النصيحة ببلاش، من المجانين للعقال!



أسدى وزير "الأمن"، أمس نصيحة لحزب الله، بأن لا يهاجم إسرائيل، لأنه، إذا نجحنا في ترجمة أقوال براك بتصرف، سيلقى ما لا تحمد عقباه!

براك "ينصح" حزب الله بـ"عدم المجازفة" بمواجهة مسلحة مع إسرائيل!


*ويقول: انصح أي شخص بعدم اختبار إسرائيل لأنها الدولة الأقوى في المنطقة كلها*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- نصح وزير "الأمن" ايهود براك الثلاثاء حزب الله اللبناني بعدم المجازفة والتسبب بمواجهة مسلحة مع إسرائيل.
وصرح براك للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "الجيش الاسرائيلي يراقب ما يجري في الجانب الاخر من الحدود مع لبنان وانصح اي شخص بعدم اختبار اسرائيل لانها الدولة الاقوى في المنطقة كلها".
وادلى براك بهذه التصريحات خلال جولة "تفقدية" عند الحدود الاسرائيلية مع لبنان.
وبحسب الاذاعة اكد براك أمس خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية و"الأمن" البرلمانية ان "حزب الله لا يزال يحصل على اسلحة بمساعدة ايران".
واضاف المصدر ان براك قال ايضا ان حزب الله يتجنب الاستفزازات معتبرا انه "استخلص الدروس من الضربات التي تلقاها خلال الحرب في لبنان صيف 2006".
وكان هذا النزاع ادى الى سقوط اكثر من 1200 قتيل في لبنان معظمهم من المدنيين و160 قتيلا اسرائيليا غالبيتهم من العسكريين.

ونحن إذ نشكر براك على هذه النصيحة، المجانية، في أيام عزّ فيها الناصحون، وخاصة أولئك منهم الذين يسدون النصح مجانًا، نقول له بعد الشكر، أن "وفر نصائحك لنفسك ولحكومة المجانين التي تقف أنت في موقع "محترم" فيها، فأنتم من لا يؤتمن لكم جانب، وأنتم من تهدفون إلى إشعال الأرض نارًا، تحت أقدامكم، وتحت أقدام كل أبناء شعوب هذه المنطقة".
لا بد لنا في هذا السياق من الإشارة إلى أنّ إسرائيل، ممثلة بحكومة اليمين فيها، هي من يشعل نوايا الحرب في كل مكان، من هذه المنطقة، رغبة منها في استمرار حالة سفك الدماء، لئلا تضطر لتنفيذ استحقاقات أي حل سلمي، قد تفرض عليها.
وهذا هو بالضبط هدف ضربتها الأخيرة للاراضي السورية، مدعومة دون أدنى شك من الإدارة الأمريكية، وهذا هو هدف التصعيد الكلامي ضد سوريا وإيران وحزب الله، وهذا هو هدف التصعيد الدموي الأخير في قطاع غزة، وعدم نيتها إيقاف أشكال الاستيطان المختلفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقاحتها غير المحدودة عندما يقول رئيس الحكومة أنّ استمرار البناء في المستوطنات وفي القدس الشرقية المحتلة، لا "يؤثر سلبًا على عملية السلام"، وكأنّ عملية السلام محكومة لأهوائه، ولتقديراته الشخصية، دون أيّة علاقة برغبات وطموحات الشعب الفلسطيني "الشريك" في العملية السلمية، رسميًّا على الأقل.
إنّ "النصيحة" التي قدّمها وزير "الأمن" إيهود براك، فيها من إعلان النوايا، أكثر مما فيها من محاولة صد المواجهة العسكرية المرتقبة. فإسرائيل تنوي شن حرب، والأمر بات قريبًا جدًّا، ولهذا فإنّنا نشهد تصعيدًا في التصريحات الإسرائيلية في هذا السايق، ونشهد تصعيدًا في اللهجة والتصرفات الأمريكية المرافقة للتصرفات الاسرائيلية، تجاه إيران وسوريا، والتي تمثلت في الأيام الأخيرة بالمحاولات الأمريكية المفضوحة، لإفشال القمة العربية في دمشق، بواسطة الذيول الأمريكية في الدول العربية.
على نصيحتك يا "معالي وزير الأمن" أن توجّه إلى الجانب الإسرائيلي، فأي هجوم قد يشنه على لبنان، أو سوريا، سوف يرتد إلى النحر الإسرائيلي سريعا وقاسيًا، ومن حرب تموز العدوانية على لبنان، لكم العبرة.

الأربعاء 2/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع