كلمة <<الاتحاد>>
خطة شارون - بالون شارونيّ

تشير التوقعات انه منتظر ان يتم في هذا الاسبوع اللقاء بين اريئيل شارون ورئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع (ابو العلاء)، وعمليًا فقد افرغ شارون هذا اللقاء من مضمونه حتى قبل انعقاده. فشارون ينطلق من ان احتمال التوصل الى اتفاق مع حكومة ابو العلاء يقترب الى الصفر، ولهذا بث رسالة سياسته في مؤتمر هرتسليا بطرح "خطة فك الارتباط" من طرف واحد.
وهذه الخطة ليست اكثر من بالون شاروني تضليلي جاء ليؤكد انه لا يوجد اي رابط يجمع بين سياسة شارون حكومة الاحتلال والاستيطان اليمينية وبين احتمالات التقدم نحو التسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية وبشكل يوقف حمام دم الصراع ويبني القواعد الراسخة للسلام والأمن والاستقرار. فخطة فك الارتباط مبنية على أساس ان الطرف الفلسطيني سيرفض تنفيذ خطة خارطة الطريق حسب الرؤية الاسرائيلية والشروط الاملائية الاسرائيلية التي ذكرها شارون عند عرض خطته امام مؤتمر هرتسليا، وخاصة، تفكيك بنية الفصائل الفلسطينية واجراء اصلاحات تقود الى اقامة سلطة فلسطينية بديلة من حيث منهجها ونهجها السياسي للسلطة القائمة المتمسكة بثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وعندها تقوم حكومة الاحتلال اليمينية بتنفيذ برنامج شارون المعروف وذلك برسم خارطة حدود الحل الدائم وبشكل يحشر شعب الانتفاضة الفلسطينية على رقعة من الارض لا تبلغ نصف مساحة المناطق المحتلة. وبنود الاتفاقية تؤكد ابعاد الخطة التصفوية الشارونية التي تنتقص من حق السيادة الاقليمية السياسية الفلسطينية على ارضهم المحتلة، ولعل ابرز هذه البنود تتمحور حول اعادة انتشار الاستيطان الكولونيالي وذلك من خلال نقل مستوطنين من مستوطنات هشة الى مستوطنات تخطط حكومة الاحتلال الاستيطاني الاحتفاظ بها في أية تسوية، كما يؤكد شارون، وتسريع وتيرة بناء جدار الفصل العنصري الذي يقطع أوصال الوحدة الجغرافية الاقليمية للضفة الغربية ويعزل القدس الشرقية المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة عن محيطها العربي الفلسطيني.

ان خطة فك الارتباط الشارونية، ليست اكثر من خطة زرع العراقيل في طريق التسوية السياسية والشروع في تنفيذها لا يعني سوى مواصلة تصعيد الصراع الدموي الاسرائيلي الذي لن يوفر ابدًا الامن والاستقرار والسلام. فاللجوء الى خطة فك الارتباط معناه تجاهل الطرف الآخر، الفلسطيني، وكأنه ليس بالشريك في عملية التوصل الى تسوية. ولن يكون مصير هذه الخطة سوى الفشل الذريع لانها تفتقر الى العدل والحق والمنطق.

("الاتحــــــــــاد")
الأحد 21/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع