منكم...؟ ومنا....!؟



تدوي في الثلاثين من آذار الجاري، ذكرى يوم الارض الخالد، صيحة الجماهير العربية المتجذرة في وطنها، المضمخة بعبير وعناق صيحة القوى اليهودية الشريفة الانسانية وفي مقدمتها رفاق الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي واعضاء الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، متحدية اصرار حكام اسرائيل على انتهاج سياسة التمييز العنصري مؤكدة لهم: منكم العنف ومنا العنفوان، منكم الاصرار على اقتلاعنا من وطننا الذي لا وطن لنا سواه، ومنا الصمود والرسوخ والتجذر اكثر في ارضنا التي وقعنا وثيقة استملاكها وحبها والتشبث بها بالدماء والاستعداد الدائم لافتدائها بما تريد لتظل فينا ولنظل فيها الى الابد.
نعم، ستدوي صيحتنا الانسانية المدوية على مدى(24) ساعة يوميا، والتي لها طعما
خاص في ذكرى يوم الارض، مؤكدة للحكام الذين يصرون ورغم فشلها، على انتهاج
سياسة جعلنا حطابين وسقاة ماء، نعم سنكون حطابين، ونعتز بذلك لاننا دائما سنكون
حطابين للسياسة العنصرية التي ترفض استيعاب عبر التاريخ وترفض التعامل معنا باحترام وكرامة، وسنكون الى جانب كوننا حطابين، سقاة ماء عذب والمتجسد بأفكار
ومبادئ وقيم النضال الانساني والتآخي والتعايش باحترام وكرامة وتعاون مشترك لدوس سياسة التمييز والاحتلال والحرب والاستيطان.نعم، منكم الرصاص والغاز المسيل للدموع والقنابل ومنا الدماء والدموع والعرق المتصبب عن جباهنا الشامخة، والتي تضمخ الارض والتراب، ليصبحا اخصب واقدس واطيب.منكم دوي المدافع والقنابل والمتفجرات وهدير الطائرات الحربية والصواريخ ونعيق الغربان وفحيح الافاعي ومنا الغناء المحب للحياة والتعايش اليهودي العربي الانساني، باحترام ومساواة ومحبة وتعاون لما فيه مصلحة وسعادة وكرامة ابناء الشعبين، وصون وتعميق انسانية الانسان وجمالية قيمها ومشاعرها وممارساتها، منكم تشويه الارض بالقواعد العسكرية ومنا زراعتها بالحدائق والورود وغمرها بالمحبة والتشبث بها.منكم النهج الاسود والافكار السوداء والضمائر السوداء لقتل الابتسامات على وجوه وشفاه خاصة الاطفال وحرمانهم من السعادة والفرح والطمأنينة والالعاب في ظل السلام العادل والشامل والراسخ والدائم، ومنا النهج الانساني الانساني للحفاظ على الابتسامات والسعادة والفرح للمواطنين واطفالهم.
نعم، منكم ادارة قفا الثور لهموم الناس، ومنا ادارة وجه الملاك لهم ليكونوا بلابل الجنة، ويغردوا دائما للحياة وجماليتها في نفوس وقلوب وشرايين وضمائر وعقول الجميع، منكم الحقد على كل ما هو عربي ومنا الحقد على الاحتلال وسياسته واهدافه وليس على اليهود، منا العمل الدائم على عقد حلف الحياة بين ابناء الشعبين ليعيشوا باحترام وكرامة وتعاون وانجاز كل ما يفيدهم ويعمق مشاعرهم الانسانية الجميلة، ومنكم العمل الدائم لابقاء تحالفكم مع الشيطان المتجسد بالعنصرية وسياسة الابرتهايد ودوس القيم الانسانية الجميلة ومنكم الاسلاك الشائكة وزرع الالغام والابواب المغلقة في وجه الصداقة والمحبة والتعاون وحسن الجوار ونبذ العنصرية، ومنا الاصرار على تحطيمها وتفكيكها واقتلاعها، منكم
تلطيخ الحياة ودوس جماليتها وحرمان الاكثرية من سعادتها وقيمها الجميلة ومنا
النضال والفعاليات واللقاءات اليهودية العربية، من اجل الانسان وسعادته ورفاهيته بغض النظر عن قوميته ودينه ولغته، منكم المواد السامة لقتل شجرة الحياة الخضراء وثمارها الطيبة ومنا المواد التي تحفظ شجرة الحياة الخضراء الجميلة وجذورها واغصانها واوراقها الاممية ليتفيأ في ظلها جميع الطيبين من الشعبين، وليعملوا دائما باحترام وتفاهم وتنسيق لمكافحة وابادة حشرات واوبئة العنصرية وسموم الاخطار الفاشية، من معرفة وتذويت معنى مثلنا الشعبي القائل: الباب الذي تأتيك منه الريح سده واستريح، ومنا النضال لإحكام اغلاق ذلك الباب ومنكم الاصرار على ابقاء باب سياسة التمييز العنصري وفرق تسد والضغوط لقطع ارتباطنا بالارض، فمنكم الرياح المسمومة ومنا المواقف المحمودة لمواجهتها واغلاق بابها من خلال النضال اليهودي العربي المشترك خاصة نضال الشيوعيين والجبهويين الذي هو البلبل المغرد دائما على شجرة الحياة الخضراء والذي اثبت الواقع على مدى عشرات السنوات ان السلطات وبكل قواها الظالمة واساليبها البشعة
وامكانياتها الكثيرة وضغوطها المختلفة، عجزت وتعجز وستعجز عن خنقه وقتل تغريده.
منا روح المسؤولية التي تعني العمل من اجل كرامة الانسان واقرار وتوطيد السلام
الحقيقي ومنكم الاستهتار بحقوق وكرامة وسعادة وراحة بال الناس ودوسها، منا السعي لاقناع الجماهير بتذويت الحقيقة المتجسدة في ان انهاء الاحتلال يمكّن ابناء الشعبين من العيش حياة طبيعية وحل المشكلات الاجتماعية وبدون انهائه ونبذ اهدافه ومفاهيمه، لن تنعم المنطقة واسرائيل بالذات لا بالسلام ولا بالامن، فما هو الافضل تخليد النزاع والاحقاد والمآسي الناجمة عنهما، ام وضع حد نهائي لذلك واغلاق الباب الذي تأتي منه الريح السموم كليا ونهائيا والى الابد؟ منكم الحقيقة المتجسدة في ان الحكومة بدل الاتجاه لتلبية نداء الحياة القائل لها ان عليها دفع متطلبات السلام العادل والراسخ والدائم وبدون تلكؤ والكف عن القيام بدور كلب الحراسة للمصالح الامريكية في المنطقة، تهرول الى مواقع التطرف اليميني المعادي للحياة وقيمها الانسانية الجميلة.
نعم، منكم السياسة العنصرية القذرة والموبوءة بجراثيم الفاشية ومنا التصدي لها وتمريغها في الوحل، منكم تحجر الضمير ومنا شرفه وجماليته وانسانيته، منكم الاحزاب اليمينية والفاشية ومصالحها ومنا الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي الاممي، العمود الفقري للجبهة، الحزب الشيوعي الاممي الذي اثبت على مدى تسعين عاما من النضال انه المبخرة الملأى بالمسك والعبير، وبجمالية الافكار والمشاعر والاهداف الانسانية، ومن تلك الاهداف، النضال اليهودي العربي المشترك، لكي تكون الدولة جارة حسنة ودولة سلام ومودة وصداقة تمد يدها الانسانية الخالية من المخالب الى الجيران، للتعايش الانساني الحقيقي والتعاون من اجل كل ما يعمق القيم الانسانية الجميلة ويخنق كليا ويمنع منعا باتا نعيق الغربان العنصري وفحيح الافاعي السامة.

سهيل قبلان
الجمعة 28/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع