*البطريرك ثيوفيلوس يحل ضيفا على مجلس الطائفة في الناصرة *رئيس البلدية جرايسي يؤكد على أهمية الحفاظ على العقارات الوقفية وعدم تسريبها لجهات استيطانية *رئيس المجلس عليمي يدعو البطريرك لتخصيص أراض وقفية في الناصرة لبناء مدرسة ومشاريع حيوية أخرى *رئيس الهيئة التمثيلية حكيم: يؤكد على أن فتح صفحة جديدة في العلاقة مع البطريركية يجب ان تكون مبنية على الاحترام المتبادل، وتفهم مصالحنا واحتياجاتنا الوطنية*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- حل غبطة البطريرك الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث، أمس الخميس، ضيفا على مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، في اول لقاء عمل بين الجانبين، وهو استمرار للقاء سابق عقد في مقر البطريركية في القدس المحتلة، وكان من أبرز نقاط اللقاء قضية الأوقاف الارثوذكسية العامة في البلاد، ومستقبل العلاقة بين الكرسي البطريركي وأبناء الطائفة، وتلبية احتياجاتها المختلفة.
وجرى استقبال مهيب لغبطته، بحضور رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي، وسيادة مطران الناصرة كرياكوس، ولفيف من رجال الدين، ورئيس مجلس الطائفة المربي خليل عليمي، ورئيس الهيئة التمثيلية للطائفة الدكتور عزمي حكيم، وعدد من أعضاء الهيئة التمثيلية والمجلس.

وبعد زيارته إلى الكنيسة، عقد حفل استقبال، افتتحه رئيس الهيئة التمثيلية الدكتور حكيم، الذي أكد على رغبة بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البطريركية، وتوقف في كلمته عند قضية الأوقاف الأرثوذكسية التي قال فيها، نعرف جميعا، إننا نرى في الأوقاف عنصرا هاما، كونها وقفاً لصالح جميع أبناء الطائفة، ولكن بشكل خاص، وفي ظل الظروف السياسية التي تعيشها منطقتنا وشعبنا، فإننا نرى فيها حلقة هامة تساهم في بلورة مستقبل المنطقة.

وأكد حكيم، اننا شعب يطمح لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب إسرائيل، وهناك مساحات شاسعة من هذه الأوقاف تقع في نطاق الدولة التي نطمح لقيامها، ولا نريد أولا، أن تخرج من أيدي الطائفة كليا، وبشكل خاص لا نريد أن تقع في أيد سوداء استيطانية طامعة، تستغلها لنسف أي حل سلمي في المنطقة.

وألقى رئيس مجلس الطائفة المربي عليمي كلمة قال فيها، إن الإدارة الجديدة لمجلس الطائفة، ومنذ اللحظة الأولى لتسلمها مهامها، انطلقت لتنفيذ مشاريع مكثفة، يلمسها أبناء الطائفة، وأبناء المدينة عامة، وهو يُسخر كل موارده وطاقاته من اجل النهوض بمؤسسات الطائفة المختلفة، والنتائج ملموسة، مثل النهضة في مركز الأحداث الذي يحتضن المئات من أبناء المدينة، والنوادي والمؤسسات الأخرى.
وأكد عليمي في كلمته على وجود كم من المشاريع التي بحاجة إلى دعم من البطريركية، بما فيها تنفيذ وعود سابقة لتخصيص اراض وقفية لهذه المشاريع، وأضاف، أن المجلس الجديد وضع نصب أعينه، أيضا، الهيئة العلمانية العامة لأبناء الطائفة، المؤتمر الأرثوذكسي، الذي هو في هذه الأيام بصدد بناء هيئاته القيادية الجديدة، التي نطمح ان تمثل بشكل حقيقي مصالح أبناء الطائفة والقضايا التي تهمهم.

وكانت الكلمة لرئيس البلدية المهندس جرايسي، الذي توقف بشكل خاص عند قضية الأملاك الطائفة الارثوذكسية في البلاد، والاطماع الاستيطانية بها وبشكل خاص تلك الواقعة في داخل ومحيط مدينة القدس ومناطق أخرى في الضفة الغربية، التي أي تفريط بها، لن يكون مجرد مس بمصالح الطائفة، وإنما سينعكس على مستقبل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ودعا جرايسي غبطته إلى النظر لتجارب السنوات الماضية، وما جرى في قضية الأوقاف، داعيا إلى وضع حد لما جرى في هذا المجال، وفي نفس الوقت التعامل مع مؤسسات الطائفة العلمانية كهيئات شرعية تمثل أبناء الطائفة، خاصة وان ما يميزها أنها تنتخب بشكل ديمقراطي في مختلف المدن والقرى حيث يتواجد أبناء الرعية.

وألقى غطبة البطريرك كلمة شكر فيها مضيفيه، ووعد بأن يتم فعلا فتح صفحة جديدة في العلاقة بين البطريركية وأبناء الطائفة، وأيضا في مسألة إقامة المجلس الديني العلماني المختلط، وفي ما يتعلق بقضية الأوقاف، فقد وعد بوقف عمليات التفريط بها، وقال، "لقد تعلمنا في هذا المجال دروس من سبقونا في هذا المنصب".

ثم عقد اجتماع مغلق مع قيادة المجلس والهيئة التمثيلية، وتم فيها عرض ورقة عمل، تحمل تصور المجلس والهيئة التمثيلية لطبيعة العلاقة مع البطريركية، وبنود أساسية تحمل مطالب الطائفة في مختلف المجالات، ومن بينها احترام الهيئات العلمانية ومسألة الأوقاف وتمويل مشاريع خاصة في الناصرة، ومن أهمها تخصيص ارض وقفية لإقامة مدرسة للطائفة.
ووعد البطريرك بدراسة المطالب، إلا أنه أبدى تجاوبا كبيرا مع مطلب إقامة المدرسة، كما تم الاتفاق على إقامة لجنة مشتركة لمتابعة كافة القضايا التي تم طرحها في الاجتماع وورقة العمل.