لذكرى أربعين سنة على رحيل القائد الشيوعي والمناضل فؤاد خوري



الى الشباب الذين كانوا صغارا يوم رحل عنا فؤاد خوري الى الشباب الذين ولدوا قبل أربعين سنة ولم يتعرفوا على فؤاد خوري الذي أحب الصغار وأحب الشباب، نضع هذه الرسالة كي يسيروا مع رفاق فؤاد خوري الذين عرفوه وناضلوا معه وساروا في نفس الطريق وما زالوا يسيرون.
 ولد فؤاد خوري سنة 1919 ونشأ في حضن عائلة وطنيه، اسقته حليب المحبة والاخلاص للوطن وكره العبودية والاستغلال. كره التفرقة العنصرية تعلم النقمة على الاستعمار التركي والبريطاني والفرنسي وكل استعمار استعمر هذه المنطقة.
 بعد ان انهى دراسته الابتدائية في مدرسة كفر كنا حيث كان والده يعمل مديرا لهذه المدرسة انتقل الى الناصرة ليكمل الدراسة الثانوية، وبعدها انتقل الى كلية انجليزية "سنت لوكس" في حيفا وسميت على اسم مديرها "سامبل" ضمت هذه الكلية الطلاب من اليهود والعرب وفي أحد الأيام نشأ شجار بين الطلاب اليهود والعرب وعندما استنكر الطلاب العرب أمر الاعتداء عليهم لمدير الكلية ظهرت النوايا العنصرية عليه اذ قال لهم أن هذه الكلية أنشئت للطلاب اليهود حينئذ ثار غضب الطلاب العرب وأعلنوا الاضراب بقيادة فؤاد خوري ودام الاضراب فترة طويلة ونال تأييدا كبيرا من الطلاب وأولياء الامور مما اضطر المدير للاعتذار وتحسين ظروف الطلاب العرب.
 بعد أن انهى فؤاد خوري دراسته في كلية سامبل بتفوق اختير للتعلم في كلية دار المعلمين لتلقي علومه العالية وبعد تخرجه جاء الى الناصرة ليعلم في المدرسة الثانوية.
 بعد عودة فؤاد نصار من العراق تعرف اليه فؤاد خوري وعاشا معا في غرفة واحدة. وكونهما عاشا معا درسا كتاب رأس المال والاقتصاد السياسي ومواد ماركسية أخرى ومنها أعتنق الشيوعية وبسبب ميوله السياسية نُفي الى الخليل وانتمى الى عصبة التحرر الوطني عند تأسيسها.
 فؤاد خوري كان معلما قديرا ومثقفا سياسيا أحب هذه المهنة واعتقد أن "التعليم فن" كانت أول محاضرة له أمام جمهور المعلمين في أواخر السنة الدراسية سنة 1949 تحت عنوان "التعليم فن" وفي آخر تلك السنة فصل من التعليم من وزارة المعارف الاسرائيلية مع 500 معلم ومعلمة آخرين ولم يتراجع أو يطلب الاعتذار للعودة الى التعليم في وزارة المعارف ولكنه آثر ان يثقف ويعلم ابناء وبنات شعبه في الحزب الشيوعي.
 ناضل مع باقي رفاقه في الحزب الشيوعي( من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية عامة ولكسب الحقوق والمساواة القومية للمواطنين الفلسطينيين في اسرائيل كأقلية قومية ان كان في الحياة العامة أو العمل والصحة والتعليم. شارك في كل معارك شعبنا ضد سلب الارض والاضطهاد القومي ومن أجل حق الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم واقامة دولتهم المستقلة في حدود سنة 1967 ).
 قاد فؤاد خوري سياسيا واجتماعيا وثقافيا أول خلية للنساء والتي ضمت أكثر من 20 رفيقة حاضر أمامهن عن حقوق المرأة وضرورة مساواتها بالرجل في كل المجالات فتخرجن من هذه الخلية ليكن قياديات في الحزب والاحياء وفي حركة النساء الديمقراطيات وهكذا قدن معارك النضال ضد الحكم العسكري وسلب الارض ومن أجل المدرسة والتعليم وفتح أماكن العمل للنساء، ومن أجل الحقوق البلدية مثل مراكز الصحة للاطفال وايصال المياه للبيوت. ومازالت تعاليم فؤاد خوري تذكرها الرفيقات القديمات ويرددنها في كل مناسبة للشابات. في سنة 1955 قاد فؤاد حلقة دراسية ماركسية لثلاثين رفيقا يهوديا وعربيا عقدت في كفركنا لمدة شهر تعلموا فيها أن يكونوا قادة في فروعهم.
 قاد فؤاد خوري معركة انتخابات البلدية سنة 1954 بحكمة واقترح أن تكون الكتلة مشكلة من الحزبيين وغير الحزبيين وسميت الجبهة الشعبية وكانت الفكرة أنه بما أن الكثيرين من المتضررين هم أيضا غير الحزبيين واجبنا الا نتركهم دون نصير هذه الفكرة وهذا التوجه. جمع الكثيرين من ابناء الناصرة ومن كل الطوائف حتى حصل الحزب في تلك السنة على خمسة أعضاء بلدية شيوعيين وغير شيوعيين وهكذا قاد فؤاد خوري مع الحزب والاصدقاء في جبهة واحدة منذ سنة 1954 حتى سنة 1968 حين رحل عنا، تاركا أيضا قادة حكماء استمروا في هذا الطريق حتى اوصلوا سنة 1975 رئيسا شيوعيا بقيادة الجبهة الى بلدية الناصرة والتي تستمر في هذا النهج حتى الآن.
شارك فؤاد خوري في كل النضالات التي قام فيها شعبنا ففي سنة 1951 قام فؤاد خوري مع المحامي حنا نقارة الذي سمي محامي الارض بتأليف لجنة من وجهاء يافة الناصرة والتي صودرت أراضيهم باعتبارها أموالا متروكة وكأنهم تركوا البلاد ولكن بما أن أهالي يافة لم يتركوا البلاد جمعت هذه اللجنة هويات كل السكان وذهبوا فيها إلى الكنيست وإلى محكمة العدل العليا ورفعوا قضية ضد مصادرة هذه الاراضي لانها أراض غير متروكة وهكذا استطاعوا تحرير هذه الاراضي وارجعت لاصحابها ما عدا أرض فؤاد خوري واخوانه التي اعتبرتها السلطات أرض انشاء وتعمير بحسب القوانين التي سنتها الحكومة لمصادرة الاراضي.
 لوحق فؤاد خوري من الحكم العسكري عدة مرات وسجن أيضا عدة مرات. لا يمكن أن نكتب عن كل ما عاشه وعمله فؤاد خوري في مقال واحد ولن يتسع الورق لذكر مواقفه ونضالاته الكثيرة ولكن حتى يعرف الشباب بعضا منها وحتى يعرفوا تاريخ حزبهم ونضال شعبهم جئنا بهذا المقال حتى يسيروا بهذا الطريق وهذه المسيرة المشرفة.

(الناصرة)

سميرة خوري *
الخميس 20/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع