تزايد وتيرة رسائل التهديد والشتائم العنصرية الموجهة لرئيس كتلة الجبهة البرلمانية:
"بركة مخرّب... أنتم العرب سترحلون من هنا"!



* إحدى الرسائل تعرّضت لتصريح بركة، من على منصة الكنيست، ردًا على العنصري ليبرمان: "أنا ابن البيت والمكان والوطن، وأنت المهاجر المؤقت في هنا، فعد من حيث أتيت" * الحركة الإسلامية: معلومات عن تخطيط لاغتيال الشيخ رائد صلاح * لجنة المتابعة العليا: التهديدات لن تُثنينا عن التمسك بمواقفنا ونضالنا *

تهديدات خطيرة وجديّة

التهديدات والتحريضات التي أطلقها، مباشرة وبشكل غير مباشر، زعماء استيطانيون بعد عملية القدس الغربية، تستوجب التعامل الجديّ معها.
فالمسخ الاستيطاني الذي أثبت مرارًا أنه قادر على، وراغب بشدّة في القيام على خالقه، أي جهاز الاحتلال الاسرائيلي، سيختار "أسهل الطرق" لتوجيه نيرانه. في هذه الحالة، ليس من الغريب رؤيته يُقدم على ما أقدم عليه السفّاح الجندي نتان زاده في شفاعمرو قبل سنوات. وهو الذي تشرّب السموم في دفيئة استيطانية فاشية قبل أن ينفثها قتلا في تلك المدينة العربية العزيزة.
إن جماهيرنا، بقدر جرأتها ووضوحها وإصرارها على إعلان مواقفها السياسية والوطنية، تحذّر من أنها كانت وما زالت هدفًا للارهاب اليميني، وللعدوان السلطوي. ويُقال هذا لتسجيل موقف تحذيري استباقيّ، مما يعني تحميل السلطات الاسرائيلية جميعها مسؤولية كل ما قد تُقدم عليه القطعان الفاشية التي ربّتها اسرائيل الرسمية ولا تزال تربيها في المستوطنات الكولونيالية، منذ عقود.
بالمقابل، فإنه من واجب جماهيرنا وقيادتها، الخروج بصوت تحذيريّ عال حتى لا يظنّ أحد من قباطنة الحكومة بأن "الأمور بخير". فلا خير مع استمرار سياسة عدوانية تنشأ تحت كنفها عصابات ارهابية تهدّد دون خوف أو تردّد.
إن الخوف والتأتأة مصطلحان سقطا منذ زمن طويل من قاموس الجماهير العربية السياسي. فلا خوف على هذه الجماهير، ولا خوف لديها، من أية تهديدات. لكنها في الوقت نفسه تتعاطى بكامل المسؤولية والجدية معها. وهذا يعني أنها لن تسمح باستمرار حملة التحريض البهيمية، وهي، مدعومة بحلفائها التقدميين اليهود، ستوصِل تنديدها بها وتحذيرها منها الى أوسع قطاعات الرأي العام.
ومثلما نسمع جميعًا ونرى التحرّكات اليمينية الفاشية، فإننا على يقين بأن الحكومة "بكافة أذرعها" تراها وتدركها، مما يجعلها تتحمل مسؤولية التحرّك الفوري لدرء هذا الخطر شديد الاحتمال. وإن كانت أولى مسؤوليات الحكومة هي التعاطي القانوني الواجب مع هذه الشراذم الدموية، ، فبمنظور سياسي واسع، على الحكومة التراجُع عن السياسة الاحتلالية الكولونيالية، التي تشكل المستنقع الأكبر الذي تنمو على ضفافه مثل هذه الظواهر. فكلنا يذكر محاولة تفجير سيارة الرفيق عصام مخول، والتهديدات الجبانة المتواصلة والمتصاعدة للرفيق محمد بركة.
إن نموّ جماعات فاشية في اسرائيل، تتحدى الحكومة ورئيسها، وتهاجم إحدى أعضائها (الوزيرة يولي تمير)، مسجّلٌ على حكومات اسرائيل التي اختارت على الدوام تأبيد سياسات خطيرة تنجم عنها أخطر النتائج.
إن الجماهير العربية تضم موقفها التحذيري من مغبّة أي اعتداء عليها، الى موقفها السياسي الثابت والواضح المطالِب بالجنوح فورًا نحو الطريق المؤدي الى تسوية سياسية عادلة بين شعبها وبين الدولة التي تعيش فيها، نحو تسوية سياسية شاملة في المنطقة كلها، لصالح جميع شعوبها.

"الاتحاد"

حيفا – مكتب "الاتحاد" - تكثفت في الأسابيع الأخيرة رسائل التحريض التي تصل النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، من مواطنين يهود، وحتى وصل الأمر من أمريكان يهود، التي تتضمن عبارات تهديد واضحة وسيل من الشتائم والعبارات النابية، وهذا على خلفية المواقف التي يمثلها بركة، ولكنها متأثرة بشكل مباشر من حملة التحريض التي يقودها أعضاء كنيست ووزراء في الحكومة الإسرائيلية.
يشار هنا إلى أن مثل هذه الرسائل لم تنقطع في الماضي، إلا أن وتيرتها ازدادت بكثافة في الأسابيع الأخيرة، ومن بينها مثلا، رسالة من أمريكي يهودي، يصف النائب بركة بـ "المخرب"، وأن عليه أن يرحل، ورسالة اخرى، تقول، "سنعرف كيف نعالج أمرك أنت وأمثالك"، كذلك تقول إحدى الرسائل، "هذا الكنيست لليهود، فلماذا أنت فيها، أخرج منها، وإذهب إلى فلسطين".
وتعرضت رسالة أخرى، إلى ما قاله النائب بركة، من على منصة الكنيست، إلى النائب العنصري أفيغدور ليبرمان: "أنا ابن البيت والمكان والوطن، وأنت المهاجر المؤقت في هنا، فعد من حيث أتيت"، وقال مرسل الرسالة في رسالته، وبعد عبارات نابية شديدة، "أنتم العرب سترحلون من هنا، وبالقريب العاجل، لأننا لن نقبل أن تبقوا على أرض صهيون".
وكان مكتب النائب بركة يحول مثل هذه الرسائل إلى ضابط الأمن في الكنيست، بموجب تعليمات وجهت لأعضاء الكنيست، إلا أنه لم تلاحظ أية معالجة جدية لهذه الرسائل، ولم يتم الابلاغ عن هوية أحد من مرسليها.

 

* شكوى في الشرطة ضد بركة والطيبي


وفي اطار هذا، فقد تقدم إلى الشرطة شخص من مدينة عسقلان، ويدعى "ران يدعي" ضد النائبين محمد بركة، وأحمد طيبي (العربية للتغيير)، على خلفية تصريحاتهما بشأن العدوان على قطاع غزة، وبزعم أنها تشكل "تحريضا على ضد الجيش والدولة".
يذكر ان كل هذا يتم وسط تشجيع وتوجيه يقوده اعضاء كنيست عنصريون متطرفون، معروفون بدعمهم المطلق لعصابات المستوطنين الارهابية، من أمثال ايفي ايتام، وافيغدور ليبرمان، وغيرهما، يشنون حملة تحريض هستيرية ضد أعضاء الكنيست العرب، ووصلت ذروتها حتى الايام الأخيرة، بالادعاء أن عملية القدس الأخيرة جرت بسبب تحريض أعضاء الكنيست العرب.

 

* المتابعة تحذر من الصمت


وفي هذا السياق، أصدرت لجنة المتابعة العليا أمس بيانًا قالت فيه أن "الفتوى" التي أصدرها بعض "الحاخامات" (راجع/ي "الاتحاد"، عدد أمس الخميس) تؤكد أن "العنصرية الإسرائيلية تخطو خطوات نوعية خطيرة وسريعة نحو الفاشية المُعلَنة"
وحمّل البيان المؤسسة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن أي مساس أو اعتداء أو استهداف لأي من قيادات الجماهير العربية في البلاد، وطالبها "بإستئصال جذور الفاشية في المجتمع الإسرائيلي، كتلك المجموعة التي تقف وراء هذه "الفتوى" وتسعى لبناء الجحيم على الأرض".
واعتبرت لجنة المتابعة الفتوى المذكورة "بمثابة تحريض دموي واضح المعالم والمرجعيات والأهداف، تندرج في سياق مجمل حملات التحريض، الكلامي وغير الكلامي، على قيادات الجماهير العربية بجميع أطيافها"، مؤكدة أن "مثل هذه التهديدات لن تُثنينا عن التمسك بمواقفنا ونضالنا الشرعي والطبيعي العادل".
وأضاف البيان: "إننا إذْ نُحذِّر من مجرد الصمت الرسمي والشعبي على هذه التحريضات، وما قد يُؤدي الى ترجمتها عملياً، فإننا  في الوقت  عينه، ندعو الى التنبُّه وأخذ الحيطة والحذر، سيما أن مثل هذه الاجواء تُشكِّل البيئة والدفيئة لإرتكاب الجرائم والمجازر بحق جماهيرنا الفلسطينية وقياداتها في البلاد".

 

* صلاح: يحاولون اغتيالي


من جهة أخرى عمم المحامي زاهي نجيدات الناطق بلسان الحركة الإسلامية الشق الشمالي بيانا جاء فيه ان الشيخ رائد صلاح لم يشارك في التحقيق الذي كان من المفروض ان يجري معه أمس الخميس في مركز الشرطة في مبنى المسكوبية بالقدس وذلك "بعد وصول معلومات دقيقة وموثوقة حول وجود أطراف تستعد لاغتياله".

 

إعتداء عنصري على عامليْن من عبلين في الكريوت


حيفا – مكتب "الاتحاد" – قالت شرطة الساحل أمس الخميس إنها اعتقلت شابين (19 و25 عامًا) من كريات آتا قاموا بشبهة الاعتداء على عاملين عربيين في العشرينات من عمرهما، واعتديا على سيارتهما.
وجاء أن العاملين كانا يعملان في ترميم إحدى الشقق السكنية في منطقة زفولون في الكريوت، وأن الشرطة تحقق فيما إذا كان هذا الاعتداء على خلفية قومية. ومن المقرّر أن يتم تمديد اعتقال المشتبه بهما اليوم.

الجمعة 14/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع