الحياة صحة موقف حزبنا الشيوعي؟؟ لو قبل شعبنا الفلسطيني، وقيادته، قرار التقسيم آنذاك، ربما استطاع تجنب المآسي والنكبة. وبالمناسبة الم يسمع عبد الحكيم، تصريحات خالد مشعل الاخيرة. والتي يلعن فيها استعداد حماس (اخت الحركة الاسلامية) القبول باقامة دولة فلسطينية في الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. وعاصمتها القدس العربية، وعودة اللاجئين!!
يكتب عبد الحكيم "لا ينقذ الحزب الشيوعي الاسرائيلي بتاتا ان رئيس بلدية الناصرة في حينه توفيق زياد كان من انصار يوم الارض، لم يكن توفيق زياد ولم يتواجد في بلدية شفاعمرو على اساس انه ممثل للحزب الشيوعي الاسرائيلي".
ما هذا يا هذا.. توفيق زياد ليس من انصار يوم الارض فحسب، بل قائد يوم الارض وصانع يوم الارض، هو وحزبه الشيوعي، وجبهة الناصرة وبلدية الناصرة الحمراء توفيق زياد عمل بتوجيه من قيادته الحزبية، وكان ممثلها وحامل لوائها بين رؤساء السلطات المحلية. وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني يكتب عبد الحكيم مفيد،  "الجماهير هي التي خرجت الى الشوارع، بدون أي قرار حزبي واذا كانت الاحزاب شاركت وايدت او حتى كانت شريكة في قرار اضراب تحول الى مواجهات فيما بعد او انها خلقت اجواء وثقافة لذلك فليست الاحزاب هي التي فعلت ذلك بتاتا وهي لم تقصد ان تحول هذا اليوم الى يوم مواجهات".
مرة اخرى ما هذا الاستهتار بعقلية القارئ الحكيم والذكي يا عبد الحكيم، الا تعرف يا مفيد ان حكومة اسرائيل برئاسة رابين عملت كل ما في وسعها لمنع الاضراب مستغلة ان اكثرية رؤساء السلطات المحلية آنذاك رضخوا لتهديدات السلطة، وان لجنة الدفاع عن الاراضي بقيادة رفاق الحزب واصدقائه مدعومة بالرؤساء الشيوعيين توفيق زياد وأسعد يوسف وباقي الرؤساء الوطنيين، اعلنت الاضراب السلمي الحق الدمقراطي والجماهير بأكثريتها لبّت النداء لأنها كانت معبأة سياسيا وكفاحيا.
الجماهير ارادته اضرابا وطنيا سلميا، حكومة رابين حاولت تحطيم الاضراب واعتدت على اهلنا الابطال في مثلث يوم الارض، سخنين – عرابة – دير حنا. وسقط 4 شهداء وشهيدة هناك وآخر في طيبة بني صعب. المواجهة جاءت دفاعا عن النفس، دفاعا عن الارض والمسكن والكرامة والهوية، وعن الحقوق الدمقراطية ومنها حق الاضراب، المواجهة لم تكن هدفا بل اداة وسيلة بيد جماهيرنا التي لم تطأطئ رؤوسها.
لو كانت الامور عفوية وغير مدروسة، لو لم تكن الجماهير معبأة ومجندة خلف قيادتها الوطنية الحكيمة بقيادة الحزب الشيوعي لما قامت هذه الجماهير بمواجهة المعتدين المدججين بالسلاح.
لقد استغل عبد الحكيم مفيد ذكرى يوم الارض للدس على الحزب الشيوعي كتب "المسألة الطبقية عند الحزب الشيوعي الاسرائيلي هي القضية المركزية وليس القضية الوطنية، الصراع هو بين البروليتاريا العربية – اليهودية ورأس المال، البروليتاريا والشغيلة اليهود هم ضحية رأس المال اليهودي هكذا باختصار".
نحن نعتز بما جاء في البيان الشيوعي، ان الصراع الطبقي هو المحرك للتطور التاريخي، ونحن نؤمن ان المسحوقين من كل القوميات والشعوب هم اخوة لهم قضية مشتركة، ولهم عدو طبقي واحد بغض النظر عن قوميته ولغته ولونه الخ.. نحن نؤمن انه لا يمكن للمرء ان يكون امميا حقيقيا، من دون ان يكون وطنيا حقيقيا يتصدى للمستغِلين ابناء قوميته وانه لا تناقض ابدا بين كون الانسان امميا ووطنيا.
ونحن لا نساوي بين الظلم الواقع على العمال اليهود والعرب، العامل العربي يعاني من استغلال مزدوج – استغلال طبقي – واضطهاد قومي عنصري ونحن لا نستهتر بالنضال من اجل المساواة والقضايا اليومية والقومية. تركيبتنا الاممية مصدر قوة لنا وليست نقطة ضعف، نعتز بها وسنحافظ عليها كما يحافظ الانسان على بؤبؤ عيناه، الكفاح اليهودي العربي المشترك اثبت نفسه مرارا وصد كهانا على ابواب ام الفحم خير دليل على ذلك، يأبى عبد الحكيم الا ان ينهي "دوره" الممجوجة المكررة حيث يكتب "من الوارد ان يكون هناك صراع حقيقي يدور داخل الحزب الشيوعي الاسرائيلي وتحديدا في الجبهة حول هوية الحزب او حول الخطاب الذي يجب ان يتبناه الحزب الشيوعي الاسرائيلي او حتى حول اسمه ومبرر استمرار وجود الحزب".
نحن في الحزب الشيوعي، نعتز اننا كنا المبادرين لاقامة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة اليهودية العربية كإطار كفاحي عريض، قائم على برنامج حد ادنى متفق عليه، وليس اطارا ايديولوجيا ونعتز بقوة الجبهة بين الجماهير الدمقراطية اليهودية وبقوتها الكبيرة جدا بين جماهيرنا العربية. لا يدور أي صراع تناحري، لا داخل الحزب او الجبهة او بين الحزب والجبهة، الحزب جسم حي والجبهة كذلك، لذلك طبيعي وجود نقاش حي وواع قرارات مؤتمر الحزب الشيوعي الـ 25 الاخير، وقرارات مؤتمر الجبهة ومجلس الجبهة، اكدت جميعها على اهمية التركيبة الاممية اليهودية العربية، لدينا لا يوجد امير جماعة، امير حزب او جبهة، يقول ما يقوله ونردد وراءه آمين، كما هو لدى الآخرين.
مما لا شك فيه ان تعال عبد الحكيم مفيد يندرج في الحملة المسعورة ضد حزبنا وجبهتنا، اننا على ثقة تامة ان وجود الحزب الشيوعي الاممي بتركيبته حاجة موضوعية لتنظيم المقهورين وكأداة في ايديهم ضد الاستغلال والظلم والظالمين. ونحن اليوم بحاجة اكبر لوجود الحزب الشيوعي وتقويته. في وضع عالمي فيه القطب الاستعماري الاوحد الذي يحاول السيطرة على العالم بالبلطجة والقوة والعنف والحروب العدوانية كما هو الحال – باحتلال افغانستان والعراق.

(ام الفحم)

مريد فريد *
الأثنين 14/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع