يـافـا



حروف  في الطريق
 مع الشارات ولا أفق
سراديب هو الليل الممتد
على جانبيّ الطرق
تعداد أروقة لا نهاية لها
وليس من فنار أو ريح
من مينائها الممتد في
تالي النفق
أجري على غير هدى
أدور حول الليل  والليل
نفق
أبحث في يساري عن ممر
آمن  قلق
تنساب فوق جبيني المرهق
 حبات عرق
أنا لست أعرفها لهذا الحدّ!؟
أنا لست ممن جاؤوها
ونالوها أحبوها وساسوها
وشالوها وحاكوها وملء القلب
أعطوها فأعطتهم منى فيها
وتاهوا في منافيها
بعيدا عم ينفيها

**********

أتتبع شارة المقهى المنار
أحدّق في الأرقام
أبحث في الجهات عن أي أثر
يعاكسني الثبات، يجري
في عروقي الليل
  تساورني الشكوك يمتد
أمامي الطريق،
ومن حولي طرق....
توصلني الشارة منعطفا
نحو اليسار ،
لا منعطف، تجري الطريق
بي ، ألتفّ ألتفّ أدور
وأعود من حيث دخلت
أبحث عن" أور شليم"
في الطرق
هي مفتاح منذ الأزل
بوابة تدخلك تدميك تنهكك
تحبك تفرح قلبك الدامي
تحزنك وتواسي دمعك الجاري
وتضمك تدفئك بحبها القاني
وتعطي من مآثرها زوادة
لدهر ربما آت ،
وتخرجك ببوصلة تشير إليها
من عال، وتوصلك الى الطريق
الذي ترتاده أنت ،تودّعك، وتودعك
 في مرافئ دنياها
وتوصي  الحادي والعيس
ألا يغدروا فيك،
لتضمن أنّ في الطرق
ما يوافيها وتضمن أنك حتما
إذا وصلت من فيها، تعود إلى
حضنها دوما ولو طالت منافيها

**********

تطير أمامي أوراق
من الشجر على  الطرق
أبحث مرة أخرى في الأرقام
عن مئة بعد شارة مفترق
يأتيني من  الظلام
صوت  يسألني: "أين أنت؟"
أتمتم أسماء لست أعرفها
ولا أجيب
أسمع مرة أخرى الصوت "إذا دخلت
أورشليم من الطرق فقد وصلت،
تتبع الصوت معي لأريك
ما أردت أن ترى
ميناء ومنارة وموجا دائما وانتظار"
أتابع في الطريق الموحش
 الليلي
أسير لا ألوي ولا أحيد
أبحث في   الليل
عن مكان آوي إليه 
تتمدد الطريق.. وتمتد
ولا أجد المكان، تأخذني
الطريق وتأخذني الأسماء
إلى لا مكان، تتلوّى الطريق
يلاحقني الصوت
"  عد! لا توغل في هذا
الدرب إلى لا مكان....
إرجع! قبل أن توغل أكثر،
فتضيع العودة بلا طريق.....
قد قننوا     
منع الإنعطاف  فعد!!"
أوغلت في الظلام بلا
دليل، والطريق طويل يلتوي
يمتد، تحيطه اللافتات
المانعات الناظرات الزاجرات
الساخرات مني وأنا أدور...
والليل يلفني بمداه اللا منتهي
ويدور...
أتمرد على الأبجدية الغريبة
أنعطف بكل قوّتي وأعود....،
أعود إلى أشجار أعرفها
وطيور أمل تحضنها
أعود إلى حروف تعرفني
إلى صوت يناديني
ولا يكلّ يهديني يعلمني
يناديني إلى دفء إلى
ميناء يرصدني وينتظر
ألى رصيف يرضاني
بكل جنون ما فيّ
بكل ما أتى منّي من الهجر
والمنفى الذي كان،
كان كان ما كان فلست
أنا، أردت ما كان
بل هجّروني،
 من هنا قسرا
وفرضوا عليّ هجراني
أعود الآن من بُعدي
إلى صوت يناديني
أعود أمرّ في ليلي
أمام نور منعطفي
أدور ألفّ من حولي
تلو المره مرات
فأجد الصوت ينتظر
يبدي ليّ  ما أجهل
مما في ثناياها حناياها
خفاياها مآسيها وكل كل
ما فيها من الفرح الذي فيها
يدور الصوت يأخذني
إلى كل الذي فيها
إلى مينائها الباكي إلى
فنارها الشاكي إلى الموج
الذي يكتبْ معلـّقة،
بها ملح بها دمع بها شوق
يأخذني إلى بيت
من القِدم الذي كان إلى غد
يلي غدنا...
يعلــِّمُني إذا جئتُ أنّ لي هنا
صحبُ وأن لي هنا صوتٌ..
أنني هنا عدتُ رغم كل ما قالوا
ورغم كل من قالوا
هي ذي يـــافــــا تحضنني
تحيط بكل ما عاد
تحيرني وتربكني  بليل طال
حيرانا  ، فتأخذني على مهل
ندق ندق أبوابا
هنا كنا، هنا كان هنا سنظل أزمانا
يــــــــافـا بِنا يـــافا هنــــا
يــــافا تظل بنيانــــا
هنا كنا، هنا كان هنا سنظل أزمانا

اللجون-القدس

عزالدين السعد
السبت 5/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع