خمسة أعوام على غزو العراق
تشيني: صراعنا إيديولوجي والمنطقة تصدّر العنف



* انقسامات تظلّل مؤتمر المصالحة الوطنية في بغداد *

اعتبر نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، أمام جنود الاحتلال الأميركي في قاعدة بلد الجوية، انه طالما قمعت الحرية في الشرق الأوسط، فان المنطقة ستبقى مكانا «للعنف الجاهز للتصدير»، مجددا القول أن واشنطن لن تنسحب من العراق قبل استكمال المهمة.
إلى ذلك، «تفكك» مؤتمر للمصالحة الوطنية، حتى قبل أن يبدأ اجتماعاته في بغداد، حيث انسحبت منه كتلة «جبهة التوافق» السنية احتجاجا على عدم توجيه الدعوة إليها على النحو الصحيح، وقاطعته جماعات أصغر، وشكك «التيار الصدري» في أهميته، معتبرا انه عبارة عن دعاية حكومية.
وقال تشيني لـ«رئيس» إقليم كردستان شمالي العراق مسعود البرزاني، في اربيل في زيارته الأولى إلى الإقليم، «نحن نعتمد بالتأكيد على قيادة البرزاني لمساعدتنا في التوصل إلى علاقات إستراتيجية جديدة بين الولايات المتحدة والعراق، بالإضافة إلى اعتمادنا عليه في أجزاء حيوية من التشريعات الوطنية خلال الأيام المقبلة».
وكان تشيني أوضح، أمام 3 آلاف جندي أميركي في قاعدة بلد الجوية وسط محافظة صلاح الدين، «كما قال الرئيس (جورج) بوش، فان الحرب على الإرهاب هي صراع إيديولوجي، وطالما أن الحرية لا تزهر في هذا الجزء من العالم، فانه سيبقى مكانا للركود، والاستياء، والعنف الجاهز للتصدير».
واعتبر تشيني، الذي وصل إلى سلطنة عمان، أن العراقيين «يعرفون أننا امة تقبل العمل الصعب حتى لو تعب الآخرون من بذل الجهود»، وهو ما فسره احد مساعديه بأنه كان يشير إلى المعارضة المتنامية للحرب في أميركا، وليس الى الدول التي شاركت في الغزو. وأضاف «أن الطغيان في العراق كان يستحق هزيمته، كما أن الديموقراطية تستحق الدفاع عنها، وبإمكان الأميركيين كافة التأكد أننا ننوي انجاز مهمتنا، وبالتالي، فان الأجيال المقبلة من الأميركيين لن تضطر للعودة إلى هنا للقيام بذلك مجددا».
وكان تشيني بات ليلته مع زوجته لين في عربة مقطورة في قاعدة بلد الجوية. وسمع دوي قذائف لساعات في محيط القاعدة، لكن مسؤولين عسكريين قالوا إن القصف كان مقررا سابقا، وقد استهدف معاقل لـ«المتمردين» وليس على علاقة بزيارة تشيني، الذي أشار إلى انه سمع دوي القذائف، لكن «لم يوقظني احد ليبلغني، لقد استيقظت باكرا».
مؤتمر المصالحة
وانطلقت في المنطقة الخضراء أعمال مؤتمر للمصالحة يستمر يومين، بعنوان «معا لوحدة القوى الوطنية لتحقيق الأمن والإعمار واستكمال السيادة»، في ظل مقاطعة ابرز ممثلي السنة واستبعاد رئيس الحكومة نوري المالكي إجراء حوار مع حزب البعث، معتبرا أن هذا الأمر «مخالفة دستورية».
واعتبر المالكي، أمام المؤتمر، أن المصالحة حققت الكثير من أهدافها. واتهم جماعات بالسعي لتخريب جهود المصالحة، مبديا أسفه من أن «الآخرين» يقفون مكتوفي الأيدي فيما يحاول آخرون النيل من التقدم السياسي وتعطيل العمل مع الحكومة، في وقت يستلزم فيه واجبهم الوطني أن يساعدوا الحكومة.
وقدم المالكي تقييما متفائلا للوضع في العراق، معتبرا أن «الأمة تماثلت للشفاء بعد العنف الطائفي الذي هدد بنشوب حرب أهلية»، مؤكدا أن «الدرب لا يزال طويلا ومحفوفا بالصعاب، رغم النجاحات والمهام الكبيرة تحتاج إلى المزيد من الإصرار».
وقاطعت «جبهة التوافق»، اكبر الكتل البرلمانية السنية، المؤتمر، بسبب عدم توجيه الدعوة لها ككتلة، بحسب ما أعلن المتحدث باسمها النائب سليم عبد الله الجبوري. وقال إن «القرارات التي صدرت عن الاجتماعات السابقة لم تنفذ على الإطلاق». وتساءل «كيف يمكن الآن ترتيب مقترحات جديدة».
وكانت القائمة «العراقية»، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، أعلنت مقاطعة المؤتمر. ووصل رئيس «الكتلة الصدرية» البرلمانية نصار الربيعي إلى المؤتمر، لكنه امتنع عن الإشارة عما إذا كان سيشارك، معتبرا أن «مثل هذه المؤتمرات ليست سوى دعاية حكومية».
وحضرت شخصيات سياسية ودينية وعشائرية ومستقلة مشاركة في العملية السياسية، وأخرى غير مشاركة، المؤتمر، بينها رئيس ديوان الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي وزعماء مجلس «إنقاذ الانبار» الشيخ علي الحاتم السليمان الدليمي وحميد الهايس، وعدد من قادة مجالس «الصحوة» المتعاونة مع الاحتلال الأميركي.
ميدانيا، قتل 10 عراقيين، وأصيب ,64 في انفجارات وهجمات في الموصل وبغداد وبعقوبة. وقتل مسلحون عنصرين من «الصحوة» في بيجي.
(ا ف ب، ا ب، رويترز)

الأربعاء 19/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع