الــصــمــود أولا وثانيًا وثالثُا



جريمة الهدم التي نفذتها لجنة التنظيم والبناء في اللواء الجنوبي صباح أمس، لم تنجُ منها حتى الخيام وحظائر الغنم في قريتي عمرة (ترابين الصانع) وطويل أبو جروال غير المعترف بهما في النقب، وخلفت 18 عائلة بدون مأوى.

الثلاثاء: تقرير دولي يدين سياسة هدم البيوت العربية
الأربعاء: جريمة هدم سلطوية تشرّد 18 عائلة في النقب

* لجنة الأربعين: الحل – بالاعتراف بالقرى وبملكية أهاليها للأرض *

حيفا – مكتب "الاتحاد" - أقدمت لجنة التنظيم والبناء في اللواء الجنوبي، صباح أمس الأربعاء على هدم العديد من المنازل والخيام وحظائر الغنم في قريتي عمرة (ترابين الصانع) وطويل أبو جروال غير المعترف بهما في النقب، مخلفة 18 عائلة بدون مأوى.
وتفيد لجنة الأربعين إن قوات كبيرة من الشرطة أشرفت على عمليات الهدم التي بدأت صباحا في قرية عمرة، حيث تم هدم منزل المواطن محمد ترابين الصانع الذي يأوي 19 نفرا.
وكانت السلطات قد هدمت منزل الصانع في حزيران الماضي، فقام ببناء منزل آخر لإيواء أسرته، إلا انه تم هدمه أمس بموجب أمر إداري.
وواصلت قوات الهدم من عمرة إلى قرية طويل أبو جروال، ونفذت فيها أوامر هدم، شملت 13 خيمة و4 بيوت من الصفيح و6 حظائر للغنم.
وكانت السلطات قد أقدمت منذ بداية العام الماضي على تنفيذ 14 عملية هدم في قرية طويل أبو جروال، بلغ أوجها في تموز 2007 حيث تم هدم كافة البيوت في محاولة لمحو القرية عن الخريطة، إلا أن الأهالي تشبثوا بأراضيهم وأعادوا، المرة تلو الأخرى، بناء خيام لإيواء عائلاتهم.
يشار إلى أن السلطات تواصل هدم البيوت في القرى العربية غير المعترف بها، رغم ادعاء وزير الداخلية، مئير شطريت، بأنه تم تجميد أوامر الهدم لمدة عام، إلى أن تنتهي لجنة غولدبرغ من تقديم توصياتها إلى الحكومة بشأن النزاع بين السلطات والمواطنين العرب في النقب على ملكية الأراضي.
وفي تعقيب لرئيس لجنة الأربعين محمد أبو ضعوف، أعرب عن استنكاره الشديد لمواصلة سياسة هدم البيوت وتشريد المواطنين العرب في القرى غير المعترف بها من ديارهم. وقال إن "جريمة الهدم الأخيرة جاءت في اليوم التالي لقيام وفد منظمة "هيومان رايتس ووتش" بالتقاء رئيس وأعضاء لجنة غولدبرغ وتسليمهم التقرير المفصل الذي أعدته المنظمة حول سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها السلطات ضد عرب النقب، وفي مركزها سياسة الهدم والتشريد والاستيلاء على الأراضي. وكما يبدو فان عملية الهدم تمثل الرد الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية على التقرير الذي يشكل وثيقة دامغة للسياسة الإسرائيلية إزاء سكان القرى غير المعترف بها. نحن ننظر بخطورة إلى استمرار هذه السياسة المجحفة، ونطالب وزير الداخلية بتنفيذ التزامه بتجميد أوامر الهدم، والعمل لحل مشكلة هذه القرى من خلال الاعتراف بالملكية الشرعية لأصحاب الأراضي العرب والاعتراف الكامل بكل القرى غير المعترف بها".

وفي المثلث يتهدد الهدم أكثر من مائة منزل وبعضهم ينتظر دوره بـ"زيارة" جرافات الهدم  في أية لحظة. وفي يافا، يخطط لإخلاء 500 عائلة عربية وللاستيلاء على منازلهم لصالح حيتان رؤوس الأموال والمستثمرين. هذا بالإضافة الى عشرات البيوت "غير المرخصة" والتي يتهددها خطر الهدم. ومجمل مخططات الهدم تزداد شراسة في الاونة الأخيرة.

 

إن السلطات الإسرائيلية تدرك معنى الأرض بالنسبة لجماهيرنا العربية، وترغب في كسر شوكتنا وتنغيص حياتنا في وطننا وجعلها مستحيلة. وبهذا تعتقد السلطة، واهمة طبعًا، أن هذه الممارسات العنصرية من شأنها تسهيل تنفيذ مخطط الترحيل والترانسفير الطوعي.
وبعد أن تحوّل الخطاب الترانسفيري الى التيار المركزي في الساحة السياسية الاسرائيلية، وأصبحت مسالة التبادل السكاني في المثلث أمرا وارداً وشرعياً، تطرح اسئلة كثيرة حول ما يختبئ وراء مخططات الهدم في وادي عارة تحديداً والسيطرة على اكبر كم من الاراضي واقامة بلدة يهودية جديدة هناك.

 

إنّ الطريق الوحيدة لمواجهة هذه المخططات هي الصمود اولاً، والصمود ثانياً وثالثاً، وكذلك الالتفاف الجماهيري الواسع لدعم نضال أهلنا في النقب والمثلث والجليل والمدن المختلطة الذين يتهددهم التشريد. هذه ليست قضية اصحاب البيوت وحسب بل قضية كل عربي مواطن في هذه الدولة التي ترغب بان نختفي بين ليلة وضحاها.

 

ان المشاركة الواسعة لجماهيرنا في نشاطات يوم الارض وخاصة جيل الشباب هو الجواب ويثبت باننا لن نكل ولن نلين وسنفشل هذه المخططات. لقد فشلت الدولة بتهجير الجماهير الباقية على وطنها طيلة ستين عاماً ولن تنجح في هذا اليوم.

 

وستجري يوم السبت القادم على مفترق عرعرة مظاهرة احتجاجية ضد سياسة هدم البيوت، تنظمها مجموعة كبيرة من الأطر النسائية والنسوية العربية واليهودية، ونحن نناشد جماهيرنا في النقب والمثلث والجليل الى اوسع مشاركة في هذه المظاهرة لنطلقها صرخة صمود وبقاء مدوية.

(الاتحاد)

الخميس 3/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع