*ألوفد يؤكد: الجهاز الصحي في حالة انهيار لا محالة في ظل استمرار الحصار ومنع المساعدات الطارئة* في لقائه بالهيئات والجمعيات والقادة والمواطنين عامة: نحن صامدون ومرابطون، ومرفوعو الرؤوس ونستمد عزيمتنا وقوتنا من اهلنا فلسطينيي العام 48. وأضافوا: لا تقلقوا علينا فنحن اصحاب حقوق في هذه الارض، انقلوا تحياتنا ومعزتنا وتقديرنا لجهودكم ووقوفكم الى جانبنا فنحن شعب واحد ومصيرنا واحد*

تل ابيب- لمراسلنا- "رغم الدمار الهائل والعمارات التي سقطت على رؤوس اصحابها من نساء واطفال وشيوخ، ورغم رائحة الموت التي تشتم في اماكن العدوان الاحتلالي الاسرائيلي، رغم انقطاع الكهرباء والماء والوقود ورغم منع المرضى من العلاج ومنع ادخال الغذاء والدواء واستمرار اغلاق المعابر، رغم الجرائم الكبرى والبشعة بحق الاهل في قطاع غزة من قصف الطائرات والدبابات والزوارق الحربية يقولون: لا تقلقوا علينا ولا تخافوا فنحن اصحاب حق ومرفوعو الرؤوس والهامة منتصرون باذن الله نستمد صبرنا وعزيمتنا من وقوفكم الى جانبنا، فانتم العزوة والاهل والسند والعون لنا، انقلوا تحياتنا لكل فلسطينيي 48 وطمئنوهم اننا بخير رغم الحصار ورغم العدوان.
هذا بعض ما شاهده وسمعه وفد رابطة الاطباء لحقوق الانسان الذي زار القطاع للمرة الثانية على التوالي حيث كان السباق الاول والوحيد الذي يدخل غزة منذ الحصار الاسرائيلي- الامريكي الظالم على غزة.
وضم الوفد الطبي كلا من صلاح الحاج يحيى مدير العيادات الطبية والعمل الميداني في الرابطة وحسن عبد الفتاح متاني وعبد السلام اغبارية ومصطفى ياسين ومحمد منصور وذلك في تخصصات الجراحة والعظام والاورام السرطانية والنفسية.
وقد استقبل الوفد الطبي بحفاوة بالغة كونه متضامنا مع الاخوة الفلسطينيين ومحتجا على ممارسات الاحتلال في غزة ومحاولا خلال الزيارة التي استمرت 3 ايام تقديم المساعدات للمرضى والجرحى، وقد تم الكشف عن عشرات الحالات المرضية الصعبة وعشرات الجرحى والمصابين من جراء استمرار العدوان الاسرائيلي وتقديم العلاجات والاستشارة الطبية لهم في مستشفى الشفاء المركزي وهو اكبر مستشفيات القطاع، كذلك زار الوفد مستشفى الاتحاد الاوروبي في خان يونس حيث قدم العلاجات والاستشارة للمرضى والجرحى والناس، كما زار الوفد مستشفى الوفاء التأهيلي شرقي غزة حيث يقدم العلاج لجرحى العدوان وحالتهم صعبة بالاضافة الى النقص الشديد بالمعدات الطبية وآليات العمل.
وشارك الوفد الطبي خلال زيارته للاهل في غزة بالمؤتمر الاول حول التعليم الطبي والصحة العامة في فلسطين وذلك في مقر الجامعة الاسلامية بغزة حيث تنظمه كلية الطب. وحيّ عميد الكلية الدكتور مفيد مخلالاتي الوفد الطبي الضيف واثنى على نشاطهم وعملهم منذ عشرين عاما في الاراضي المحتلة، والتقى الوفد بوزير الصحة في غزة د. باسم نعيم واركان الوزارة والعاملين في الجهاز الصحي، حيث اكد الطرفان اهمية التعاون والعمل المشترك لما فيه مصلحة المرضى والجرحى والمصابين. وقد استمع الوفد لشرح مفصل عن وضع الجهاز الصحي في ظل استمرار الحصار الظالم على غزة. وزار الوفد ضمن عمله المكثف ليل نهار داخل غزة زار جمعية مخيم البريج للتأهيل حيث استمع الى عملهم والمعوقات التي تحد من ذلك بسبب النقص في الاجهزة المساعدة للجرحى والمعوقين وقد وعد الوفد بالعمل من اجل تقديم المساعدات.
والتقى الوفد بالمركز الفلسطيني لحقوق الانسان حيث استمعا الى شرح مفصل عن آثار العدوان الاسرائيلي من المحاميين اياد العلمي وابراهيم الصوراني، كما التقى الوفد برئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالانابة د. أحمد بحر وعدد من اعضاء المجلس. وفي كلمته اكد صلاح الحاج يحيى رئيس الوفد الى غزة ان رابطة الاطباء لحقوق الانسان والجماهير الفلسطينية داخل الخط الاخضر تقف الى جانب الاهل والاخوة الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون الى جرائم حرب وابادة وان اسرائيل تضرب عرض الحائط بكافة القوانين والمواثيق الدولية وتحرم الشعب الفلسطيني من العيش بحرية وكرامة مؤكدا ان الجماهير الفلسطينية في 48 تعمل ليل نهار من اجل رفع الظلم ووقف العدوان عن اهل غزة وسنواصل تقديم المساعدات من اجل صمود الاهل في القطاع الحبيب.
من جهته اشاد د. بحر رئيس المجلس بدور الجماهير الفلسطينية داخل الخط الاخضر، ووقوفهم الى جانب غزة في ظل استمرار العدوان والحصار مؤكدا عمق العلاقة والترابط واللحمة والمصير الواحد، وطالب بنقل رسالة واضحة ان الجماهير الغزية صامدة وباقية ومرفوعة الرأس والهامة.
وفي ختام اللقاء منح الدكتور بحر وسام المجلس التشريعي الى رئيس الوفد صلاح الحاج يحيى تقديرا لجهوده المميزة في نصرة الشعب الفلسطيني من النواحي الصحية وكشف الممارسات الاسرائيلية الجائرة بحق الشعب الفلسطيني.
وخلال الزيارة المكثفة تجول الوفد بعدد من مواقع الدمار والخراب جراء العدوان وقصف الطائرات والدبابات خاصة في منطقة جبل الكاشف شرقي جباليا حيث كان العدوان الاخير والذي سقط فيه 120 شهيدا واكثر من 300 جريح، وزار مقر وزارة الداخلية الذي قصف وهدم، وزار بيت عائلة عطا الله الذي قصفته الطائرات وقتلت ثمانية من الاسرة واصابت الآخرين. كذلك تم زيارة مقر نقابة العمال حيث هدم المبنى المكون من ثمانية طوابق وسُوي بالارض.
وتشتم رائحة الموت من تحت الركام حيث يصعب ازالة الكميات الهائلة من الباطون ولا توجد هناك آليات ودفاع مدني يستطيع ازالة الركام ويؤكدون وجود اناس مفقودين ولا يعلمون مصيرهم. وفي ختام الزيارة التي استغرقت ثلاثة ايام يؤكد الوفد الطبي ان جهاز الصحة في قطاع غزة في انهيار لا محالة وان اكثر من 110 حالات توفيت لمنعها من السفر الى الخارج وان الاجهزة والمعدات الطبية الكثيرة قد تعطلت ولا بديل لها والنقص الحاد والكبير بكافة انواع الادوية خاصة لمرضى السكر والضغط والقلب والكلى بالاضافة الى المضادات الحيوية على انواعها، كذلك النقص بالأسرّة في المستشفيات ونقص كبير في اجهزة غرف العمليات والتي توقفت الا للحالات الحرجة منها.
واكدت رابطة الاطباء لحقوق الانسان ووزارة الصحة على ضرورة تكثيف الجهود والعمل المشترك في مجال جراحة القلب والعيون والاورام السرطانية والعظام والصحة النفسية.
هذا وقُدمت شاحنة من المستلزمات الطبية لمستشفيات قطاع غزة بقيمة 130 الف دولار وذلك تبرعا من الاخوة في جمعية الاغاثة الانسانية بواسطة رابطة الاطباء.