ساركوزي: سوريا تمادت والسعودية ومصر على حق!



حظي لبنان بحصة وافية من القمة التاريخية التي عقدها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في لندن، أمس، فقد وبّخا «تدخل» سوريا في لبنان، مؤيدين القرار «الصائب» للسعودية ومصر في خفض مستوى تمثيلهما في القمة العربية في دمشق، وذلك فيما وصفت القمة البريطانية ـ الفرنسية بأنها مجرد «إعلان عن نوايا»، في ما خلا توقيع صفقة دفاعية بقيمة 16.7 مليار دولار.
وفي ختام يومين من المحادثات البريطانية ـ الفرنسية الاعلى مستوى منذ 12 عاماً، والتي عقدت في ملعب نادي «أرسنال» الشهير لكرة القدم (الذي يضم لاعبين فرنسيين)، تناول ساركوزي الأزمة اللبنانية، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع براون، قائلاً إن «بعضنا وجّه رسائل واضحة جداً إلى الرئيس السوري (بشار الأسد) بأن لبنان بلد حرّ ومستقلّ ولا يحتاج إلى دولة أخرى تحاول إدارة شؤونه بدلا منه... وعليه أن يدعَ اللبنانيين وشأنهم».
أضاف ساركوزي «عندما تقرر هاتان الدولتان (السعودية ومصر) عدم الحضور إلى قمة، فلذلك مغزى... وقد أرادا من وراء ذلك توجيه رسالة... لم تكتبها (هذه المرة) قوى غربية أو دولة عظمى أو الفرنسيون، بل أشقاؤه العرب من يقولون له (للاسد): كفى»، متابعاً «أعتقد أنهما على حق، لأن سوريا تمادت».
بدوره، دعا براون دمشق إلى «الكف عن التدخل في الشؤون اللبنانية، وترك اللبنانيين يقررون أمورهم بأنفسهم». وقال «نحن جميعاً قلقون إزاء الأوضاع التي يشهدها لبنان، وعدم قدرة اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد، ومن تدخل سوريا في الشؤون اللبنانية. وهذا القلق لا يقتصر علينا وعلى أميركا وأوروبا فقط، بل أبدته أيضاً دول عربية بهذه الطريقة الواضحة».
اتفاقات ثنائية
رغم أن ساركوزي وبراون أعلنا عن «تفاهم مدهش» في مختلف القضايا، إلا أن القمة لم تسفر عن اتفاقات ثنائية ملموسة، في ما عدا برنامجا لتأمين الدراسة لـ16 مليون طفل أفريقي بحلول العام .2010 ولذلك فالقمة كانت أقرب إلى إعلان حسن نوايا للتعاون في مختلف المجالات، خاصة مع إعلان الجانبين عزمهما عقد قمتين ثنائيتين كل عام، لمتابعة المحادثات والمشاريع المشتركة.
وشملت «نوايا التعاون» خاصة مجال التكنولوجيا النووية المدنية، حيث اتفق الجانبان على تقديم الصناعة النووية الفرنسية المزدهرة خبراتها لبريطانيا. وقد أعلنت شركة الكهرباء الفرنسية العملاقة «إي دي اف» بالفعل، عزمها بناء أربع محطات نووية جديدة في بريطانيا.
استراتيجياً، أكد الرئيس الفرنسي أنه سيقترح، أثناء قمة بوخارست في الاسبوع المقبل، تعزيز القوات الفرنسية المتمركزة في أفغانستان، معرباً عن رغبته في فتح نقاش «غير متحفظ» حول المسألة، أمام البرلمان الفرنسي. وذلك بعدما أثار قراره استياء المعارضة الفرنسية لأنه اتخذ من دون الرجوع إلى البرلمان.
مالياً، دعا الجانبان إلى تبادل الشفافية في بيانات مصارفهما حول «حجم خسائرها بسرعة وبشكل كامل... لإيجاد وسائل للتأكد من تقييم الاصول» الموجودة لديها. كما اتفق ساركوزي وبراون على تعزيز تعاونهما للتصدي للنفايات النووية، ومحاربة الهجرة غير الشرعية.
وعلى هامش القمة، أعلنت الشركة الام لـ«ايرباص» الفرنسية للطائرات، «إي آي دي اس»، أنها توصلت مع وزارة الدفاع البريطانية إلى صفقة لبيع صهاريج وقود جوية، بقيمة تصل إلى 16.7 مليار دولار. وكانت الشركة وقعت عقداً مشابهاً مع القوات الجوية الاميركية، في الشهر الماضي، بقيمة 35 مليار دولار.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي أي)
الجمعة 28/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع