الاسلام والغرب - يوميات شاعر فلسطيني يعيش في إيطاليا.



الرباط - عن منشورات اجراس المغربية بإدارة الأديب سعيد بوكرامة ومشاركة الصالون الأدبي  وجمعية الزيتونة الثقافية العربية الإيطالية يصدر كتاب الحكمة للشاعر الفلسطيني المتواجد حالياً في المغرب، وهو عنوان الكتاب بالعربية للكاتب د. صلاح محاميد وقد ترجمه بنفسه من الإيطالية. كتبه إثر أحداث أيلول والحملة الشوفينية الرخيصة ضد
الإسلام والعرب في الإعلام الإوروبي . يقول الكاتب : تعمد الغرب الإستعلاء على شرقنا، أيضاً قبل ظهور الإسلام، وبعد احداث أيلول طفت على السطح مفاهيم الأحكام المسبقة والتعبير عن بغض تاريخي دفين مما أدى الى حالة إستقطاب عالمية، ارادت ان تودي الى إشعال بؤر حربية في العالم خدمة لمصالح القليل من البشر الجشعين وضيقي الأفاق. وأكتشفت الجهل المتعمد لحضارتنا والتى تشكل الأساس والمفاتيح للشكل التكنولوجي العالمي . نشرت الكتاب عام 2002 بالإيطالية بعنوان "إسلامي"(منشورات سباتسيو كولتورا-كورتينا،إيطاليا، بإدارة الكاتبة ميلينا ميلاني Milena Milani
وقد وجدت كذلك الكثير من الأذان المضغية والأذهان المتفتحة التي ترغب الفهم الحقيقي لشكل وجودنا، وهذا طبعاً فضلاً للديمقراطية التي تعم هذه الأقطار. قصدت بترجمته للعربية التقديم للقارئ العربي عقلية الغرب وتوافق الكثير من أسس الإسلام مع تشعبات المفاهيم الثقافيةوالعلمية هنا وقريباً سيتوفر في المكتبات".


 
كلمه التقديم للبرفوسور اينيو روسينيولي Ennio Rossignoli في المنتدى الثقافي في صالون فندق سافويا الفخم في كورتينا-شمال إيطاليا، 4-8-2002


 
ألاسلام في نظر صلاح .. يوميات فلسطيني


صلاح محاميد شاعر فلسطيني يعيش في ايطاليا. نشر حديثا يوميات حربيه. أن السرد الهيكلي لزخم المحتويات المعقدة تشير الى شخصيه الكاتب المركبه وثقافته المتشعبه، غير ان عروجه على ضفاف الشعر الهادئه والمنسجمه تكسب طروحاته قوه الاقناع وطاقه في النسيج الكتابي. صلاح، قبل كل شئ شاعر، يملك الروح قبل اتقان الوسيله. يستوعب تقلبات الاحداث وينجح في بلورتها في قالب عاطفي. يومياته تذكرنا بشظايا الروح،البوئيماالتي نشرها حديثا، تلك الشظايا المتسلسله في ترابط عضوي وتصمد في وجه الاحداث اليوميه لابداع الحياه. لكن صلاح ايضا فلسطيني ينحدر من عائله عريقه ونبيله. ينتمي لشعب يجابه منذ قرن مأساه وحاليا يهوي الى القاع، مثيرا قلق العالم الذي ينظر من بعيد، كثيرا بعيد. مع هذا فان صلاح لا يفقد ألأتزان،لا يلجأ الى التطرف. وفي زمجرية هذه الاحداث يصحبنا الى عمق الكلمه وارشادات القرآن التي تنبذ  العنف . وهذا ما أشار اليه الرسول( صلعم) حينما سأله احد عن ماهية المسلم" المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" أجاب رسول الله. تبدأ اليوميات وتنتهي خلال شهر وفيها يحدثنا عن أشياء مهمه حول طفولته وسن يفاعه، يشرح فيها حول التربيه، روابط العائله، التقاليد والعادات الأصيله، المعتقدات الروحيه، حول تعامل ثقافته مع قضايا الحياه والموت، حول السياسه وتاريخ وطنه، وفي هذا يسجل تاريخ شعب يأبى أن يزول. يتخلل تلك الذكريات الذاتيه ملاحظاته حول الشرق والغرب، ردودة على ورد من مفكرين غربيين في صحافتنا خلال الحرب والتي تخص الاسلام. يستخلص القارئ بأن الديمقراطيه، احترام الغير، العمل الجماعي، تحمل الاختلاف في المفاهيم والاستعداد للفهم هي من المكونات الأساسيه لثقافه وشخصيه الكاتب . " إقرأ" أنها أول الآيات وتمثل حقيقه اسس الرساله الاسلاميه- مع انها ليس دوما وبتكامل مطبقه- تعلم وتفهم وعي الاخرين .هذه الاصاله تناقض تماما فهمنا ووعينا المزيف لارشادات الاسلام. في ايطاليا، عوضا عن بعض الندوات المتخصصه فإن الاسلام يناقش فقط من وجهه نظر التعايش، لكن هذا يحتاج الى فهم عميق وحساسيه عاليه لاستيعاب ماهيه الاسلام وكل اسهام ذكي يكون ثمينا. وهذا ما تحويه يوميات صلاح، كما نعرفه في كتبه الاخرى وفي مداخلاته الاعلاميه ومقالاته الصحفيه. إن رسالته واضحه، اسلامه متسامح، ليس ذلك المتقوقع متباهيا بانجازات اسلافه ومتسلحا بجدار يحميه من عالم مبهم، بل ذلك المتفتح الباحث حتى الرمق الاخير لاحتواء ثقافه ومعرفة الاخرين، وبصبر وثقه يستقبل اختلاف الاخر عنه ويستعد لتقديم المساعده والمساهمه في بناء الحضاره مع غيره. كتب صلاح" ليس الاسلام ان تربي ذقنا او ان تلبس حجابا أو دشداشه. على الاقل ذلك الاسلام الذين يظهروه على شاشه التلفزيون ليس اسلامي" . هكذا كتب وسيستمر بتوضيح حقيقه الاسلام حتى يصبح ايضا ملكنا".
ومن الجدير بالذكر توافق خروج الكتاب بنفس يوم زفاف الكاتب مع المبدعة المغربية زينب سعيد  . عرسين بيوم ومبروك للعريسين. 

الخميس 20/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع