الطاعون وأسرايبوس المطعون.. بغروره



 

 

 

 

 

 

 

سيبقى الأمن مهددا في طيبة الى ما بعد الاحقابْ
لن يبصر اسرايبوس طريقه الى الحق والنور
الى الابد الأبيد
هذا هو قدرها المحتوم
هذا هو الطاعون المتفشّي في طيّات وجودها
وليس في اسرائيل/طيبة تايرسياس،
يردّها الى البصيرة
واسرايبوس سادر في غيّه وغروره
الاثم المفعول ينقل الطاعون في كل الزوايا
الطاعون الفتاك فتكًا
في الحقول وحبّات السنابل
في البطون الحوامل
في الاجساد والارواح
ليس في طيبة مَن يمنع جنهم العدمْ
ليس فيها مَن يمنع ما لا يُبقي ولا يذرْ
ليس فيها مَن يمنع القدرْ
فمن تخدم يا اسرايبوس
وماذا تخدم أيها الدّنِس
طيبة دولة!
اسرائيل دولة!
واسرايبوس هو الحاكم الضال
والكورس كورس الجنون العنصري
أخذ على عاتقه المنفلت المغرور حرمان شعب
من حقّ الحياة والوجود والسلام والاطمئنان
فمَن تخدم يا اسرايبوس ذا العقدة المنفلتة
هذه دولة لا تفقد اعصابها الا عندما تقترب
من ابصار الحقيقة المشعّة كفلق الصبح
"ثمة اثم ودنس" في طيبة/ اسرائيل
والشعب الفلسطيني المعذّب لا يهدأ
رغم الطاعون والحرائق والموت
العقود تدور وتمر وتمر وتدور
ولم تتحقق النبوءة الكاذبة
ولا الارض الكاملة والظنون الباطلة
واسرايبوس يكذب ويعد ويناور
ويماطل ويداور
والعذاب شآبيب منصبّة على غزّة وطيبة
والكورس الطيب يهتف: "ابحثوا عن الآثم الدنس"
والشعب الفلسطيني يهتف: "غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع"
فلتقبل طيبة بالاثم الاوديبيّ!
غزة لن تقبل بالاثم الاسرائيلي
شرّدوا الشعب الفلسطيني في اصقاع الارض
شردوه في صقيع المنافي وهجيرها
في الحقول القاحلة والبوادي بلا واحات
في الغربة الموحشة
في الليالي السود
ولكنه لم يهجر نداءه: "حق العودة حق مقدس
لن ننسى ولن نغفر"
هوّدوا الاقداس والمقدسات
هدّموا المساجد ودنسوا مهد الكنائس
واحتلوا الصلوات والاجراس
وما زال يصرخ: "القدس عاصمتنا العتيدة
والبيت لنا وبأيدينا سنعيد القدس"
قتلوا الرجال والنساء والشبان والاطفال
وما زالت كل امرأة ترنّم:"لدي طفلان سيكبران
وسيقاومان، فمرحى مرحى، بدكم روحي هذي رجحه"
اقتلعوا الاشجار وردموا الآبار وجرّفوا الحقول
وعاثوا فسادا وطاعونا بالبرتقال والقمح والزيتون
وما زال يغنّي: "الارض بتتكلم عربي من حطين ردّي
على قدس فلسطين"
نهبوا ثراءه وشفطوا ماءه واحتلوا هواءَه،
وما زال يصدح: "والله اشتقنا يا منصور للراعي
ونسمات الوادي وحبة الزيتون وخبز الطابون"
لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس
واسرايبوس لا يفهم ولا يتعلم
يملك عينين وأذنيْن ولكنه فقد البصيرة والنجدين
يملك الاسلحة والجبروت والافراط باستخدامهما
لكنه لم يجلب الامن والسلام والاطمئنان لطيبة وأهلها
يزرع الموت، ولكن الشعب الحيّ عصيّ على الموت
هذا هو الطاعون، هذا هو القدر المحتوم!
اسرايبوس يصادم الاقدار ويجابه حتمية موته!
والطاعون يزحف ويفتك ويفتك ويزحف
يا دولة ناطورا امينا على حقل البغاة
وعلى مصالح آلهة الكفر من وراء البحار
ومن على جبال الاولمب الامريكية
يا دولة منشطرة، لا تئن اعضاؤها من حمّى السهر
والتداعي والانهيار
يا دولة الانفصام المميت، جسدها في الشرق
وروحها في الغرب
ولا يعيش الجسد والروح منفصليْن
يا دولة غريبة الوجه واللسان!
يا دولة تأبى التكيّف والانسجام مع المنطق والمنطقة
منطق المكان ومنطق الزمان ومنطق الانسان
يا دولة  تأبى الا ان تترفّل في سرطانها
ومدارات طاعونها!
ماذا تريد يا اسرايبوس؟
أتريد السلام والأمن والاستقرار؟
والله وزيوس وآلهة الرياح والبحار والحب والحرب،
ما اردتَ سلاما ولا أمنا ولا استقرارا!
انما اردتَ الوقت الذي يُنسي ويجعل الحمل الوديع
يغفر للذئب افتراسه!
أردت الوقت الذي يجعل السّل قاعدة وعلاجا
والشفاء استثناءً وداءً
والشعب الفلسطيني لم ينسَ ولا ينسى ولن ينسى!
والشعب الفلسطيني لم يغفرْ ولا يغفرُ ولن يغفرَ!
لن يغفر لأمصال الطاعون
فلديه من امصال الحق والتاريخ والحضارة والوجود
ما يكفي لقهر الزيف والباطل والعدم
يا دولةً تتحدى القدر المحتوم بالهرب المنعكس!
يا دولة تتحدى التاريخ والحتم بالاحتمالات الواهية
يا دولة تريد ان تسيطر بالاثم والغي والورَم
على كل العرب، كل الوقت
وهذا غير ممكن وغير معقول!
ألم تجرب فرنسا وبريطانيا بعشرات ملايينهما؟
اين هما الآن؟
يا دولة خمسة الملايين المتناقصة!
يا دائرة صغيرة تضيق كلما ضاقت اقواس نشّابها
واتسعت قطاعات طاعونها
يا دولة قليلة العدد، محيطها مئات ملايين العرب
واسرايبوس لا يتعلم من تجاربه ولا من تجارب غيره
ولا من عبر القدر والتاريخ
اسرايبوس تلميذ يصرّ على الفشل
بالرغم من فرص النجاح واحتمالات الامل
"حشر لا حدا تعلم"
هذه الدولة الاوديبية المعقّدة، ماذا تريد؟
وعلى صغر حجمها وقلة "دبّارها"
أتريد ان تبقى الآمر الناهي في هذا الشرق العربي
والعرب على كثرتهم وكبر اصرارهم على رفض طاعونها،
فليذهبوا الى الجحيم؟
هذا لن يكون يا اسرايبوس!
يا اسرايبوس، اسمع!
يا اسرايبوس، افهم!
يا اسرايبوس، اعقل!
يا اسرايبوس، كل "خرا"!
ولكن الصمم والغيّ والجنون وأكل الخرا
أسياد الموقف!
أيها التلميذ الخائب!
أيها التلميذ الناجح بالغش والتزوير!
أيها التلميذ المدجج بالكسل والشغب!
أيها التلميذ المتخرّج من بستان الحقد الغربي
أيها التلميذ! المعلّم المتواطئ لن يدوم!
وما دائم الا الله
تعلّم يا اسرايبوس المطعون بعماك وصممك!
تعلّم يا اسرايبوس قبل فوات الاوان
أغمض عينيك كما تريد!
بل تستطيع ان تفقأهما!
أغلق اذنيك الطويلتين أيها الحمار!
لا تسمع! "حشر لا حدا سمع"
اسمعني الآن… الآن على الاقل
دع بصيرتك تقودك في طريق النور
الى النهاية.. الى الـ "هابي إند"
طريق الاعتراف بالذنب والاستعداد لدفع الحساب
طريق الاعتراف بالاثم والدنس
طريق الاعتراف بالآخر والاستعداد لوقف الطاعون!
اذهب يا اسرايبوس، وصلّ قبل الخراب!
فثمة مَن يتكلم عن خراب طيبة من الخارج!
ولكن المؤشرات الطاعونية من الداخل كثيرة!
والشر مستطير!
والطوفان ينذر!
والقدر قادم!
والمعلم يداوي جراحه!
والطاعون يزحف ويفتك!
فماذا تنتظر يا اسريبوس المسكين؟!

(كابول)

علي هيبي
السبت 29/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع