سخنين تدمع، سخنين تبكي، وداعا يا طارق



سخنين تدمع، سخنين تبكي ، سخنين تصرخ لك يا طارق، سخنين تئن حزنا عليك أيها الأخ، حزناً عليك أيها الابن، لك يا صاحب الشهامة، يا صاحب المسؤولية  يا صاحب الذوق والشرف.
خسرناك يا طارق، خسرنا وجهك الضاحك البشوش، خسرنا تفانيك وتضحياتك الثمينة، خسرناك يا عزيز النفس يا طارق .
لقد رحلت عنا سريعا وأنت في ريعان الشباب، لم تودعنا وفاجأتنا بهذا الفراق بهذه المصيبة التي نزلت علينا كالصاعقة  دون سابق إنذار،  فغرست في قلوبنا الحسرة والمرارة على فراقك يا طارق .
زوايا الكلية، كلية سخنين بفروعها في الجليل، والنقب، والمثلث والقدس الشريف بمدارسها ورياضها ومدرسيها وطلابها وموظفيها وجميع من فيها يبكونك يا طارق، يا حبيب الكل ويا مثال الشاب الخلوق، يا أيها الباسل الكريم.
 لن أنسى تلك الليلة قبل أيام قليلة فقط قضيناها مع بعضنا البعض في القدس الشريف وطيلة الليل كنا نحضر لافتتاح مدارس إضافية ابتدائية وثانوية في شعفاط وبيت حنينا وسور باهر، ودعوة أهالي القدس لهذا الاحتفال وأخذت على عاتقك تنسيق الأمور. لا أنسى انك أنت كنت تقول دائما انك ستعمل على أن يكون اسم سخنين في كل بقعة في كل نقطة في كل منطقة وفي كل حارة من قدسنا الشريف،  لتكون كالنجم اللامع الذي يهتدى به، وقلت لي بأنك تخطط مع الأهالي لفتح مدارس ومؤسسات إضافية في جميع الأماكن في قدسنا الحبيب .
لقد كنت نعم الرجال ونعم العطاء ونعم الوفاء، نعم سيبقى اسمك يا طارق خالدا، وستبقى ذكراك بيننا شعلة علم تضيء لنا الطريق حتى نؤدي الأمانة ونفي بالوعد والعهد حتى نصل إلى شاطئ السلام .
تشهد بصماتك يا طارق ويشهد عملك في كلية سخنين على النشاط الإداري المتميز لما فيه الخير للجميع . لقد حملت المسؤولية بكاملها وكنت أمينا مخلصا على جميع المؤسسات العلمية والثقافية في قدسنا الحبيب وفي كل مكان عملت به في هذه البلاد . لقد كافحت مراراً وتكراراً لرسم بسمة الأطفال، أطفال القدس الشريف الذين يسألون أين طارق؟ ونحن نقول لهم، طارق في قلوبنا في عقولنا، في قلوبكم في عقولكم.

نشكرك يا طارق من الأعماق ونودعك بقلوب تنزف دما، عيوننا تبكي عليك، أحباؤك يبكون، زملاؤك يبكون، يبكي عليك كل طفل من هذه المؤسسات التي  فتحناها معا .
 لقد مات طارق، وحبا لطارق سنستمر في بناء الإنسان والمكان، في بناء المدارس والمؤسسات ورياض الأطفال.
لقد عشت فأرحتنا ومت فأشقيتنا. نم هادئ البال يا طارق فبعونه تعالى سنكمل المسيرة ونكمل التخطيط لتبقى ذكراك خالدةً في تلك المؤسسات التي ساهمت بها، ولتبقى بصماتك مسجلة في تلك المعاهد على مدى  السنين .
باسمي وباسم كلية سخنين بجميع فروعها من كل الأماكن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب نعزي أنفسنا أولا ونتقدم بأحر التعازي إلى والديك، والى أهلك وعائلتك وإلى زوجتك والى أنسبائك والى عموم آل أبو ريا والى أهالي سخنين عامة بفقداننا زهرة من زهرات شبابنا في هذا البلد الطيب هذا البلد الذي سيبقى بعونه تعالى في الطليعة مثالاً للتآخي، للأصالة والكرامة والعزة والتسامح . وداعا  وداعا  يا طارق. عليك تحيه الرحمن تترى برحمات غواد رائحات.

أحمد بدارنة (أبو نزيه)*
الأربعاء 19/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع