كل التحيات النضالية لحزب أكيل القبرصي



بكل سعادة وسرور تلقى الشيوعيون ودعاة السلام في إسرائيل البشارة في انتخابات 24.2 (الدورة الثانية)، لرئاسة قبرص، انتخب الشيوعي، سكرتير عام حزب أكيل، دميتريس خريستوفياس، لرئاسة قبرص.
هذه البلاد شريكة لنا ولدول الشرق الأوسط- شريكة لنا في النضال ضد الامبريالية ووكلائها، ومن أجل الوحدة والاستقلال والسلام.
النضال في منطقتنا صعب. العراق، وقمع الشعب الفلسطيني، وفي هذا الوضع، فإنّ نتائج الانتخابات في قبرص هي أمر مشجّع ومفرح. وإنّه لأمر مشجع أيضًا أن نقرأ في صحافتنا المحلية، بتاريخ 25.2، عن فوز شيوعي برئاسة قبرص.
وكجزء من هذه الفرحة، تذكّرت زيارتي إلى قبرص. زيارتي الأولى إلى قبرص كانت في العام 1946، فقد وصلت قبرص عندما كانت لا تزال خاضعة للحكم البريطاني. أكيل كان في حينه حزبًا "غير قانوني". سافرت حينها إلى نيقوسيا، إلى مؤتمر بدعوة من حركة الشبيبة التابعة لحزب أكيل، وتم استقبالي بفرح كبير. وعلى الفور خلقت بيننا علاقات رفاقية، وهم اهتموا بشكل خاص بما يجري في فلسطين. وبعد ثلاث سنوات، زار سكتير عام شبيبة أكيل في فلسطين، واهتم بشكل خاص بما يجري هنا، وساعدناه أن يلتقي مع شخصيات فلسطينية. رجال المخابرات اكتشفوا موضوع اللقاءات مع الشخصيات الفلسطينية، وسجنوا سكرتير عام شبيبة حزب أكيل، وبعدها قدّموه للمحاكمة، وترافع عنه المحامي أمنون زخروني. وكان الحكم حبسه نصف سنة، ورتّبنا تحركات احتجاجية هنا وفي قبرص، للمطالبة باطلاق سراحه.
استمرت العلاقات واللقاءات مع رفاق من قبرص، وكانت اللقاءات حميمة ورفاقية وبرز فيها التضامن التام مع نضالنا في هذه البلاد من أجل المساواة وضد الاحتلال. وفي أحيان متقاربة زرت قبرص حيث عاش ونشط عدد من الأصدقاء الفلسطينيين من منظمة التحرير الفلسطينية. وصدرت في نيقوسيا صحيفة ناطقة بلسان منظمة التحرير الفلسطينية. كانت زياراتي مخصصة على وجه الخصوص للقاء الرفاق والأصدقاء في منظمة التحرير الفلسطينية ولإجراء محادثات حول النضال في الأراضي المحتلة. في ذلك الوقت عقدت لقاءات مع ممثلي منظمة التحرير، ومع دعاة سلام من أحزاب أخرى في إسرائيل. وعقدت هذه اللقاءات كلها في قبرص، وساعد حزب أكيل في ترتيبها. وكان محور هذه اللقاءات موضوع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، 242 و338، ومبدأ دولتين لشعبين، اسرائيل وفلسطين. وأذكر كيف أنّه في العام 1988، عندما عقد مؤتمر لمنظمات السلام من أجل دعم النضال ضد الاحتلال ومن أجل الاستقلال والسلام للشعب الفلسطيني، وهو مؤتمر دولي تم تنظيمه من قبل الأمم المتحدة، في جنيف، وحضره رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في حينه، ياسر عرفات. وقبل الافتتاح دعينا توفيق زيّاد وأنا للمشاركة في المؤتمر ولقاء عرفات. وفي اللقاء بشّرنا عرفات أن قيادة منظمة التحرير قررت قبول قرارات مجلس الأمن والنضال من أجل دولتين مستقلتين، اسرائيل وفلسطين.
وفي المؤتمر ألقى عرفات كلمة، أعلن فيها هذا الأمر، وكان أول من بارك لنا بهذا القرار هم الرفاق من حزب أكيل.
كما قلنا، فقد أجرينا عشرات الزيارات واللقاءات المتبادلة، وشاركنا في مؤتمرات في قبرص وهنا، ودائمًا كانت مواقفنا من مختلف القضايا متشابهة. وتطورت علاقات الصداقة بين رفاق من الحزبين، الشيوعي الاسرائيلي وأكيل. وتستمر هذه العلاقات حتى يومنا هذا، لذا فمع تلقي نبأ انتخاب دميتريس خريستوفياس رئيسًا لقبرص، رأيت من المناسب كتابة هذا المقال. خريستوفياس تعلم في بلغاريا سوية مع رفاق من قبرص، وكان عضوًا في اللجنة المركزية لأكيل، مختصًا في الاقتصاد.
علاقاتنا الطيبة مع حزب أكيل سوف تستمر، وكان مفرحًا جدًّا سماع أنّه من أجل الفوز بالانتخابات تحالفنا مع الاشتراكيين وحزب الوسط، وهكذا استطعنا الحصول علىى أغلبية من أجل انتخاب خريستوفياس رئيسًا لقبرص.

عوزي بورشطاين
السبت 22/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع