كلمة <<الاتحاد>>
نرفض المشاركة في قمع ارادة شعب!

في سياق مداخلته امام المشاركين في مؤتمر هرتسليا شن وزير الامن، شاؤول موفاز، حملة تحريضية منفلتة العقال ضد رافضي الخدمة العسكرية في المناطق الفلسطينية المحتلة، ومن ضمن اقواله "ان على المجتمع الاسرائيلي ان يبعد من داخله الرافضين والبكائين"!! ولم تمض على اقواله هذه اكثر من ثلاثة ايام حتى جاءه الرد سريعًا من داخل وكره العسكري، من الوحدة العسكرية الخاصة والمختارة التابعة مباشرة للقيادة العامة للجيش الاسرائيلي. فقد وقع 13 ضابطًا وملازمًا من جيش الاحتياط ومن وحدة القيادة العامة المختارة على عريضة موجهة الى موفاز والى قائد الجيش يعلون والى رئيس الحكومة شارون والى قائد الفرقة العسكرية التي يخدمون فيها، يعلنون من خلالها انه "لن نمد أيدينا اكثر لسلطة القمع في المناطق، لن نمد أيدينا اكثر لمصادرة حقوق الانسان من ملايين الفلسطينيين، لن نكون اكثر جدارًا واقيًا لعملية الاستيطان، لن نفسد ونسحق الصفة الانسانية فينا، من خلال تنفيذ مهمة جيش الاحتلال. نحن قلقون على مصير اولاد هذه البلاد المكشوفين لشر ليس حتميًا والذي نساهم فيه، ومنذ فترة طويلة تجاوزنا حدود المحاربين على صدق طريقهم، وجئنا الى حدود المحاربين لقمع شعب آخر، وهذا الحد لن نتجاوزه اكثر".

ان انطلاق صرخة الرفض الاحتجاجية ضد الخدمة في قمع واضطهاد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة من بين صفوف النخبة المختارة للجيش الاسرائيلي يكتسب اهمية خاصة في المعركة ضد الاحتلال الاستيطاني ومن اجل زواله. ولهذا ليس من وليد الصدفة ان تنطلق حملة هستيرية من التحريض السافر وحتى الدموي من مختلف اجهزة ووزراء السلطة ومن قادة الجهاز العسكري ضد الموقعين على العريضة والمطالبة بقطف رأسهم، بتجريدهم من رتبهم واوسمتهم العسكرية ونزع ملابسهم العسكرية ومحاكمتهم وطردهم من الجيش نهائيًا. حملة تحريضية شارك في اشعال نيرانها ليس فقط ارباب السلطة اليمينية وقادة الجيش امثال نتنياهو وبويم وموفاز ويعلون وغيرهم بل كذلك قادة من حزبي "العمل" و"ميرتس" امثال ايهود براك ويوسي سريد وافشالوم فيلان وغيرهم.

ان ما يثير حفيظة ارباب الاحتلال والاستيطان والجرائم بحق الشعب الفلسطيني ان دائرة رفض الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة ومناهضة بقاء الاحتلال وجرائمه تتسع باستمرار لتشمل اوساطًا جديدة مدنية وعسكرية، من قوى السلام الى الطيارين من القوات الجوية الى رؤساء شاباك سابقين الى كتاب وادباء وفنانين. ومن المؤشرات الايجابية على ساحة التطور والصراع ان تحديد الموقف من مصير الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني أصبح القضية الملحة المطروحة على جدول ابحاث ونقاشات الرأي العام الاسرائيلي.

اننا إذ نحيي الموقف الانساني الشجاع لموقعي عريضة الرفض الاحتجاجية، نأمل ان تساهم صرختهم الرفضية في المعركة المصيرية لانهاء الاحتلال وجرائمه الهمجية وانجاز التسوية العادلة نسبيًا التي في مركزها تجسيد الحق الفلسطيني المشروع بالدولة والقدس والعودة.

("الاتحــــــــــــاد")
الثلاثاء 23/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع