عـن الـبـقـاء وبــؤس نـقـائـضــه



يعدّ بنات وأبناء الشعب العربي الفلسطيني في الوطن واللجوء والشتات وأنصار قضيته العادلة لإحياء الذكرى الستين لنكبة شعبنا، والتي كانت إحدى أقسى الجرائم التي وقعت في القرن العشرين، بتجريد شعبنا من وطنه وتهجيره منه، بفعل الثالوث الدنس الذي يعمل منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا على حرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه: الإمبريالية، والحركة الصهيونية، والرجعية العربية الحاكمة.
وإذا كان الفلسطينيون جميعًا يجدّدون سنويًا في الخامس عشر من أيار عهد وطنهم المسلوب فلسطين، وعهد العودة إلى هذا الوطن؛ فإن الجزء المتمثل منهم بالجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل يجدّد عهد البقاء والتجذّر والبقاء في الوطن والالتصاق به أكثر وأكثر.
فرغم المؤامرة الكبرى التي تعرّض لها شعبنا عام 1948، لم تكن عتمة النكبة "لى قد يد عصابة الحرامية" تلك، وبقيت في فلسطين – في الجزء الذي أقيمت عليه دولة إسرائيل – هذه الجماهير، التي خاضت، بقيادة حزبنا الشيوعي وحلفائه الوطنيين الصادقين، أشرس المعارك، في أقسى الظروف، وانتصرت في معركة البقاء المقدّسة، تحت الحكم العسكري وبعده، وصنعت يوم الأرض الخالد الذي حوّلها من أقلية مهزومة مصعوقة إلى أقلية مكافحة، منتصبة القامة موفورة الكرامة، مصرّة على النضال من أجل المساواة التامة القومية والمدنية في وطنها الذي لا وطن لها سواه.
ليس صدفة أن يكون أبرز ما سطّر رموز هذا الجزء من هذا الشعب، وأجمل ما حفروه فينا وأورثونا إياه، هو البقاء. "كأننا عشرون مستحيل"، و "باق في حيفا"، و "فلتسمع كل الدنيا".. البقاء في الوطن، مهما قست الظروف، هو الهدف، وفيه الامتحان. وفي الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان.
إن ثقافة البقاء، وثقافة الصمود والتجذّر، هي ما يميز جماهيرنا التي بقيت في وطنها، هي التعبير الأسمى عن فلسطينيّتها، وهي الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها مخططات الترحيل، الجغرافية منها والسياسية.

 

(الاتــــــــــحـــــــــــــاد)

الأحد 6/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع