أمسية تضامنية حاشدة في الطيبة:
بكري وفننا التقدمي لن يكونا فريسة سهلة للفاشية!"



المئات أتوا ليشهروا حبهم لمخرج "جنين جنين" ليرفضوا المحاكمة السياسية للرواية الفلسطينية.. وليؤكدوا أنهم لن يسمحوا بالاستفراد به * بكري: أحبكم!

الطيبة – لمراسلنا - شهدت مدينة الطيبة يوم الجمعة أمسية تضامنية حاشدة مع الفنان محمد بكري، ردا على محاكمته كحلقة أخرى في سلسلة التضييقات عليه لإخراجه فيلم "جنين جنين" الوثائقي الجريء.

 


وكانت القاعة الرياضية في مدرسة عتيد الثانوية في المدينة قد ضاقت بأكثر من 400 شخص ممن جاءوا للتعبير عن تقديرهم وحبهم للفنان محمد بكري.

 

افتتح الأمسية وأدارها، رئيس لجنة التضامن مع بكري، د. أحمد عراقي الذي قال إن هذه الأمسية تأتي "لنقول بأن محمد بكري ليس وحده وبأننا معه ومع كل الفنانين ضد أي ملاحقة ضدهم.. نحن هنا لنؤكد باننا لن نسمح بأن يكون فننا وفنانونا لقما سائغة بأيدي الفاشيين".
كما أشار عراقي بالإيجاب إلى أهمية الحضور العربي اليهودي المشترك في الأمسية، وكانت الكلمة الأولى للمحامي مصطفى الناشف باسم لجنة التضامن، والذي أشار إلى المكانة الخاصة التي يتمتع بها الفنان بكري وإلى انعكاس هذا الأمر بالاهتمام الصحفي الكبير به، وقال بأن محاكمته هي محاكمة للرواية والوجدان الفلسطينيين لذا يجب التصدي لها.

 

وألقى المخرج التقدمي آفي مغربي كلمة مقتضبة قال فيها: "الجنود الخمسة الذين يحاكمون بكري يدعون بانه لطخ سمعتهم، لكنهم هم من لطخوا سمعتهم بأيديهم، وهم من يجب أن يحاكموا.."

 

الكاتب سلمان ناطور، أكد في كلمته على أن ملاحقة المبدعين الفلسطينيين ليست وليدة اليوم وبأنه ما من كاتب عبر عن شعبه وروايته إلا ولوحق خاصة في سنوات الحكم العسكري، وأضاف "ملاحقة الثقافة الفلسطينية سببها هو أن هذه الثقافة تقدمية وإنسانية تلتقي مع الثقافة الإنسانية الإسرائيلية في معركة مشتركة كم أجل الدمقراطية والعيش بسلام وحرية" واكد ناطور على ضرورة ان يكون هنالك رد سياسي لهذه المحكمة كونها "محاكمة سياسية قبل أن تكون قضائية".

 

 

د. عوفير كسيف، المحاضر الجامعي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي، استعرض في كلمته الأجواء الفاشية التي تمر بها البلاد وخاصة في مجال التشريعات العنصرية ضد المواطنين العرب وقيادتهم، وقال إن ملاحقة بكري تأتي في ظل هذه الأجواء المقيتة، التي تذكر بالفترة الماكارثية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأما الفنان سعيد سلامة فقال إن "محمد بكري أجمل زيتونة في الجليل، زيتونة يومية العطاء والتجدد والتطاول على بكري هو تطاول على صرخة صلبة من صخور الجليل". وأكد سلامة أن "الشعر والريشة والفن أقوى من فوهة البنادق" وقرأ مقاطع شعرية لتوفيق زياد أنهاها بالمقولة الخالدة "من شدة حبي لبلادي لا أفنى وأموت لكن أتجدد، دوما أتجدد".

 

ثم كانت الكلمة لد. روحاما ماراتون، مؤلا  ترى في معركة بكري معركة خاصة به وحده، إنما معركة كل القوى التقدمية العربية واليهودية بعيدا عن "التضامن والتعاطف" المجرّدين.

 

وأما الفنان محمد بكري، والذي لم يخفِ تأثره البالغ فقد اكتفى بكلمة واحدة للجمهور إذ قال "أحبكم" لتهب عاصفة من التصفيق في القاعة لعدة دقائق، ومن ثم تم عرض فيلم "من يوم ما رحت".

 

يذكر بان هذه الأمسية تأتي تزامنا مع عدد من الأمسيات الأخرى التي يعمل محبو محمد بكري على تنظيمها تضامنا معه في وجه محاكمته على يد خمسة من الجنود الذسن شاركوا بجرائم جنين التي وثقها بكري في فيلمه، وهم يطالبون بكري بتعويض قيمته 2,5 مليون شاقل كشرفية، وهو ما رد عليه بكري بوضوح "من يطالب بشرفية يجب أن يكون أولا ذا شرف وهو ما ينقص مجرمي الإحتلال".

الأثنين 7/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع