للأم في عيدها قبلة وعهد...!؟



مع اطلالة الربيع يوم غد السبت، تحتفل الام في كل مكان، اليوم الجمعه، بعيدها العالمي. واذا كانت الارض تلبس فستانا مزركشا يشد العيون ويبهرها ويضمخ النفوس والقلوب بالطيوب والشذى والرياحين ويشنف الآذان باجمل الالحان المتجسده في زقزقة العصافير وشدو البلابل وهفهفة النسائم النديه الطيبه وخرير السواقي وهديل الحمائم وتراقص الاغصان وحفيف اوراق الشجر، لتجسد وتعكس بذلك امومتها المقدسه ومحبتها لابنائها في كل مكان،داعية اياهم للحفاظ على جماليتها وقدسيتها وان يكونوا افراد اسرة واحده، وينبذوا الشر والاحقاد والفساد والظلم والضغائن وكل الافكار والممارسات التي تشوه نفوسهم وتسلبها جماليتها وتلطخ ضمائرهم وتسلبها حنانها وطيوبها وتحجر قلوبهم وتسلبها رقتها وعطفها وحبها لها مؤكدة لهم، انها مرت بعهود وعصور كثيرة، وعانت فيها كثيرا من ممارسات ابنائها خاصة في العهد الحالي المتميز بالكراهيه والاحقاد والعداوات بين البشر وكثرة العلق البشري الذي يصر على مص الدماء وتشويه جمالية النفوس وجمالية الارض.فان الامهات على عكس الارض، فانهن يرتدين فساتين مختلفة، منها الجميل الفتان ومنها المترهل البشع ومنها الملوث بالاوحال المتناقض كليا مع الامومة الحقيقية وعواطفها الانسانيه الجميله وحبها لابنائها وخاصة اولئك اللواتي في مواقع اتخاذ القرارات السياسيه وغيرها من القرارات في مجالات اخرى. وساسمح لنفسي بالقول، ان المسؤولة في اي منصب كان وفي اي مكان في العالم، تسمح لنفسها باتخاذ قرار ليس في صالح الناس وتكون نتائج تنفيذه سيئة وضاره، وتسعى لدوس الكرامه الانسانيه وجمالية النفس الانسانيه والقيم الانسانيه الجميله، فانها بذلك تضع علامة سؤال على مدى صدق وجمالية خصال الامومة فيها وتدوس بذلك على قيم الامومة وجماليتها.
اليوم عيد الام، والام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق، والسؤال الذي يطرح نفسه بالذات في هذا اليوم، ما هو وضع الامهات خاصة اليهوديات في الدولة؟؟ ويقدم الواقع الاجوبة المأساوية المؤلمة التي تؤكد ان عاطفة الامومة تلوثت كثيرا بالافكار العنصريه والاحقاد العنصرية والنوايا العنصريه، وفي اعتقادي ان الام التي تشجع ابنها على حمل السلاح وتنمي فيه الغرائز الوحشيه والمشاعر والافكار العنصرية وتحثه على سهولة الضغط على الزناد وقتل العربي والتعامل معه باحتقار واستهتار واستعلاء عنصري تضع بذلك علامة سؤال كبرى حول امومتها ومدى انسانيتها ومدى صدق تلك الامومه!
وبالذات في عيد الام تبرز الاهميه الكبرى لمعانقة وتبني الافكار والقيم والاهداف الشيوعيه، لانها هي اجمل الامهات التي هدفها احتضان البشريه كلها في بيت واحد وكاسرة واحده تغمر افرادها كلهم بعاطفة الامومه الطاهرة والمقدسة وتعمل لكي يكونوا سعداء دائما، يغمرهم الفرح والطمأنينة، ولان الشيوعيه تفتح امام البشريه كلها آفاقا عملاقة واهمها انها تضمن لها سلما ابديا وهذا اهم شيء في تقارب البشر وتعاونهم وتآخيهم وتوثيق علاقاتهم وتقوية المحبه بينهم ولأنها ستحرر البشريه كلها والى الابد من القلق على المستقبل وستضمن ان يكون الانسان للانسان وبغض النظر عن الانتماء واللغة صديقا وشقيقا وستعمق الانسانية الجميلة وقيمها الجميله واهدافها الجميلة في الانسان وتضمن ان السير على طريقها يقود حتما الى جنة الشعوب الملموسة والحقيقية وفيها بالذات لا تتلوث عاطفة الامومة ومشاعرها بالاحقاد العنصرية.
نعم ان اجمل هدية في عيد الام هي نبذ الرأسمالية بكل ما فيها من ممارسات واهداف وافكار وقيم عنصريه واستغلاليه ونوايا سيئة ودوس القيم الانسانية والدوس على عاطفة الامومة ومشاعرها النبيلة من خلال تلويثها بالعنصرية والافكار التي تتناقض مع جمالية المحبة والحياة وعاطفة الامومة، لذلك يجب نبذ الرأسمالية وقيمها الوحشية المتجسدة في الواقع الذي تعيشه البشرية اليوم في كل مكان ويتميز بنعيق الغربان وفحيح الافاعي، بينما الشيوعية تقدم للبشرية كلها وبالذات للامهات، الغناء الجميل الذي يملأ الكون كله بالحب والحياة والجمال والانتعاش والسعادة وراحة البال لأنه غناء التآخي والقضاء على الاستغلال والحروب والكراهية والعداوات والاستهتار بحياة الانسان ومتطلباتها، ولانه في ظل الشيوعية يغمر اشراق البهجة والفرح والسعادة والمحبة والتآخي وحب الحياة للناس جميعا، لأن المبدأ الاسمى في الشيوعية هو كل شيء لخير وسعادة الانسان.
نعيش في فترة بعد تراجع وانهيار الانظمة الاشتراكية، وعربدة رؤساء وحكومات الدول الرأسماليه وفي مقدمتها الامبرياليه الامريكيه، ولكن كل ذلك مؤقت وبغض النظر عن الفترة التي سوف يستغرقها، لأن تراجع الانظمه الاشتراكيه هو اشبه ما يكون، بانكماش الزهرة، فالزهرة تنكمش لا لتموت بل لتحتضن بذورها في التراب وتلك البذور ولوجود من يرعاها ويمدها بمقومات النهوض والحياة والاستمراريه في نفح العبير الشذي الطيب، ستنهض زهرات جميلة من رميمها لان هناك من يرعاها في كل مكان. ولان الجماهير في كل مكان يمكن تضليل نفر قليل منها كل الوقت وتضليل بعضها بعض الوقت ولا يمكن تضليلها كلها كل الوقت، ولأنها قادرة في النهاية وبغض النظر عن الفترة المطلوبة لذلك، على احياء العظام وهي رميم ولأنها لا تموت وتتميز بالحياة وحب الحياة.
للأم في عيدها العالمي قبلة مضمخة بالاحترام والتقدير وعهد يتجسد دائما بالتمسك بالافكار والمبادئ الشيوعيه وبالاهداف الشيوعية وخاصة صون عاطفة الامومة ومنع تلويثها بالمشاعر العنصرية والحيوانية، لان المجتمع القائم على الاستغلال عاجز عن تأمين الحرية والمساواة وكرامة الحياة والاخوه بين الناس، ويسعى لتعميق الخلافات بين الناس لتظل جماعات الاستغلال ونهب الخيرات الطفيلية تدير شؤون الحياة غير آبهة وبناء على الواقع الملموس بالجماهير وحقها الاولي في العيش باحترام وكرامة وراحة بال.

سهيل قبلان
السبت 22/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع