مع تزايد احتمالات بدء الحوار على أساسها:
"المبادرة اليمنيّة" تنتظر تدخّل "القيادات الأولى"



حيفا – مكتب الاتحاد – اعتمادًا على تصريحات الطرفين، راهنًا، يمكن القول ان المبادرة اليمنة لفضّ الانقسام الفلسطيني تحمل احتمالات نجاح جديّة. لكن هناك ثغرات لا تزال قائمة بين حركتي "فتح" و"حماس" وهي تؤخّر البدء بالحوار، إضافة الى ان المبادرة تحتاج فاعليّة "القيادات الأولى" في الطرفين..
وأعربت حماس أمس عن استعدادها للمصالحة مع فتحلكن على أساس حوار غير مشروط. وقال المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري إن الحركة تقبل مناقشة جميع بنود المبادرة اليمنية بطريقة شفافة ومنفتحة، مشيرا إلى أن المبادرة لم تطرح أي شروط مسبقة.
أما موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ورئيس وفدها فأكد أنه سيبلغ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بقبول الحركة المبادرة ومناقشة التصورات التي تمهد للحوار مع فتح.
وفي تصريحات نقلتها "الجزيرة" امس وصف أبو مرزوق المتواجد في صنعاء المبادرة اليمنية بأنها تصورات للحل سهلة التناول واضحة المعالم وتحتاج الدخول إلى المواضيع دون كثير من المقدمات. لكنه أشار إلى أن المشكلة لا تكمن في كيفية البدء ومحتوى المبادرات للحل وإنما في "الموقف السياسي من الحوار" مع حماس، معبرا عن أمله بأن يكون قبول الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمبادرة اليمنية جديا.
أما رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد فقال إنه إذا قبلت حماس المبادرة اليمنية "بكامل بنودها" فإن فتح ستكون جاهزة على الفور لبدء حوار وطني فلسطيني ليس فقط بين الحركتين فقط وإنما بين كل الفصائل الوطنية. وأضاف الأحمد، الموجود في صنعاء هو أيضًا ضمن وفد م.ت.ف.، أن النزاع ليس بين فتح وحماس وانما بين كل فصائل العمل الوطني وحماس، واعتبر أن "حماس معزولة من البداية حين استخدمت القوة المسلحة"..
ولم تخلُ الساحة من تحفظات، اذ أن نمر حماد أحد مساعدي الرئيس عباس رأى انه "من السابق لأوانه" معرفة متى تبدأ المحادثات بين فتح وحماس.
في السياق أكد عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف.، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) صالح رأفت -الذي يرأس وفدا للمنظمة للقاء الرئيس اليمني- موافقة المنظمة على بنود المبادرة اليمنية "كاملة ودون شروط". وأعرب عن أمله أن تقبل حماس بهذه المبادرة، معتبرا أن قبولها يفتح الطريق فورا لحوار وطني فلسطيني شامل.
وسيجري وفدا المنظمة وحماس محادثات منفصلة مع القيادة اليمنية حول المبادرة التي قدمتها صنعاء الشهر الماضي، لكن يبدو من غير المرجح تحقيق انفراجة في غياب رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
للتذكير: تتكون المبادرة اليمنية التي قدمت في شباط الماضي من سبع نقاط تستهدف "العودة بالأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه" قبل سيطرة حماس على القطاع، و"إجراء انتخابات مبكرة واستئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة 2005 واتفاق مكة 2007". كما تنص المبادرة وفق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على "إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها".
 تعزيزا لروح الحوار، رحّبت كل من الجبهة العربية الفلسطينية، وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة النضال الشعبي، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، وجبهة التحرير العربية في بيان نشرته أمس وكالة "معا" بالمبادرة اليمنية ورأت فيها مدخلا مناسباً للبدء بحوار وطني شامل يعالج كافة الإشكاليات على الساحة الفلسطينية.
وأكدت الفصائل الخمس إن الحوار الوطني يجب إلا يتجاوز ما تم الاتفاق عليه في الحوارات الوطنية السابقة من إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني باعتبارها اتفاقات وطنية توافق عليها الكل الوطني وتشكل أرضية مناسبة لبرنامج القواسم المشتركة، كما وتؤكد الفصائل إن أي حوار يجب إن يكون شاملاً يضم كافة الفصائل والقوى الفلسطينية بلا استثناء وان يعالج كافة المشاكل والقضايا الداخلية ويؤسس لمرحلة جديدة في العمل الوطني تقوم على أساس الشراكة السياسية المبنية على مبدأ تكامل الأدوار.
الخميس 20/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع