شدوا الهمة... وارفعوا راية الوطن والحزب (2- 3)



*الجذور.. والانتماء من البرنامج السياسي لحزب الشعب الفلسطيني:
"حزب الشعب الفلسطيني هو امتداد لتاريخ الحركة الشيوعية الطويل في فلسطين"*

نشأت الحركة الشيوعية الفلسطينية وترعرعت في بداية العشرينيات من القرن الماضي، وبعد الحرب العالمية الأولى التي ألحقت الهزيمة بتركيا العثمانية، وأدت إلى انتصار بريطانيا وفرنسا، وفى خضم التحالف الامبريالي على الشعوب العربية التي تجسدت في وعد بلفور، ومعاهدة سايكس بيكو، والتي سمحت بتزايد الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، والبدء في تنفيذ المشروع الامبريالي- الصهيوني فوق الأرض الفلسطينية، وإقامة الدولة الصهيونية في فلسطين.
إن حزب الشعب الفلسطيني هو امتداد  تاريخي  للحركة الشيوعية في فلسطين. لقد خاضت الحركة الشيوعية معاركها التحررية والطبقية ضد الانتداب البريطاني، والحركة الصهيونية والرجعية العربية والفلسطينية، وبرز الحزب الشيوعي الفلسطيني كطليعة سياسية للطبقة العاملة الفلسطينية حيث ضم في صفوفه الثوريين العرب واليهود جنبا إلى جنب، في ظل مناخ وبيئة معقدة من التخلف الاجتماعي والاقتصادي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في فلسطين، وتدني مستوى وعي الطبقة العاملة الاجتماعية، والمجتمع الفلسطيني الفلاحي، وتدني التعليم وزيادة الأمية بين صفوفه. لقد مر الشيوعيون الفلسطينيون خلال عهد الانتداب البريطاني بظروف صعبة ومعقدة، جابهوا خلالها قوى عديدة وخاضوا نضالا في ظل ملاحقة الامبرياليين البريطانيين لهم، ومحاربتهم، مما فرض عليهم العمل السري، كما نظمت الحركة الصهيونية عصابات مسلحة لملاحقتهم والاعتداء عليهم، وأصبحت دماء الشيوعيين اليهود مباحة لكل من يقدر على سفك دمائهم من الصهاينة، كما لم يتوان الزعماء العرب الإقطاعيون الذين ربطوا أنفسهم ومصالحهم بالانتداب البريطاني في تأليب الجماهير العربية ضد الشيوعيين. لقد قام الشيوعيون بدور فعال خلال الصدامات التي وقعت عام 1924 في قرية العفولة بين المستوطنين الصهاينة وبين الفلاحين العرب، حيث حرضوا وساندوا الفلاحين العرب على مقاومة المستوطنين بالقوة.
انضم الحزب الشيوعي الفلسطيني في شباط عام 1924 إلى صفوف الأممية الشيوعية، واستطاع في نفس العام تنظيم عدد من العمال والمثقفين العرب، وشارك في النضال الوطني، وضد سياسة مصادرة الاراضي، وشكل المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الفلسطيني الذي عقد في مدينة القدس عام 1930 حدثا تاريخيا بارزا في حياته، ومنعطفا في مسيرته، وتم انتخاب الرفيق رضوان الحلو (موسى) أمينا عاما للحزب عام 1934، فلعب دورا هامًّا في نشر الفكر العلمي التقدمي والأفكار الاشتراكية، وأكد أن الحركة الصهيونية هي أداة في يد الامبريالية البريطانية، وهي تشكل قاعدة امبريالية متقدمة لاضطهاد واستغلال واستثمار الجماهير العربية،
وعلى اثر التناقضات المختلفة التي حلت بالحركة الشيوعية الفلسطينية، تأسست في خريف عام 1943 في مدينة حيفا عصبة التحرر الوطني في فلسطين كطليعة سياسية للشيوعيين ولمجموع الكادحين والمثقفين الدمقراطيين العرب، واستطاعت الحركة أن تجسد الترابط الوثيق بين المهمات الوطنية التحررية وبين المهمات الاجتماعية والطبقية.
وكان نتاج قيام دولة إسرائيل في أيار 1948، ودخول جيوش الأنظمة الرجعية العربية إلى فلسطين أن حلت الهزيمة والتشرد بالشعب الفلسطيني وان انعكس ذلك على قيادة عصبة التحرر الوطني التي طالها هذا التمزق الجغرافي، فاتخذت اللجنة المركزية لعصبة التحرر الوطني الفلسطيني بالتنسيق مع الحلقات الماركسية العاملة في شرق الأردن في أيار 1951 قرارا بتغيير اسمها إلى الحزب الشيوعي الاردني، والعمل على توحيد نضال الشعبين الاردنى والفلسطيني ضد النفوذ الامبريالي، ومتابعة الكفاح لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني. وركز الحزب الشيوعي الاردني كل جهوده للعمل من أجل إحباط المؤامرات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط مشاريع الأحلاف العسكرية، ومواجهة مؤامرات توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج وطنهم، وقد تعرضت قيادة وكوادر الحزب الشيوعي الاردني إلى الملاحقة والاعتقالات في السجون، سطروا خلالها أساطير من الصمود والبسالة في مواجهة الإرهاب الرجعي الأسود، وفي مقدمتهم الرفيق فؤاد نصار الأمين العام للحزب، والرفيق بشير البرغوثي، والرفيق سليمان النجاب، والرفيق فهمي السلفيتي، والرفيق رشدي شاهين، والرفيق اسحق الخطيب، والرفيق نعيم الأشهب، والرفيق محمد البطراوى.. والمئات من المناضلين الذين لن ننساهم أبدا.
في حين إن فرع عصبة التحرر في قطاع غزة تحول عام 1953 إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة وهو الفرع الوحيد الذي حافظ على الهوية الوطنية، والاسم الفلسطيني لعب دورا مميزا في مقاومة مؤامرات توطين اللاجئين، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية وفي التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع ومخيمات اللاجئين وفى إفشال مؤامرة تدويل القطاع، وفي رص صفوف القوى الوطنية في قطاع غزة وتشكيل الجبهة الوطنية عام 1955 وتنظيم وقيادة المقاومة الشعبية للاحتلال عام 1956، وطالب الشيوعيون الفلسطينيون بتدريب وتسليح المخيمات الفلسطينية حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة الغارات الإسرائيلية. وكانوا المبادرين لتنظيم المقاومة الشعبية للاحتلال الاسرائيلي لغزة عام 1956، وتعرضت قيادات وكوادر الحزب للاعتقال في السجون والمعتقلات المصرية في الواحات وأبو زعبل والسجن الحربي والقلعة، وكان على رأسهم الرفاق معين بسيسو، وسمير البرقوني، ومحمود نصر، وفايز الوحيدي، واحمد فليونة، وعمر عوض الله، ومنصور الحداد، وسعيد فلفل، وعوني سيسالم، وعبد الرحمن عوض الله، وفريد أبو وردة، وحسن أبو شعبان، وعبد المجيد كحيل، وصالح عويضة، والمئات الذين أمضوا سنوات طوال في هذه المعتقلات السوداء تحت سياط التعذيب الهمجي.
أما فرع عصبة التحرر الذي بقي داخل إسرائيل فقد توحدت مع الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي اقتصر بعد الانقسام 1943 على العضوية اليهودية ليشكلا معا الحزب الشيوعي الاسرائيلي وذلك في تشرين أول من العام 1948.
لقد لعب الشيوعيون العرب الفلسطينيون بالتعاون مع رفاقهم اليهود في إطار الحزب الشيوعي الاسرائيلي دورًا كبيرًا في المعارك التي خاضتها الجماهير العربية، منذ قيام دولة إسرائيل، ضد العنصرية وسياسة التمييز القومي التي اتبعتها الأوساط الصهيونية الحاكمة، وضد مشاريع نهب الاراضي العربية ومحاولات إغراق الجماهير العربية بالانسلاخ عن أصولها، ونجح الحزب الشيوعي الاسرائيلي في الحفاظ على هوية الجماهير العربية الفلسطينية، وتحويلها إلى قوة متماسكة قوميا ومتلاحمة نضاليا، وشكلت رافدا فعالا من روافد النضال العام الذي يخوضه الشعب العربي الفلسطيني في كافة مواقعه من اجل استرداد حقوقه الوطنية. وقد تعرض الرفاق الشيوعيون إلى الملاحقة والإقامة الجبرية والاعتقال التي طالت قيادات وكوادر الحزب وعلى رأسهم الرفاق توفيق طوبي، وتوفيق زياد، وإميل حبيبي، ود. اميل توما، والمئات حيث صمدوا في وجه الجلاد والطاغية.
ولم تنقطع الصلات الرفاقية بين الشيوعيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وجرى التنسيق بينهما، والعمل وبكل المسؤولية لتوحيد الشيوعيين الفلسطينيين في  حزب شيوعي فلسطيني مستقل يضم في صفوفه الشيوعيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومواقع الشتات المختلفة، وأخيرا نجحت كل الجهود، وتحققت الأمنية العزيزة على كل الشيوعيين الفلسطينيين والعرب والقوى الثورية والشيوعية في العالم، ففى العاشر من شباط عام 1982 أعلن عن إعادة تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني، وبهذا فقد توحد الشيوعيون الفلسطينيون وشكلوا حزبهم السياسي المعبر عن طموحاتهم الوطنية والاجتماعية، ولاحقا أعلنوا عن تغيير اسمهم  ليكون حزب الشعب الفلسطيني، وليستمروا في مسيرتهم  النضالية، ورفع راية الوطن والحزب عاليا، والدفاع عن قضايا شعبهم من اجل  الحرية والاستقلال والعودة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاشتراكية.

 

*الهوية الفكرية: "يعتمد الحزب في تحليله للواقع والمجتمع المنهج العلمي المادي الجدلي، المستند إلى منجزات العلم"*

 

كيف يمكننا أن نفهم ما يدور من حولنا من أحداث، وتطورات، وصراعات، وحروب، واستعمار، واستغلال، وانتفاضات؟؟ كيف يمكننا فهم الأسباب الحقيقية لمشاكل  الفقر، والبطالة، والمجاعة، والحروب الاثنية والعرقية والمذهبية في البلدان النامية؟؟ كيف يمكننا مواجهة الظلم القومي والطبقي والاجتماعي؟؟ كيف يمكننا التخلص من أساليب الشعوذة والسحر والفكر الظلامى الذي يمحو سلطة العقل والتفكير الانساني؟ إن هذا يتطلب أن يعرف الإنسان ما يدور حوله من ظواهر وأحداث، وان يفهم الواقع فهما علميا، ليستطيع تغيير هذا الواقع سواء كان في الطبيعة آو المجتمع، انه بحاجة إلى أداة ومنهج يدله على الطريق لتحقيق الهدف.. فما هو المنهج الذي بواسطته يمكن فهم العالم وظواهره المختلفة في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري؟
إن المنهج العلمي المادي الجدلي هو الطريق الذي يسلكه المناضلون والثوريون للتخلص من كافة أشكال الظلم الذي يتعرض له الإنسان، انه أداتهم للتغيير الذي أثبتت جدواه وصحته الحياة والتجربة والواقع، ونحن اليوم إذ نخوض نضالا وطنيا وطبقيا واجتماعيا ضد الاحتلال الاسرائيلي وضد الظلم الاجتماعي، والقهر الذي تتعرض له الجماهير الشعبية من عمال ومزارعين ونساء وشبيبة ومثقفين ثوريين بحاجة إلى هذا المنهج فهو الأداة الحقيقية والسلاح الجبار في معارك التحرر والفكر،    يعلم الجماهير معاني الكفاح والتضحية، وان قبل تسليح الايادي لا بد من تسليح الرؤوس، يجعلها تؤمن بأن لديها إمكانيات لتغيير الواقع المأساوي والظالم، تؤمن بالمستقبل وبحتمية الانتصار.
إن المنهج العلمي يستخدم في تفسير كافة الظواهر في هذا العالم، طبيعية أو اجتماعية أو فكرية وهي تستند في قاعدتها الأساسية على المنهج العلمي المادي الجدلي، وقوانين التطور في الطبيعة والمجتمع، إن هذا المنهج وقاعدته الأساسية تقر بأن المادة هي الأصل، وان الوعي هو انعكاس للمادة في حركتها وتطورها، كما يؤكد أن الوعي الاجتماعي هو انعكاس للواقع الاجتماعي.
إن العلوم بكافة فروعه، يتناول كل فرع منه بالدراسة والبحث والتحليل والتفسير ظاهرة معينة في هذا الكون سواء أكانت هذه الظاهرة علمية أو طبيعية أو كيميائية أو رياضية أو اجتماعية لكن المنهج المادي الجدلي يتناول أشمل واعم القوانين التي تخضع له كافة  الظواهر، والتي لا تستغني العلوم عنها. إن أهم صفة للمنهج المادي الجدلي انه ينظر إلى الأشياء والمعاني في ترابطها بعضها ببعض، وفي العلاقة المتبادلة بينها، وفى  تأثير كل منها في الآخر، وما ينتج عن ذلك من تغيير وتطور، وفى دراسة ميلاد الظاهرة وتطورها وزوالها.
المنهج المادي الجدلي (الديالكتيكي) باعتباره طريقة في التفكير ومنهجا في التحليل، بإمكانه المساعدة في التحليل والمعرفة، وفي فهم الماضي والحاضر، وإمكانية استشراف المستقبل والتعرف على سبل واتجاهات التغيير. إن المنهج المادي الجدلي هو أداة لا يمكنها تغيير الواقع، بل إن مهمة تغيير الواقع منوطة بالإنسان، بإرادة الناس والجماهير الشعبية حين تفهم الواقع وحركته، وتدرك تأثير قوانين التطور الاجتماعي. "إن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مختلفة ولكن المهمة الأساس في عملية تغييره" كارل ماركس.
إن كل  الظواهر في هذا العالم إما أن تكون مادية أي خارجة عن وعينا مثل (الأشياء، وعمليات العالم الخارجي) وإما فكرية روحية أي غير موجودة إلا في وعينا (المشاعر والأفكار والتفكير وغيرها). يوجد في الواقع أشياء يمكن أن نراها، أو نلمسها، أو نقيسها، تسمى بالأشياء المادية، وهناك من جهة أخرى أشياء لا يمكننا رؤيتها أو لمسها أو قياسها، ولكنها موجودة مع ذلك كأفكارنا، وعواطفنا، ورغباتنا وذكرياتنا ولهذا نقول إنها غير مادية بل فكرية. "المادة هي مقولة فلسفية للدلالة على الواقع الموضوعي الذي تعرفنا عليه إحساساتنا الواقع الذي تنسخه هذه الإحساسات وتصوره وتعكسه، ويوجد بشكل مستقل عنها" لينين.
ويمكن التعرف على الواقع الموضوعي وهذا العالم، وما يجري من تفاعلات مختلفة  فيه بواسطة إحساساتنا.
كل شيء في هذا العالم يتحرك ويتبدل، ولا توجد مادة، ولا يمكن أن توجد من دون حركة، والمادة لا تنفصل عن الحركة، فالحركة هي وسيلة وجود المادة، وإذا كان هناك سكونا فانه نسبى أما الحركة فهي مطلقة ، والمادية الجدلية لا تفهم الحركة فقط أنها انتقال ميكانيكي للأجسام في المكان فحسب، بل تفهمها على أنها شاملة كل تبدل بصورة عامة، وهناك أشكال أساسية للحركة بدءا من الحركة الميكانيكية، والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ثم الحركة الاجتماعية، ولهذا فان الجدلية تهتم بالحركة في كل أشكالها، وإذا كنا بحاجة إلى فهم المنهج العلمي المادي الجدلي فلا بد من فهم قوانين الجدل والتطور التي تحكم الحركة في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري إنها  قانون الترابط والتفاعل المشترك، وقانون تحول التغيرات الكمية إلى تغيرات كيفية (قانون التطور)، وقانون وحدة وصراع الأضداد (جوهر الجدلية وقلبها)، وقانون نفى النفي، بالإضافة إلى مجموعة من المقولات الديالكتيكية مثل العلاقة المتبادلة بين الظواهر كالسبب والنتيجة، والخاص والعام، والضرورة والصدفة ثم الإمكانية والواقع، وهذه لا يمكن الاستغناء عنها في عملية فهم الواقع ومحاولة تغييره، وكذلك نظرية المعرفة، ووديالكتيك الحقيقة المطلقة والنسبية، وأشكال التفكير ودورها في المعرفة، وأهمية الممارسة كأساس للمعرفة وقياس الحقيقة، وهذه تحتاج لدراسة متأنية وفهم حقيقي في كيفية عمل هذه القوانين.
إن حزب الشعب الفلسطيني الذي حدد بدقة هويته الفكرية المتمثلة في المنهج العلمي المادي الجدلي يدرك أهميته، ويسعى لاستخدامه في تحليل وتفسير مجمل الظواهر السياسية والاجتماعية والدمقراطية، وكسلاح لتغيير الواقع ومواجهة الفكر الظلامى الذي لا يسمح لسلطة العقل والتنوير أن تأخذ دورها في هذه الحياة، إن الفكر التقدمي العلماني الذي يتبناه سيعطيه القوة والدافعية لمناضليه الثوريين، في مواجهة الامبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية والرجعية، والعولمة المتوحشة، وسيسلح به رفاقه للنضال مع الجماهير الشعبية التي تحتاج  للوعي والتنظيم، من أجل التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، فليس ثمة حركة ثورية دون نظرية ثورية.

(غزة- فلسطين)
 talat_alsafadi@hotmail.com

السبت 29/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع