ارض حب وانتماء



بكل فخر واعتزاز تحتفل الجماهير العربية بهذا اليوم النضالي التاريخي ,والذي روت جماهيرنا بدمائها تراب هذا الوطن حبا فيه ودفاعا عنه  وانتماء له ,والأرض كما علمنا آبائنا الذين صنعوا يوم الأرض كيوم عزة وكرامة وانتماء ,هي القاعدة والأساس هي الوجود والعدم ,هي ان أكون او لا أكون ,الحفاظ عليها والدفاع عنها هي جزء لا يتجزأ من الدفاع عن التاريخ والحضارة والوجود .
ما زالت أيام الأرض الأولى في الذاكرة عندما كان يخرج شعبنا كله بشيبه وشبانه بنائه وأطفاله بالألوف ليحيي هذة الذكرى الخالدة ويمشي بمسيرة طويلة من سخنين الى دير حنا لتعبير عن هذا الحب وهذا الانتماء ,لم يكن يومها تنافسا سياسيا ولا مما حكات تدعي الوطنية ,ولا مشاركات من اجل أهداف فئوية ,بل كانت مسيرات تنضح حبا خالصا للأرض وما تعنيه ,فهل نتعلم الدرس من الآباء ونحافظ على قدسية هذا اليوم تماما كما فعل آبائنا .
كان جدي وهو واحد من جيل أحب الأرض وجبل ترابها بعرقه أحبها بإخلاص فأحبته بوفاء ,كان يقبض على حفنه من تراب أرضه ليقول لا أبدلها بمال العالم كله ,كان يعي يعرف ان المال تذروه الرياح وتبقى الارض تنبض بالحياة والحب في كل يوم وتبادله الحب وفاء وانتماء .فما بالنا اليوم اصبحنا نشم رائحة الدولارات واليرووات  تفوح من قلب الارض التي ورثناها ؟؟؟؟ . لماذا اصبح البيع والشراء للارض على قفا مين يشيل ولاتفه الاسباب ؟؟ الا تسمعون مثلي ان فلان باع ارضه ليبني بيتا ,وفلان ليتزوج ,واخر ليقيم مشروعا ,... لماذا نبيع الجذور والاصل من اجل الفروع ,هل اصابنا الجنون ,ام ان الدولار قد دخل حياتنا وتاريخنا وحضارتنا وانتمائنا بقوة تفوق قوة السلطة واذرعها عندما حاولت السيطرة على ارضنا .
اعي واعرف الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة لشعبنا ,واعرف المضايقات السلطوية لنا واعرف ان الارض لم تعد تكفي لان تكون مصدر دخل ويمكن الاعتياش من مردودها ,ولكن كل هذا ليس مبررا وليس سببا ,لان الارض اكبر واعمق واكثر من هذا بكثير ,انها الوجود كشعب وكامة تحترم ذاتها لها جذور وعندها كبرياء وانتماء ,فيا كل الوطنيين وكل الاحرار تعالوا نعيد ليوم الارض بريقه بالحب والعطاء والانتماء ,ولنتوقف عن تثمين الارض بكم تسوى من الدولارات والشواقل واليوروات الا في الحلات القاهرة والاستثنائية ,فهل نستجيب !!! ؟؟؟.

رئيس لجنة الطلاب العرب
جامعة تل ابيب 

جبران عبد الفتاح
السبت 29/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع