شارون جاء الى رؤساء السلطات المحلية العربية لالقاء درس في الواجبات!


*ألمح مجددا لنيته فرض ما يسمى بالخدمة الوطنية على العرب *بدأ خطابه وانهاه حول ضرورة الحفاظ على القانون* ومع هذا..فاللقاء كان اعترافا ضمنيا، لاول مرة، بلجنة الرؤساء العرب*

الناصرة- كتب برهوم جرايسي- كان لقاء رؤساء السلطات المحلية العربية مع رئيس الحكومة اريئيل شارون، أمس، في القرية التعليمية على اسم توفيق زياد في الناصرة، هو الأول من نوعه في تاريخ التعامل الحكومي مع هيئات الجماهير العربية الوطنية في البلاد، فلأول مرة يلتقي رئيس حكومة اسرائيل مع الرؤساء العرب ضمن لجنتهم القطرية، لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، التي تصر الاجهزة الحكومية وخلال عشرات السنوات، على تجاهلها.

لقد عرف شارون تماما مع من يلتقي في هذه القاعة المحصنّة، انهم رؤساء سلطات محلية ومنتخبو جمهور، وعلى الرغم من هذا فقد أصر على ان تكون كلمته العلنية وبحضور وسائل الاعلام والمحلية والعالمية عبارة عن درس حول واجبات العرب تجاه الدولة!.
فبعد كلمات المجاملة والتهاني بالاعياد السابقة والقادمة، كانت اول جملة ينطق بها هي: "على الجميع ان يحترموا القانون"، ثم قال ان هناك عدالة يجب ان تطبق، ولكن تطبيقها يتطلب تعاونا من قبل الجميع!.

واعترف شارون في كلمته "ان هناك مشكلة" في ما يتعلق بالمساواة للعرب، وان حكومته قررت السير قدما بخطة المليارات الاربع (اربع مليارات شيكل على مدى اربع سنوات). ولكن حكومته قررت اطالة فترة التطبيق بعامين اضافيين، ثم عاد بسرعة للحديث عن "الواجبات"، فقال انه لا يمكن حل هذه المشكلة من قبل الحكومة لوحدها، "فالمهمة ملقاة ايضا على عاتق رؤساء السلطات المحلية لانه لا يمكن حل القضايا فقط من خلال الشكاوى والتذمر، وانما من خلال العمل سوية".

وفي تلميح مبطن لسياسة العصا والجزرة، قال شارون انه لا يمكنه "تجاهل ان الصراع الدائر في البلاد يشكل للعرب اشكالية، ولكن هناك اعشاب ضارة بين العرب وهم قلة قليلة جدا، وعلى قادة الجمهور العربي ان ينبذوها"!! (في اشارة الى بضعة شبان نسبت اليهم اتهامات امنية).

ثم انتقل شارون للحديث الى احداث اكتوبر في الوسط العربي، فادعى ان حكومته قررت تبني توصيات لجنة اور التي حققت في هذه الاحداث، واقامت لجنة وزارية لوضع آلية لتبني التوصيات. وهنا توجه الى رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية شوقي خطيب واقترح عليه ان يتراجع عن رفضه الالتقاء بهذه اللجنة الوزارية.

ومن الجدير ذكره ان خطيب رفض الاجتماع باللجنة المذكورة لكونها تضم اشد الوزراء تطرفا وعنصرية وكرهاً للعرب.

وكانت النقطة الابرز في خطاب شارون حين تطرق الى ما يسمى بالخدمة الوطنية، وقال ان هذا الموضوع ما زال قيد الدرس ولكنه ألمح الى نيته التقدم به "ليكون بامكان كل شخص ان يقدم شيئا للدولة حتى ولو كانت الخدمة في داخل طائفته" حسب الكلمات التي نطق بها شارون!

الأربعاء 24/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع