عن أزمة الدولار وخطر الحرب



وفقا لخطابه أمام مسؤولي وزارة الحرب (البنتاغون)، فلا يزال الرئيس الأمريكي جورج بوش يسوّق "انتصار قواته" في العراق. لا بل إنه يحذّر من "خطورة الانسياق وراء المطالبات" بسحب هذه القوات المحتلّة.
ومع تضاؤل فرص الإقناع بشتّى المبررات الديماغوغية، يتعلّق بوش بـ"نصرٍ" يتمثل بإبعاد الرئيس العراقي (الراحل) صدام حسين عن السلطة.
في هذه الأثناء يواصل ريتشارد تشيني، نائب بوش، جولته في المنطقة (أنظر/ي ص 3). وتتألف أجندته المعلنة من التحذير من "تزايد نفوذ طهران" وبحث "القلق المتزايد من ارتفاع أسعار النفط". ولتجميل الصورة، يتحدث مرافقوه عن "سُبل دفع المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية".
تشيني أيضًا أشاد بما أسماه التحسن "المذهل" الذي طرأ على أحوال العراق. مع أنه "استُقبل" في العراق بانفجارات مدويّة ومذهلة.
حين نجمع هذا الإصرار الأمريكي الرسمي على مواصلة احتلال العراق، وتعزيز صورة "البعبع الإيراني" مع أزمة الركود الاقتصادي التي تضرب أمريكا، تلوح أسئلة مقلقة. منها: هل يخطط زعماء البيت الأبيض القاتم لحرب جديدة هنا هربًا من الأزمة الاقتصادية هناك؟ هل التزامن بين كل ذلك، وبين استمرار سدّ أفق شطآن لبنان وسوريا بالبوارج، سيتحوّل الى ما يشبه قنبلة موقوتة؟
لا يُقال هذا جزافًا. فالتجربة المريرة مع الأنظمة الرأسمالية، خصوصًا تلك التي تصل مراحل إمبريالية، تعلّمنا أنها لطالما رأت في الحرب مخرجًا من تناقضاتها الداخلية. والولايات المتحدة تعيش اليوم تناقضات حادّة أفرزتها طبيعة نظامها، ممّا يهدّد بجعل منطقتنا ميدان حرب يخطط قادة واشنطن لإشعالها، هربًا من الداخل الأمريكي المأزوم. قد يُقال: إن هذا صعبٌ في سنة انتخابات أمريكية؛ لكن من السذاجة التقليل من القدرات "الإبداعية" المتوحّشة لدى هؤلاء! فيجب التحرّك والتحذير (والحذر) كيلا يتحقق هذا السيناريو/هذا النجاح الأمريكي الخطير، والمحتمل.

هشام نفاع
الخميس 20/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع