طرق الرامة نائحة ......



(كلمة عن الراحل نافذ حنا بايحاء من مراثي ارميا )

كيف صارت القرية العروس ،القرية القنديل ،الشامخة بين القرى ،كيف صارت ارملة تنوح على نورها الماضي ،ام ثكلى تبكي انجازاتها وتطورها.

 

طرق الرامة نائحة ،لعدم القادمين اليها من اجل العلم والمعرفة،اهلها متفرقون ،اطفالها خائفون .طأطأت رأسها من الخجل والذل،حيرانة ومتسائلة ولا من مجيب ولا من معزّ .تزوج ابناءها بخوف وتودعهم بحزن وحسرة .ولكن وفي لحظات نادرة تجرؤ ان ترفع رأسها وان .... تبتسم قليلا ،وهذه المرة اثناء وداعها ابنها البار الاستاذ نافذ حنا. فبالرغم من فيض الدموع ونوح الحمام رفعت الرامة رأسها بثقة وابتسمت ،لا فرحا بل فخرا واعتزازا .
لا يستطيع احد ان يحجب نور الحقيقة الساطع ،الحقيقة التي تجعل الانسان يعترف بالآخر، والتي تفجر الحب من القلوب المنكسرة .

 

إن الموت الرهيب قوي لدرجة  انه فجر هذا الحب وجعل الناس يعترفون به ويعبرون عنه بصوت واضح وقوي وجميل .
الاعتراف الصادق بالحب دليل على قوة الانسان وعمق انسانيته التي هي  وحدها الامل والرجاء.
لقد عبر الجميع عن حبهم لهذا الرجل الذكي المتواضع ، المخلص المتواضع،المعلم المتواضع،العامل المتواضع،المعطاء المتواضع.
المتواضع الذي ارتفع الى اعلى مستويات انسانية الانسان التي ترفض الصراخ والجعجعة والعجرفة  والتكبر الفارغ ،وتنسجم انسجاما كاملا مع الوداعة والصمت الجميل ومع العمل والعطاء الهادئ المتواصل ،وتنسجم ايضا مع نوار الاشجار وازهار شقائق النعمان المنتشرة في هذه الايام والتي هي اصدق شاهد على هذا الحب الكبير.
على اجنحة الصمت  والوداعة والعطاء الدائم والتواضع ارتفع الاستاذ نافذ حنا عاليا عاليا وابتسمت الرامة الجريحة ،لا فرحا بل  فخرا واعتزاز.

(الرامة)

نبيل عازر *
الأربعاء 19/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع