الهقّاش الطبّاش



"أبو مصطفى" حسين العلي، ابن قريتنا المهجرة قسرا، لا يطيب له الكيف ولا يهدأ له بال اذا لم يرد الصاع صاعين لكل باغ يحيد عن طريق الحق ويسير في سكة الاعوجاج والانتهازية في الموقف، وله قاموسه الخاص في تعريف وتعرية الضالين عن السبيل الوطني القويم. شرفني بزيارة يوم الجمعة الماضي وعلى غير عادته، ولعله خمن ما يدور في مخيلتي من تساؤلات حول الدافع لزيارته، قال، تقاتلت مع "دب همّر" الكافر بالوطنية، إمام مسجد بلدنا، حريق الوالدين "شرق وغرب" في خطبة الجمعة، تحدث عن الحلال والحرام واخذ يلف ويدور حول عذاب النار مصير كل من يسير في درب المعاصي ولا يسبح بحمد الرحمن!! لم استطع الصبر، صار بدني يغلي من الغضب، فزّيت واقفا وقلت له، يا شيخنا كلامك لا غبار عليه، لكنه عمومي، لماذا لا تتحدث وتدين الكفار بحق الشعوب، خاصة المجرمين بحق شعبنا الذين يرتكبون المجازر في غزة هاشم وجرائم القتل بحق الاطفال والرضع والنساء والشيوخ، والذين حوّلوا بمحارق قذائف وصواريخ دباباتهم وطائراتهم المناطق المحتلة وحياة الفلسطينيين الى "جهنم الحمرا"، من المساجد والكنائس انطلقت الثورات والانتفاضات ضد الظلم والظالمين! تلعثم الامام وقال "انا لا اتدخل في السياسة"، فقلت له: عدم تدخلك سياسة لا يرضى عنها لا الرب ولا الشعب ولا الوطن، وخرجت وجئت اليوم لأصلي في جامع بلدكم. وتابع ابو مصطفى قائلا "نعيش اليوم في زمن الشرم بُرم، زمن هيمنة العربدة بقبضة القوة، بحق القوة لا قوة الحق، بهيمنة شريعة الغاب لا الشرعية الدولية. يكفيك بلطجية نظام الهقاش الطباش، نظام جورج بوش وجرائمه العربيدة في العراق وافغانستان وفي المناطق الفلسطينية المحتلة بمساندة الجزارين" قاطعته، ماذا تعني بالهقاش الطباش!؟ قال الهقاش الطباش يقال للانسان الغبي والكذاب الذي لا يزن الامور بروية "يخفش تخفيش في ارتكاب الموبقات التي تؤدي الى تورطه، وبوش يذكرني بعوض الدعبول، ابن بلدنا المهجرة، كان مضروبا به المثل لغبائه المفرط ولكذبه ولتهوره العربيد الذي ادخل البلد في الكثير من المشاكل والورطات. ولتلقيبه بالهقاش الطباش قصة "شر البلية ما يضحك"، فالدعبول كان يحصد قمحه في مارس ارضه المجاور لأرض احد الملاك من القرى المجاورة، فجأة سمع نهيق حمارته المطول لها بحبل مربوط في جذع شجرة، اصابه مس من الجنون عندما وجد ان حمار ابن القرية المجاور تعدّى على شرف بهيمته، هوى على الحمار بالعصا، نهنهه من الضرب، وامطر حمارته ضربا بالسكين حتى قتلها، ولم يكتف بذلك، فمع ضب الرمس وبداية عتمة الليل قام باشعال النار في قمح مارس صاحب الحمار "المعتدي" انتقاما وقفل راجعا الى ديوان القرية الذي جلس في صدره امام وخوري ومختار البلد وقص عليهم القصة من طقطق الى السلام عليكم وطلب من وجهاء البلد ان يأخذوا له حقه من صاحب الحمار، على ان يدفع صاحب الحمار شرفية بمقدار عشر ليرات عقابا على عملية الاغتصاب ودفع تعويض بمقدار خمس ليرات عن مقتل حمارته التي عاقبها خوفا من العار ومن ان تحمل في بطنها بندوقا من حمار الجار.
وضحك الحضور في سرّهم خوفا من ان يجرم الدعبول بهم، فمروته اقوى من الثور، بينما قال له الامام الى متى ستبقى هقاشا واكمل الخوري وطباشا تسوّد وجه القرية بغبائك وتدخلها في مشاكل في داخل البلد ومع ابناء القرى المجاورة، تذكرت الهقاش الطباش وانا اتصور امامي تسلسل الاحداث منذ التفجيرات الارهابية في نيويورك وواشنطن في سبتمبر الفين وواحد والسياسة العبية التي انتهجها بوش الهقاش الطباش، وتحت يافطة محاربة الارهاب وباللجوء الى الاكاذيب لتبرير احتلال العراق وكأنه جاء لضمان الامن والاستقرار والحرية لشعب العراق. وخمس سنوات من عمر الاحتلال الامريكي للعراق اثبتت احداثها الدامية مدى عمق الجرح العراقي ونكبة الشعب العراقي من جراء الاستعمار الامريكي الجديد الذي يرتكب اكثر الجرائم ضد الانسانية والشعب العراقي في القرن الواحد والعشرين. ولعلك توافقني الرأي انه لا مستقبل للهقاشين الطباشين لا في  امريكا ولا في بلادنا، وحكم ضل ما ظل.
د. احمد سعد
الأثنين 17/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع