أوقفوا تحقير الأنبياء، والتفتوا الى مآسي الأرض



حين بدأت قبل سنوات حملة الاساءات العنصرية للإسلام والنبي محمد، اختار كثيرون من المنافقين الأوروبيين وضع الأمر في خانة "حرية التعبير". أما اليوم، فإن قسمًا ممّن صمتوا، يعبّرون عن شديد غضبهم على اساءات توجَّه للسيّد المسيح في الدانمارك بالذات، حيث صدرت الرسوم المهينة للنبي العربي.
ففي معرضٍ عنوانه "الإباحية" ويقام يوم "الجمعة الحزينة" حسب التقويم الغربي لأعياد الفصح، يتعرض السيد المسيح للإساءة بواسطة مشارك يقلده وهو يلبس ملابس اعتُبرت "فاضحة". وبحسب موقع "الجزيرة نت"، يزور هذا المعرض سنويا ما يقارب 200 ألف شخص. وقام البعض بجمع التواقيع في كانون الثاني الماضي لمنع إقامة المعرض في مدينة فايلي ونظموا مظاهرة أمام مكان انعقاده. كذلك، كانت الدانمارك شهدت قبل سنوات قضية مشابهة حين قامت متاجر ببيع "صنادل" موشومة بما اعتُبرت صور للسيد المسيح، مما أثار احتجاج متدينين وأدى لسحب تلك الصنادل.
في الحالتين، وفي جميع الحالات التي تشمل إهانات لمَن ولما يمثل معتقدات يحملها بشر، هناك انتهاك فظّ لواجب احترام مشاعر ومعتقدات الغير. فحريّة التعبير لا تجيز هذا. لأن الحريات تتوقف حيث يبدأ المس بكرامة الانسان، أيّ إنسان. ومعتقدات الانسان جزء من كرامته. النقاش مشروع ومطلوب بأوسع الحدود، لكنه يتوقف عند عتبة المسّ بالكرامة الانسانية.
هناك خطر آخر وأكبر خلف معارك الاساءات المتبادلة لرموز دينية. وهو إلهاء الناس عن قضاياها الحقيقية، وهي قضايا تتفاعل على الأرض ومن صُنع بشر – وهم بشر من فئة خاصة، يتمتعون برؤية "المؤمنين" يقتتلون، بينما هم يواصلون تكتيكات الاستغلال وجني الأرباح وتكديسها، والقهقهة على هذه المسرحيّات المفتعلة.

هشام نفاع
الثلاثاء 18/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع