مشورة صغيرة للمستشارة: ليس على حسابنا



تختزل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الراهنة إلى إسرائيل جزءًا كبيرًا من المشهد التراجيكوميدي في ما يسمى بـ"المجتمع الدولي"، والاستغلال الرخيص للمحرقة النازية لتبرير عدوانية إسرائيل الإقليمية ومواصلة غمط حقوق الشعب العربي الفلسطيني.

انضمام ألماني نهائي للمشروع الامبريالي:

ميركل تتعهد أمام الكنيست
بدعم "غير متردد" لإسرائيل

حيفا- مكتب "الاتحاد"- تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام الكنيست أمس بدعم "غير متردد" لإسرائيل، وقالت إن بلادها ستبقى "صديقا حقيقيا" لتل أبيب.
وشددت ميركل على ما أسمتها المسؤولية الخاصة التي تتحملها ألمانيا تجاه إسرائيل وأمنها، وقالت إن "هذه المسؤولية التاريخية جزء لا يتجزأ من السياسة الأمنية لألمانيا".
كما دعت ميركل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، معتبرة أن ما أسمتها بالاعتداءات الإرهابية تمثل "جريمة" لن تقود إلى حل.
وأعلنت المستشارة الألمانية في الوقت نفسه تأييدها تسوية قائمة على إقامة دولتين "تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وداخل حدود آمنة".
كما أكدت استعداد المجتمع الدولي لتقديم الدعم إلى الطرفين من أجل حل النزاع بينهما، وأشارت إلى ضرورة امتلاك القوة اللازمة لتقديم ما وصفتها بتنازلات مؤلمة في سبيل هذا الحل.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني طالبت ميركل طهران بالكف عن توجيه "تهديدات" لإسرائيل، وعبرت في السياق نفسه عن قلقها بشأن ما وصفتها بالتهديدات التي أطلقها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تجاه إسرائيل.
وقالت إنه في حال نجاح إيران في امتلاك قنبلة نووية "فسيكون لذلك عواقب وخيمة خاصة على أمن إسرائيل، وكذلك على أوروبا والعالم".
وأعلنت ميركل أن بلادها ستواصل مساعيها لفرض المزيد من العقوبات على إيران إذا لم تستجب لمطالب المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.
وتطرقت للمحرقة وقالت إنها تشعر الألمان بالعار، وأضافت "أحني رأسي أمام الضحايا والناجين".
وكانت ميركل قد بدأت كلمتها بعبارات باللغة العبرية عبرت فيها عن الامتنان للسماح لها بالتحدث بالألمانية!!


فإذا ما تجاوزنا زوبعة الخطاب الذي ألقته في الكنيست بالألمانية، نجد أن "ثمن" خطاب ميركل كان تجاهل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتجنب الخوض في توسع السرطان الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة بالقول إن "المسألة معقدة".
ولكن هذا "التعقيد"، على ما يبدو، لا ينسحب على الملف النووي الإيراني مثلا. فالسيدة ميركل ما زالت تطالب إيران بإثبات ما أقرّت به استخبارات الولايات المتحدة نفسها، بأنّ البرنامج العسكري توقف قبل عدة سنوات. وما زالت تتوعّد إيران بالمزيد من العقوبات التي يدفع ثمنها الشعب الإيراني الواقع بين مطرقة نظامه الأصولي المتشدّد وسندان مشروع الهيمنة الأمريكي.
إن التكفير عن جرائم الوحش النازي بحق كل ضحاياه من مختلف الشعوب والأعراق، لا يمكن أن يتأتى من خلال التغاضي عن الجرائم الاحتلالية التي تقترفها "دولة اليهود" بحق شعبنا، ولا من خلال التساوق مع المصالح الإمبريالية في المنطقة.

رجا زعاترة
الأربعاء 19/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع