تبرعم في ربيع العمر آمال
كما الاشجار تصحو من سبات
وتنمو من اماليد براعمها
وفي حضن الطبيعة يشهر
التفاح والقندول مفاتنه
وزهر شقائق النعمان
تستولي منابتها على جبل مدى الدهر
ويخطف لونه القاني دم الثوار بالقهر
وترغل، بلبل الغابات منتشيا
يغازل سحر بلبله
واعشاش تصمم صنعها الاطيار
تمهيدا لتنشئة لاسرتها
وتبتسم الزهور لمرأى الشمس
تنسج من خيوط العشب
والازهار تيجانا واكليلا
وتبعث عن شذى الازهار انقاها
ولم تفلح يد العطار تلقاها
ويدعو الشيخ في صمت وفي قلق
فليت طبيعة الانسان كالشجر
يجدّ وعمره الفاني من عام الى عام
ليحيا كامل العمر
يكرس رغبة الانسان منتميا لموطنه
لمجتمع يحبذ مجد اجدادي
بهذا الجيل اترابا لأولادي
ويخلو القلب من كمد واحقاد
وآذار يطل على مرابعنا
يحل الاخضر الشجري فيها
وتكسو الحقل اعشاب وزهرات
بأبدع حلة نسجت
ربيع جليلنا الفتان يغريني
يفاخر جنة الفردوس في وطني
وتشمخ شوكة القندول في جبل
تحدث ايدي لامسها
وزعتر موطني فاحت روائحه
يعالج اكله الشافي
من الادواء والعلل
مناقيش مطيبة بطعم الزيت والزعتر
تفوق مذاق بيتسا الروم في المهجر
فلا اجدي ولا اشهى
من الزيتون والزعتر
ولكن في بلاد الظلم
يحرم قطفه قسرا
بحجة ظالم سلب الاراضي من اهاليها
ويسمو جرمق الاحرار مختالا
بأعلى مستوى فيه
وداء الصدر يشفيه
من النسمات تخفيه
ينادي الكرمل الجبار
ان نبقى على العهد
ليبذل غاية الجهد
ويحلو الود كالشهد
وحيفا بنت عشتار
تزين كرملا فذا حدائقها
وفي عمري رأت عيني
بلاد الروم والعرب
ونفسي فضلت بلدي
وما حنّت الى ارض
سوى ربوع اوطاني

(شفاعمرو)