لو كان للهدوء ان يتجسد.. لكنت تجسده..
لو كان للذكاء ان يشمخ.. لكنت سيده..
يا أبا الصهر الاشم..
يا اخي وصديقي وزميلي.. يا أبا اشرف..
كنت اتمنى ان نقضي بقية العمر معا، نرعى اولادنا، نثبت خطى احفادنا، نثبت خطاهم على رزانة حاك خيوطها نسيج حياتك، نثبت خطاهم على معرفة تشرفت بفطنتك وأنت ترضعها لآلاف من تتلمذ على يديك والذين لا يذكرونك الا بالخير في حياتك ومماتك..
معرفتي بأبي اشرف تمتد متجاوزة العقود الاربعة.. لم تعكر صفوها لحظة قاتمة واحدة.. فكان دائما مثال الزميل ومثال الصديق ومثال المعلم..
في شخصية تجذرت معرفة واسعة متوجة بالذكاء بعيدا عن الادعاء والاستعلاء وبريق الغرور.. وفي افكاره تجلت محبة الناس من خلال طلابه الذين جمعهم في طائفة واحدة وفي عائلة واحدة تتقزم في محضرها مظاهر التزلف والتعصب والعائلية والتحزب..
عندما دخل شادي بيتي صهرا عزيزا معززا تعرف أهل بيتي على الحبيب نافذ وعلى الاخت فاتنة امد الله في عمرها.. فكانا مثال العائلة المحبة الكريمة التي تترك أينما حلت الفة ودفئا واحتراما للقريب والبعيد.
تشهد علي العناية الالهية وانا في بيت الله هذا، انني لا اقول الا الصدق عن ابي اشرف الذي اجتمع فيه نسب وحسب، هذا النسيب الحسيب لم اسمع منه كلمة سيئة يغتاب بها احدا.. وبرغم مرارة همومنا في هذا الوطن كان دائما الرجل الذي اغتنت به دنياه العامة والخاصة متعالية فوق الاحقاد وهفوات الآخرين.
اما أم اشرف، فعزاؤنا لها وعزاؤنا بها، عزاؤنا لها بفقدان سيد البيت، موضع اعتزازها واعتزاز نجليها العزيزين اشرف وشادي والحبيبة لمى والصغيرين عدي ومجد، عزاؤنا لأهلها وأهل نافذ..
وعزاؤنا بها انها السيدة المصون التي انشأت عائلة كريمة ووقفت بجانب زوجها ايام العافية والمرض وقاسمته محبة القريب والبعيد وتناوبت معه على تربية الاولاد ورعاية الاحفاد ليتحلقوا حول العلم واحتراف الفضيلة في كل توجه وكل مقام..
نم يا ابا اشرف مستريحا بين الابرار، لقد تركت لنا ارثا زاخرا بالمحبة والمعرفة والاتزان، وارثا سيتباهى به عارفو فضلك واولادك واحفادك لسنين عديدة بمشيئته تعالى.. باسم اهل بيتي وعائلتي اتقدم لكم يا احباء نافذ بصادق العزاء.
أحببناك وستبقى في ذاكرتنا، لقد غيّبك الموت، وما اصغرنا امام احكام الخالق..

(الرامة)