المصالحة الحقيقية بجلاء المحتلّ



تزامن افتتاح مؤتمر "المصالحة الوطنية" العراقي بزيارة مهندس الحرب على هذا البلد العربي، نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ديك تشيني، وتصريحاته الواضحة حول بقاء قوات الاحتلال الأمريكية لسنوات طويلة.
وليس صدفة أن تتغيّب عن المؤتمر قوى سياسية مركزية في الساحة العراقية، خصوصًا قوى المقاومة والقوى المناهضة للاحتلال. فأول شروط المصالحة الحقيقية هو جلاء المحتلين، وأي تقاسم للغنائم السياسية تحت سلطة الاحتلال سيبقى تآمرًا على الحقوق الوطنية العراقية.
فبعد خمس سنوات على الاحتلال، يزداد غوص الغزاة في الوحل. فقد اتضح زيف مبرّرات الحرب، فلا أسلحة دمار شامل ولا علاقة مع "القاعدة"، والأوضاع الأمنية والاقتصادية ازدادت سوءًا. وحتى التيار الكهربائي الذي كان ينقطع لثماني ساعات في اليوم في عهد نظام صدام التكريتي أصبح يصل لثماني ساعات فقط في اليوم الآن.
وفي مجتمعات الدول التي شنّت هذه الحرب الإجرامية اللصوصية، في الولايات المتحدة وبريطانيا، تتصاعد وتيرة مناهضة الاحتلال والمطالبة بسحب القوات من العراق.
وما يخطط له المحتلون اليوم هو إما تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، كرديّة وسنيّة وشيعيّة، تنضم إلى غيرها من الأنظمة العربية المدجّنة في القن الأمريكي؛ وإما الإبقاء على دولة واحدة واستدعاء عشرات آلاف الجنود بذريعة "حفظ الأمن وكبح العنف الطائفي".
ومع أن المرشحين الدمقراطيين كلينتون وأوباما يتحدثان عن سحب القوات فإن التقديرات تشير إلى أن المؤسسة العسكرية ستحول دون هذا. وأن هذه الوعودات ستذهب أدراج الريح بعد الانتخابات مباشرةً.
إن المخرج من الكارثة التي سببها الاحتلال، جوهره سحب القوات الأمريكية المحتلة، والحفاظ على وحدة أراضي العراق.


(الاتحاد)

الأربعاء 19/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع