جدليّة العلاقة بين الماضي والغد البديل!!



سيرورة "حكينا" عن الماضي، بما في مستودعه، من المعارف والوثائق، والحقائق والسرود، لم تزل بحاجة الى وقفة مراجعة معمّقة وناقدة تتسيّد فيها بوصلة الرؤيا الواعية بزواياها الثلاث، البصر والبصيرة والباصرة، خاصة وان هذا الزمن "الناقص" يحاصرنا أتونه بألسنة صراعاته الملغّمة، التي تسعى بكل ما اوتيت من كراهية وحقد ان تصادرنا وجودا وتمحونا ذاكرة في الماضي وبقاء في الحاضر والمستقبل.
ولأن الماضي، والذي هو خلفية الحاضر وتاريخه، يرسم، بكل ركام معطياته الكميّة، صورة صادقة امينة لزمن محدد، بكل سمات مكانه وزمانه، لذلك اصبحت جدلية العلاقة بينه وبين الحاضر وحتى المستقبل، يحكمها عنصر التوحدية، التي لا فكاك لعروتها الوثقى.
ايماننا بهذه الحقيقة الحياتية، اخواتي، اخوتي، يقودنا الى طرح السؤال المهم، وهو: بأي الآليات الناجعة يجب علينا ان نتعامل مع ماضينا؟!! هذا اذا اردنا وكان هدفنا اعادة تركيبه في لوحة متناسقة صادقة وكلية البنية؟!
هل بالتقديس، والصنمية واجترار وتكرار ما عاشه وصنعه فيه اسلافنا، بدون حوار ومساءلة؟! لنطرب سطحيا وندغدغ حسّنا الخارجي!! ونسعى بأقدامنا الى "وطن" العدمية الزمانية والمكانية!!
أم على اساس قناعتنا التامة ان كل ماض هو نمو دائم الانطلاق لمواجهة حقيقية ومضمونة لكل متطلبات الحياة في كل زمن، مما يؤدي الى تجاوز افقه تجاوزا واعيا، ليصبح هذا الزمن مساهما فاعلا في رسم وصياغة وبلورة مستقبل التنوير والحرية والازدهار، الذي هيّأنا مساره حينما اخذنا من الماضي النّسغ الحي الكائن فيه ومددناه بالقوة والنشاط الابداعي بواسطة اضافاتنا الخلاقة.
فصباح الخير، لكل انسان عربي، سيقترن، وجودا، بالحرية الشاملة، ويجرد "سيف" تمرده وتحرره ويشهرها سلاح تجديد واضافة ابداعية ويعلن حبّه لغد بديل.
رشدي الماضي
الأربعاء 19/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع