في ذكراه الأربعين أمس في رام الله:
بركة: الحكيـم كان متحيزًا لشعبه،
وإنسانيـًا ويساريًـا بكـل جوارحـه



* "ربطت بين الحكيم وبين القيادة التاريخية لحزبنا وجبهتنا علاقة خاصة، استندت إلى رؤية أهمية البقاء في الوطن والدور الحاسم للحزب الشيوعي لصيانة مشروع البقاء بعد النكبة" *

* بوادر إقامة إطار وحدوي للقوى اليسارية التقدمية على الساحة الفلسطينية، ضد الاحتلال ومن أجل بناء مجتمع تقدمي حرّ *


رام الله – لمراسل خاص - احتشد الآلاف أمس السبت في مركز مدينة رام الله، بدعوة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في حفل إحياء الذكرى الأربعين، للقائد الفلسطيني التاريخي، حكيم الثورة الفلسطينية، د. جورج حبش، بحضور قيادات الجبهة الشعبية والفصائل والأحزاب الفلسطينية ووفد يمثل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الوطنية.

 

وألقيت في الحفل، كلمات من بينها، كلمة الأمين العام للجبهة الشعبية، الرفيق أحمد سعدات، التي بثها للحفل من سجون الاحتلال، وكلمة الجبهة الشعبية ألقاها نائب الأمين العام، الرفيق عبد الرحيم ملوح، وكلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ألقاها بالنيابة، أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، وكلمة الفصائل الفلسطينية، ألقاها الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، الرفيق بسام الصالحي، وكلمة أحرار هضبة الجولان السورية المحتلة، ألقاها الرفيق أحمد القضماني، (أبو المجيد)، وكلمة المطران عطا الله حنا.
وأكد المتكلمون على دور القائد الراحل، ورؤيته التقدمية الثورية لمسيرة التحرر الوطني، ودأبه لصيانة الوحدة الفلسطينية.

 

وبرزت من خلال كلمتي الرفيقين ملوح والصالحي، أن هناك مبادرة تجري صياغتها لإقامة إطار وحدوي للقوى اليسارية التقدمية على الساحة الفلسطينية، لتوحد صوتها ونضالها ضد المحتل، ومن أجل بناء مجتمع تقدمي حر.

 

وكانت الكلمة الختامية، للنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الذي قال، إن الحكيم كان متحيزا لشعبه ولأمته، وكان انسانياً ويسارياً بكل جوارحه، وكان الحكيم اليساري الجذري، يؤمن بحتمية اعتدال الميزان وإن ادلهمت الخطوب.. وما أعتمها يوم رحيله.. من ظلام الاحتلال في غزة.. إلى ظلم ذوي القربى، إلى عروبة متعثرة مشغولة بكراسي الحكام... إلى كذبة إمبريالية مجرمة زجّت بأعدل قضية في أقذر خانة.
وأضاف بركة، لم نتفق مع الحكيم في كل شيء، ولكننا لم نختلف على كل شيء.. إنما اتفقنا على الأساس: على الحرية والتقدم والدولة والعودة، فبطبيعة الحال نحن نعرف مواقف الجبهة الشعبية ونعرف مواقف الرفيق جورج حبش، وعرفنا لاحقا حجم المعاناة التي رافقته مع رفاقه بعد اتفاق عمان، والتصدع الذي لحق بالحركة الوطنية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطيني، وهو المتحيز بكل جوارحه للوحدة الوطنية الفلسطينية، التي لم ير فيها أحد بنود المشروع الوطني، إنما المقدمة الشرطية للمشروع الوطني، لكنه رأى مع رفاقه في اليسار الفلسطيني وبحق، في اتفاق عمان، تهديدا خطيرا للمشروع الوطني الفلسطيني.

 

وتابع بركة قائلا، يحق لنا اليوم أن نسجل ما نعرفه من رفاقنا في الحزب الشيوعي وما نعرفه من أصدقائنا في م.ت.ف. أنه عندما فتحت أبواب استعادة الوحدة في م.ت.ف، التي لم يدخر رفيقنا الكبير توفيق طوبي ورفاقه جهداً لفتحها وللمساهمة في وضع الأسس لاستعادة هذه الوحدة، كان اليسار الفلسطيني والرفيق جورج حبش من المتحمسين لعودة اللحمة- الوحدة.
وقال بركة: ما أحوجنا اليوم لحرارة الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي تصون الثوابت الفلسطينية، لأنه لا يمكننا اعتبار سفك الدم الفلسطيني بيد الفلسطيني على أنه قضية اجتهاد، ولا يمكن التعامل مع موضوع الحسم العسكري لأي حوار ونقاش واختلاف فلسطيني فلسطيني على أنه موضوع يدخل في إطار الأدوات التي يمكن اعتمادها لحسم أي نقاش.

 

وتوقف بركة في كلمته عند الحملة العنصرية الشرسة ضد جماهيرنا الفلسطينية في إسرائيل، وقال، إن الحملة الصهيونية العنصرية تشتد ضدنا، ولكننا قررنا بالعرف غير المكتوب أن بقاءنا في وطننا هو القيمة الأولى لكفاحنا الوطني والمدني، وإن إمداد أبناء شعبنا بعوامل المناعة والصمود هو مشروع مركزي، لأن الحركة الصهيونية، وإن لم تنجح في اخراجنا خارج وطننا، فقد دأبت على محاولة اخراجنا من هويتنا وانتمائنا ومن تاريخنا.
وقال بركة، لقد كانت هناك علاقة خاصة ربطت بين الحكيم وبين القيادة التاريخية لحزبنا الشيوعي وجبهتنا الديمقراطية، وهذه العلاقة استندت إلى رؤية أهمية البقاء في الوطن والدور الحاسم للحزب الشيوعي لصيانة مشروع البقاء بعد النكبة.

 

واختتم بركة كلمته قائلا، اليوم نقف على مسافة 60 عاما من النكبة، التي كان التمرد عليها عنصرا مؤسسا في وعي وفكر ونضال الحكيم، ونعود لنعاهد شعبنا بالذات في هذه الأيام، بأنه لا يصح إلا الصحيح، ولا بديل لنا عن وطننا الذي لا وطن لنا سواه.

الأحد 16/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع