عون: مبادرة باسم المعارضة بعد القمة



طهران تستبعد حرباً إسرائيلية على لبنان ... وباريس تناشد دمشق ممارسة تأثيرها

السفير- لا تطورات سياسية جدية على الأرجح قبل موعد القمة العربية في دمشق. لا قرارا لبنانيا نهائيا في موضوع المشاركة في القمة قبل الخامس والعشرين من الجاري، وربما قبل يوم أو يومين من موعد انعقادها في 29 و30 الجاري. لا جلسة نيابية لانتخاب رئيس الجمهورية في الخامس والعشرين من آذار. لا فتح أبواب للمجلس النيابي «أمام حكومة غير ميثاقية». لا زيارة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت قبل نهاية الشهر. لا حرب اسرائيلية وشيكة ضد لبنان. لا مبادرة أو أفكار جديدة خارج اطار المبادرة العربية. لا قرار أميركيا بإنجاح أي تسوية داخلية.
هذه هي عناوين المشهد السياسي الداخلي. أما التفاصيل، فإنها قد تقتضي تعديلا لهذه «اللاءات» من باب لزوم ما لا يلزم التفاوض السياسي، كمبادرة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، غداة الدعوة الأميركية لمقاطعة قمة دمشق، الى رفع سقف سياسي أحرج حلفاءه في الأكثرية، بحيث بدا مجددا هو الناطق الفعلي باسمها، عندما قال بوجوب المقاطعة اذا لم يُنتخب رئيس للجمهورية قبل موعد القمة.
وما أشار اليه النائب جنبلاط حول الترميم الحكومي، سرعان ما تحول أيضا الى مادة سياسية تبناها «تيار المستقبل» كما حصل مع موضوع المقاطعة، علما بأن تقديرات مصادر دبلوماسية عربية بارزة في بيروت، رجحت أن لا يُقارَب الموضوع الحكومي إلا في ضوء نتائج قمة دمشق، وقالت ان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على تواصل دائم مع بعض العواصم العربية وهو سيتخذ قرار المشاركة أو عدمها بالتنسيق معها، ورجحت أن لا يكون لبنان صاحب مصلحة في اتخاذ قرار بالمقاطعة النهائية، وبالتالي أن يقتصر التمثيل اللبناني على الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بسام نعماني أو أحد الوزراء المسيحيين في الحكومة الحالية.
وفيما تسلم السنيورة من نعماني، أمس، الدعوة التي كان سلمها موفد سوري الخميس الماضي الى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ أثناء مشاركة السنيورة في قمة دكار، قالت مصادر رئيس الحكومة لـ«السفير» ان مجلس الوزراء سيناقش في جلسته اليوم موضوع المشاركة في القمة من زاويتي الشكل والمضمون، لكنه لن يتخذ قرارا حاسما في انتظار ما ستسفر عنه جلسة 25 آذار.
وفي هذا السياق، تراوحت التقديرات الحكومية بين توجه ضعيف للمقاطعة وتوجه ثان للمشاركة لكن من خلال درس مستوى التمثيل ربطا بمشاركة السعوديين والمصريين والأردنيين (إما احد الموظفين أو أحد الوزراء).
وأكدت شخصية بارزة في «تيار المستقبل» أن احتمال ترميم الحكومة الحالية إذا تعذر انتخاب رئيس الجمهورية في الخامس والعشرين من الشهر الحالي «هو احتمال جدي»، وقالت لـ«السفير» ان عدم القدرة على تأمين النصاب المطلوب لعقد مجلس الوزراء مؤخرا بعد سفر وزير «القوات» جو سركيس الى واشنطن وانشغال وزير الاشغال محمد الصفدي نتيجة وفاة ابنه، «أظهر ان هناك حاجة ملحة لملء الشغور في مقعدي الوزير الشهيد بيار الجميل (الماروني) والوزير المستقيل يعقوب الصراف (الأرثوذكسي)، حتى تصبح الحكومة، فعالة ومحصنة أكثر مما هي عليه اليوم».

 

عون لـ«السفير»: المعارضة ستبادر إذا...

في المقابل، قال العماد ميشال عون لـ«السفير» ان ترميم حكومة فؤاد السنيورة او توسيعها سيشكل استفزازا لشريحة واسعة من اللبنانيين تمثلها المعارضة، معتبرا ان المطلوب ليس الترميم او التوسيع وإنما تغيير هذه الحكومة من أساسها وتأليف أخرى وفق قواعد مختلفة تماما، بعد إجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن.
وأشار عون الى انه لا يعترف أصلا بالحكومة القائمة، وبالتالي فهو يعتبر انه لا يحق لها ان تفعل أي شيء، واصفا إياها بانها حكومة انقلابية، غير شرعية في مضمونها، وإن يكن شكلها يبدو قانونيا، مشيرا الى انه في العادة، هذه هي سمة الحكومات الانقلابية: محتوى غير شرعي وظاهر قانوني.
وأوضح عون انه سيتشاور مع بقية حلفائه في المعارضة حول الرد الانسب على أي إجراء قد تقدم عليه حكومة السنيورة، متحدثا عن إمكان ان تلجأ المعارضة الى مبادرة ما مع انتهاء الاستحقاق الاقليمي المتمثل في القمة العربية. وإذ فضل عدم الكشف عن طبيعة المبادرة، نصح بعدم الخوض في قراءة نياته على هذا الصعيد، مضيفا أن هذه المبادرة تحتاج الى ظروف معينة، و«أعتقد ان فرصة تكوين مثل هذه الظروف قد تكون متوافرة في المرحلة المقبلة التي ستلي القمة العربية».
واتهم عون الفريق الآخر ومن يقف وراءه بعدم الرغبة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، قائلا لـ«السفير» «انهم مسرورون بوجود السنيورة الذي يُسلّم بكل شيء ولا يزعجهم بتاتا، فلماذا يأتون برئيس قد يسبب ولو قليلا من الازعاج، ما دام متاحا لهم شخص مريح ومتجاوب الى هذا الحد كالسنيورة الذي لن يجدوا مثله».

 

شيباني: لا حرب إسرائيلية ضد لبنان

من جهته، استبعد السفير الايراني في بيروت محمد رضا شيباني انتخابَ رئيسِ للجمهورية في جلسة الخامس والعشرين من الجاري بالنظر الى حركة الاتصالات القائمة ونتائجها، لكنه اكد أن التحرك الايراني السعودي مستمر كما التواصل الايراني السوري على أعلى المستويات، لافتا الانتباه الى استمرار التواصل القطري العماني السوري، وأشار الى أن التحرك الفرنسي لم يتوقف.
وجزم شيباني أن لا حرب اسرائيلية على لبنان «بأي شكل من الاشكال ونحن على ثقة بأن اسرائيل ليس لديها الجرأة او الجسارة للقيام بافتعال هكذا ازمة».
وقال شيباني لـقناة «المنار» انه امر غير مقبول ان تعتقد اي جهة اقليمية أو دولية ان بامكانها استغلال جهة اخرى كي تكون ورقة ضغط بيدها، وقال ان اخذ القرار النهائي «يجب ان يوكل حصراً للجهات اللبنانية لان افضل مرجعية سياسية هي الشعب اللبناني».
وحول وجود مبادرة قطرية تقول بانتخاب ميشال سليمان رئيسا وتكليف فؤاد السنيورة رئيسا للحكومة، نفى شيباني وجود اي كلام رسمي بهذا الخصوص، مؤكداً أن اللقاء الرباعي الوزاري الذي عقد في دمشق والذي خصص حصرا للبحث بالملف اللبناني لم يتطرق الى تسمية من سيكون رئيسا لحكومة لبنان «لأنه بحسب وجهة نظر الجمهورية الاسلامية، فإن هذا الامر مرتبط مباشرة بحق الشعب اللبناني بالانتخاب والاختيار، ولان هذا الامر ينافي الاعراف الدبلوماسية بين الدول»، لكن شيباني لم ينف ان يكون هذا الامر مبادرة فردية.

 

باريس تدعو سوريا إلى ممارسة تأثيرها الإيجابي

في باريس، دعت فرنسا سوريا مجددا إلى لعب دور ايجابي من أجل إيجاد مخرج للأزمة الحالية فى لبنان والتوصل إلى اتفاق يتيح انتخاب رئيس للبلاد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني إن فرنسا ترى أن سوريا يمكنها مثلها مثل كافة الأطراف المعنية أن يكون لها تأثير ايجابي فى لبنان مما يتيح انتخاب رئيس للبلاد وفقا للخطة التي أقرتها جامعة الدول العربية بالإجماع.

الثلاثاء 18/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع