صباح الخير يا مصر!
...هنا التدريبات العسكرية المشتركة ؟



عندما نسمع أن هناك قوات أمريكية جديدة تقترب من منطقة الشرق الأوسط ، نستنتج بشكل مباشر : أن هناك احتمالا جديا لعدوان وشيك وأن هناك استدعاء أو استجداء أو طلب فزعة من قوى منطقية تتستر خلف تصريحات مبهمة وخادعة تطلقها للتحذير وللردع أو للإرهاب وللتركيع.
أما إذا كان التمرين العسكري للجيشين الأمريكي والإسرائيلي معا فترتفع نسبة الاحتمال لعدوان جديد إلى حدّ القريب والوشيك، وإذا كان على مستوى قيادة الجيشين وأحيط بالسرية فذلك لاستغلال عنصر المفاجأة ورفع مستوى التحسب والترقب والحذر والخطر والذريعة أو للحساسية وللإحراج التي ممكن أن تسببها مثل هذه المناورات والتدريبات والترتيبات لبعض الزعامات العربية.

 

يوم الأربعاء الماضي 19-3-2008 أنهت القيادة العليا للجيشين الإسرائيلي والجبهة الأوربية للجيش الأمريكي تمرينا عسكريا في تل-أبيب.، وذلك استعدادا لحالة طارئة قصوى قد تنشأ.
وكيف ستنشأ مثل هذه الحالة؟ وما الذي يساعد على نشوئها؟ وما هي التراكمات المطلوبة لذريعة العدوان؟وهل هذه الحالة الطارئة قدر لا نستطيع التدخل به أو حالة موضوعية مستقلة عن رغبة وإرادة القيادة الأمريكية الإسرائيلية وعملائها؟! 
القيادات التي اشتركت في التمرين المذكور الذي  أطلق عليه "جونيفر فلكون" هي قيادة التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الخارجية والعمليات والقوات البحرية والإمدادت العسكرية (اللوجستية) .

 

أعتقد لو أن التدريبات كانت ضمن مخطط قرع طبول الحرب في وجه إيران أو سوريا ، لأماطت القيادتان اللثام عنها بشكل آخر يختلف عما رشح وكشف النقاب عنه ، من باب الاجتهاد الذاتي.. وانسجاما مع ظرفي الزمان والمكان،  لو أن التدريبات  كانت تستهدف "محور الشر"  أو جزء منه لاستدعى هذا الاحتمال المجاهرة بالقوة والعظمة والقدرة التي تفوق توقعات أحمدي نجاد وحسن نصرالله  وبشار الأسد  ولشاهدنا كرنفال مفاخرة وعرض أزياء! عسكريا بشكل آخر.
لذلك وراء الأكمة ما ورائها.. هناك نوايا خبيثة لم يعلن عنها ولم يكشف الحكام العرب لشعوبهم عن تخميناتهم  لها وعما يجيش في صدورهم حولها وعن العلاقة والمعاملة الاستعلائية والفظة التي تؤول نحو الاستهتار بمقدرات الشعوب والحكام العرب على السواء. لا تقولوا  هيك مضبطة بدها هيك ختم!

 

اجزم أن هناك تخوفات إسرائيلية أمريكية من المساعي والجهود المصرية الرامية إلى استغلال الطاقة الذرية للقضايا السلمية والى التهدئة في قطاع غزة، ولكن لا أعرف إن كانت المناورات المشتركة جرت قبل سفر الرئيس مبارك إلى موسكو للتباحث مع القيادة الروسية حول بناء الفرن الذري المصري الأول لإنتاج الطاقة الذرية للأغراض السلمية . لكن أجزم أن القيادة المصرية تلقت الرسالة الإسرائيلية الأمريكية الموجهة لها من خلال التدريبات!
إن كنت ركًزت على تمرين أل "جونيفر فلكون" هذا ليس من باب الاستخفاف  بتمرين "الرفاص المتأهب-هكفيتس هدروخ" الذي أجرته القيادة الجنوبية للجيش الاسرئيلي  في ذات الوقت بالقرب من حدود قطاع غزة.
لو جمعنا بين التمرينين لوضحت الصورة أكثر يا مصر!

راضي كريني
الثلاثاء 1/4/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع