باقة حبق الى المرأة العاملة في عيدها



في الثامن من آذار من كل عام تحتفل النساء ومعهن القوى والاوساط والاحزاب التقدمية والتحررية بعيد المرأة العالمي، وهذا العيد يجسد بمفاهيمه ومضامينه الثورية رمزا لكفاح المرأة ونضالاتها المتواصلة الدؤوبة ضد الاستغلال والعبودية والجشع الرأسمالي والدوس على حقوق العاملات والطبقات العمالية الكادحة، ومن اجل التحرر والانعتاق من القيود والاغلال، ولأجل المساواة في الحقوق الاجتماعية، هذه النضالات التي لا تنضب ولا تلين خاصة في المجتمعات التي تستغل قوة عمل المرأة في ظل النظام الرأسمالي المتعفن الذي لا بد ان يزول يوما بفعل نضالات وثورات الطبقة العاملة الكادحة، وبحكم الضرورة التاريخية وعوامل اخرى كثيرة في اطار الارتقاء بالمجتمع البشري نحو مرحلة ارقى واسمى في التطور التاريخي.
وفي واقع الامر، ان المرأة العاملة استطاعت من خلال سلسلة نضالاتها الدؤوبة انتزاع عيدها في الثامن من آذار واضفاء الطابع الشرعي عليه والاحتفاء به من خلال مهرجانات ومسيرات ومظاهرات الكفاح والنضال والاحتجاج، والتأكيد على دورها التاريخي الحقيقي، الاجتماعي السياسي والاقتصادي والمشاركة في بناء وتأسيس المجتمع المدني الحضاري التقدمي والتعددي الخالي من الاستغلال والاضطهاد والقهر الطبقي، مجتمع الحرية والاستقرار والعدل والتقدم في شتى الميادين، مجتمع انتهاء صراع الانسان مع الانسان وتحويله الى صراع الانسان مع الطبيعة من اجل اكتشاف خباياها وتسخيرها لخدمة الانسانية جمعاء، ومجتمع انساني يقضي على مظاهر الفقر والجهل والتخلف ويجمع مظاهر الرقي الحضاري.
وما من شك ان مشاركة النساء الفعالة العلمية والعملية والثقافية هي عنصر اساسي في التطور الاجتماعي والتقدم العصري، لأن النساء هن نصف المجتمع ومشاركة هذا النصف في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية يسرع عملية تطور المجتمع.
لقد اثبتت النساء انهن قوة جبارة متحركة ومعطاءة اذا اتيحت لهن المجالات بممارسة حقهن في العديد من القضايا، واحترام مكانتهن الاجتماعية والسياسية. والمرأة في بلادنا تخطت الكثير من الحواجز والعوائق لتصبح عنصرا فعالا مؤثرا وقادرا، وبرز ذلك في نضالها ضد الاحتلال وجرائمه ومجازره بحق شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة. كما برز دورهن في ايام الارض والمساواة والروحة وهبة اكتوبر وفي حملات التضامن والاغاثة للاهل المحاصرين في الضفة والقطاع.
ان المرأة الفلسطينية لعبت دورا بارزا على صعيد النضال الوطني العام واثبتت بعزمها وصلابتها قدرتها على التحدي ومواجهة المحتل وجرائمه، وقدمت النساء الفلسطينيات التضحيات الكبيرة ابان الانتفاضات الشعبية، ومنهن من استشهدن في سبيل الواجب الوطني او اعتقلن في سجون الاحتلال.
واخيرا، نحيّي النساء العاملات بمناسبة عيدهن ونقدم لهن باقة حبق من ربى جليلنا الاشم، وندعو العاملات العربيات الى تعميق وحدتهن والدفاع عن حقوقهن النقابية والاجتماعية ورفع وتيرة النضال ضد ظروف العمل الاستغلالية، في المصانع والمخايط والحوانيت، التي غدت وكرا لاستغلال واستعباد واضطهاد المرأة العاملة.

(مصمص)

شاكر فريد حسن *
الجمعة 14/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع