آن الاوان لاقامة وزارة للمحبة والصداقة والتآخي



تتشكل الحكومة في كل دولة من مجموعة وزارات لكل واحدة منها مجال عملها. القاسم المشترك بينها ادارة شؤون الحياة وتنظيمها لتوفيرمتطلبات الحياة للجماهير، ولكي تعيش باحترام وكرامة واطمئنان على المستقبل. وفي اسرائيل تتشكل الحكومة من مجموعة وزارات القاسم المشترك بينها ممارسة التمييز العنصري ضد الاقلية القومية العربية الفلسطينية التي ظلت في وطنها ولم تطيرها عواصف الترحيل والتشريد في نكبة العام (1948) خارج وطنها وكذلك الاصرار على انتهاج سياسة عدوانية احتلالية ضد الجيران وخاصة ابناء الشعب الفلسطيني وسياسة خدمة السيد العربيد وراء المحيط. والنتيجة لهذا النهج العدواني، المآسي والاحزان والالام والاحقاد والضغائن والخراب والدمار ودوس القيم الانسانية الجميلة والكرامة الانسانية وقدسية الحياة.
ومن هنا في اعتقادي ان المطلوب وبالذات في هذه الظروف والاوضاع الخطيرة والمأساوية ودون تلكؤ اقامة وزارة للمحبة والصداقة والتآخي تضع البرامج الانسانية المكثفة والاسراع في تطبيقها وهدفها فطم الجماهير وخاصة القادة عن ثدي العنصرية والكراهية والاحقاد والحروب ودفع الجميع الى ثدي المحبة والتعاون والتقارب والاحترام ورؤية وتعميق المشترك وخاصة المحبة بين الناس ومحبة الناس جميعا للحياة الجميلة الخالية من العنصرية والكراهية لان المحبة هي المفتاح الذي يدخل به الانسان الى قلوب الناس وهدفها الاول البند المتجسد في انه آن الاوان لهذه الحرب العدوانية الاسرائيلية الهمجية على البشر والارض والقيم والتاريخ ان تنتهي، وان تبدا حملة مكثفة وعلى كافة المستويات لتعيش الجماهير بمحبة وصداقة وتآخ وتعاون لانجاز كل ما يفيدها ويعمق انسانيتها الجميلة وتفكيرها الجميل ونبذ كل ما يشوه جمالية تلك الانسانية.
لقد آن الاوان لاقامة وزارة للمحبة والصداقة والتآخي وتعميق انسانية الانسان وجماليتها وجمالية ممارستها، تعمل بمثابرة وتضع البرامج المكثفة لتحويل الصراع والاحقاد والتنافر والخصام والاستعلاء القومي الى وحدة طيبة وسلام ومحبة وصداقة وتعاون من اجل الاستقرار والطمأنينة وراحة البال وضمان ان يرفرف ملاك الافراح والسعادة والتآخي والرفاهية فوق حلاوة الصداقة والمحبة والتقارب والثقة بين الناس وضمان بقائهم في حديقة الحياة.لأنه عندما تسود النية الطيبة والمشاعر الانسانية الجميلة المحبة للحياة وجماليتها وللانسان بغض النظر عن قوميته و لغته ودينه والعقل السليم المحب لجمالية الانسان وبالتالي جمالية الحياة وقدسيتها ونبذ كل ما يشوههما، تتغير الاوضاع الى الاحسن، فالحياة هي رحلة فلماذا لا يجعلها الحكام جميلة وميمونة، ولا شك ان برامج وزارة المحبة والصداقة والتآخي والتعاون لما فيه مصلحة الانسان، ستساعد في تحرير الانسان من الأنا والعنصرية والاستعلاء القومي والدوس على كرامة الانسان وحقه في العيش باحترام وكرامة، لانه في قلب كل انسان ومهما كان عنصريا، لا بد من وجود ولو ذرة محبة للانسان وللحياة ولجمال الانسان وجودة الحياة، وهذه الذرة يمكن تنميتها من خلال التربية الجميلة والبرامج الانسانية الجميلة والعاشقة للحياة ولحق الانسان ان يحيا فيها باحترام وكرامة وسعادة، ولتصبح هذه التربية الجميلة زهرة فواحة بالمشاعر الانسانية، الامر الذي يحتاج للمثابرة والتخطيط وعدم اليأس. واقامة الوزارة للمحبة والصداقة والتآخي هو عمل انساني لا يوجد اكبر واعمق منه بالذات في ظروف الواقع الاسرائيلي العنصري الاحتلالي الذي تنتشر فيه جراثيم الفاشية واخطار النازية، فالراب ليفنجر كان يقول: "لم يحالفني الحظ بقتل عربي"، وغير ذلك من سموم وبائية عنصرية اطلقها غيره من القادة والوزراء ورؤساء الحكومات وشخصيات بارزة على مدى عشرات السنوات ولا يزالون متباهين بعنصريتهم ولا انسانيتهم واحقادهم للعرب وبالتالي للحياة وجماليتها ولجمالية الانسانية، لقد آن الاوان لاقامة وزارة للمحبة والصداقة والتآخي،لان رحمها الجميل ببرامجه واهدافه ونشاطاته ومضامينها الجميلة، سينجب الاجيال التي ستتعاون على البر والصداقة والاحترام المتبادل وتعميق المحبة والاحترام والتآخي بين الجميع، ونبذ ومكافحة الاحقاد والعنصرية وكل ما من شانه تشويه وتلويث جمالية انسانية الانسان، اجيال تشيد بناء الحرية والكرامة للجميع بعيدا عن الاحقاد والضغائن والعداء وتكافح النشأة في اجواء دموية عنصرية وتعمل على منع ان يكون الانسان اداة حقد لتنفيذ سياسة عنصرية دموية فاشية، وتبث عبير المحبة والاحترام المتبادل بين الجماهير،بدل بث سموم العنصرية والكراهية والعداء والحروب والاستيطان، الامر الذي سيضمن بلا شك نتائج جميلة، فعندما يجري مثلا، نشر روح المحبة والصداقة بين الطلاب جميعهم من يهود وعرب، يخفف ذلك من حدة العنصرية بالذات في هذا الجو المشحون بالعنصرية والاحتقار والكراهية للعرب، فما هو الافضل ان يتعلم الطلاب اليهود المواد الانسانية الجميلة من منطلق ما جاء في التوراة: "احب لغيرك كما تحب لنفسك"، ام يتعلموا المواد العنصرية التي تعمق كراهيتهم للعرب واحتقارهم لهم وبالتالي اقتراف المجازر ضدهم؟ ما هو الافضل تربية الطلاب اليهود ان الفلسطينيين بشر مثل اليهود وما يحق لليهود يحق لهم من عيش كريم باحترام وكرامة واستقلالية في دولة لهم بجوار اسرائيل في حدود 5/6/1967، وفي ظل السلام العادل وراياته الخفاقة ووروده الفواحة وبلابله الصداحة وتعميق التربية على الاستقامة والانسانية الجميلة والصدق والتقارب بين ابناء الشعبين ونبذ الغش والحقد والاستعلاء القومي والتمييز العنصري، ام التربية على جراثيم العنصرية ووباء الاستعلاء القومي والاستهتار بالاخر ودوس كرامته؟ وما هو الافضل العيش على مساحة صغيرة من الارض بهدوء وطمأنينة ومحبة، ام على مساحة كبيرة مع قلق وعدم اطمئنان ووجع راس وبدون احترام وكرامة؟
ولأن اهداف ومضامين وزارة المحبة والصداقة والتآخي المقترحة، الهادفة لتوطيد العلاقات الانسانية الطيبة وتعميق التربية عن الاخلاق الحسنة والفضائل المفعمة بالمحبة الانسانية للحياة الجميلة للجميع من عرب ويهود، وان تكون لغة التخاطب بين الجميع باحترام وتفاهم وتنسيق لضمان الحياة الجميلة للجميع، وبالذات في هذه الاوضاع المأساوية، فان الوزير المقترح او الوزيرة المقترحة لها، هما من الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليهودي العربي الاممي، لان اول خطوة لها ستكون وضع البرامج التربوية واليومية والكفاحية اليهودية العربية، لتعميق التعاون والنضال المشترك من اجل ازالة الاحتلال والعودة الى حدود الخامس من حزيران عام (1967)، والتعايش الانساني بين الجميع في حديقة الحياة التي ستقيمها وزارة المحبة والصداقة والتآخي، والخالية من اشواك وجراثيم العنصرية.

 

سهيل قبلان
السبت 15/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع